| الفنيــة
إعداد/محمد يحيى القحطاني
فاضت ليلة الخميس الماضي في أبها لحناً وشذاً وابداعاً.. وانسكب رحيق اكثر من ثلاثين عاما من الابداع والموهبة والصوت الجميل على مسامع اكثر من ثلاثة الاف متفرج على مسرح المفتاحة بأبها ليعلن ان مهرجانها لابد ان يختم بالمسك فكان للجماهير ما ارادوا.. فنان جمع بين الذكاء والصوت الذي ربما لا يجاريه صوت والالحان العذبة والاهم من ذلك كله الحب الذي طرز قلوب محبيه.
كانت ابها ليلة الخميس «بنتاً للنور» توجها مطرب القرن الذي الهب الكفوف وانصت الآذان وحمل جماهيره في « فنتازيا» فنية الى الريح مع السحايب في سراة ابها فكان بلا شك روعة كروعة تاريخه الطويل الذي امتد سنوات وسنوات من العطاء فاصبح مدرسة ينهل منها كبار المطربين قبل صغارهم انه مطرب القرن الفنان محمد عبده...
بعد اختتام مهرجان ابها السياحي اسدلت ستارة مسرح المفتاحة لاكثر من اربعين دقيقة والجماهير التي ملأت جنبات المسرح تترقب فنانها الذي ارتبط به.. عندها فتحت ستارة المسرح عند الحادية عشرة والنصف ليقدم الحفل«لاعب القرن» ومعجزة الكرة السعودية سابقاً وحاضرا وربما مستقبلا اللاعب ماجد عبدالله الذي رحب بالحضور وكذلك بالفرق الموسيقية بقيادة المايسترو «الشهير» وليد فايد وكذلك بالفنان الكبير محمد عبده الذي دخل مسرح المفتاحة وسط عاصفة من التصفيق امتدت خمس دقائق «وقوفاً» احتراماً لهذا التاريخ الكبير وبعد هدوء العاصفة اختصر ترحيبه لجميع الحاضرين شاكراً لهم تواجدهم وثقتهم ولمن رشحه للفوز بجائزة المفتاحة مرتين هذا العام..
بعدها اعلن محمد عبده ان الليلة ستكون دون الليالي فبدأها باغنية «بنت النور» التي اطلقها منذ عام ونصف تقريبا وظل صداها حتى الآن وهي من انجح واجمل ما طرحه محمد عبده في السنوات الاخيرة وقد ضمن الاغنية بموال خلال مقطع انا ياوردة العشاق لتكون رائعة بالفعل استقبلها الجمهور في المسرح «كعادته» بالتصفيق ثم غنى «ما عاد بدري» وهي من اغاني عمله الجديد بدأها هي الاخرى بموال من «مذهب» الاغنية وكانت هي الاخرى بلا شك محل إعجاب الحاضرين ثم غنى الفنان الكبير اغنية.. «حبيبتي ردي سلامي» والتي اعاد غناءها منذ فترة قصيرة وهي من اغانيه القديمة المتجددة تفاعلت معها الجماهير.
بعدها غنى محمد عبده اغنية «سيّر علينا يا هوى» وهذه الاغنية احدى اغاني شريطه الجديد بعدها غنى رائعة الامير خالد الفيصل اغنية «ياسحايب» وهيمن لحن السامري تفاعل معها الجمهور بعدها غنى اغنية «سمّي» وهي ثالث اغنية يغنيها من عمله الجديد بايقاع سريع اشعل مسرح المفتاحة وجماهيره ليفاجئهم محمد عبده باغنية قديمة جداً هي «رحت يمّ الطبيب» من اغانيه «الشعبية» القديمة التي عرفتها الجماهير في نهاية الستينات وما لبث مطرب القرن ان يهدأ بجمهوره حتى غنى لهم اغنية «صبيا» والتي لها وقع خاص لدى جماهير أبها غناها وكأنه يغنيها لاول مرة من الابداع والتجلي. ثم كان الجمهور على موعد مع اعنية طالبه بها منذ صعوده خشبة المسرح وهي اغنية «البراقع» التي اعاد محمد عبده توزيعها وغناءها في الآونة الاخيرة وكانت احدى اغانيه الرائجة والتي حصلت على مراكز متقدمة في المستمعين على الرغم من قدمها وهي باللحن السامري ومن كلمات الامير خالد الفيصل بعدها غنى لجماهيره اغنية «وينك يا درب المحبة» ليعقبها باغنية «يا مدور الهين» في تناغم جميل بين الكلمة واللحن والصوت والموسيقى التي توهجت هي الاخرى بجميع موسيقييها والاغنية الاخيرة من الاغاني الوصفية الاكثر منها غزلية والتي تمتاز بقوة الكلمات وميلها للحكمة والمثل. وبعد هذه الاغنية كان الجمهور على موعد مع اغنية جنوبية المقصد والكلمات واللحن والاداء هي اغنية «ظبي الجنوب» التي يحفظها الجمهور جيدا ورددها معه كثيرا ليصدح في نهاية الاغنية بمواله القديم «أبهاحسبتك جنة الجنات».
ويدخل مباشرة في اغنية «لنا الله» اهتز المسرح تصفيقاً لهذه الاغنية وهذا الاداء المتجددين دائماً وكأنهم يسمعونها للمرة الاولى من حنجرة محمد عبده وفي نهاية «الكوبليه» الاخير يترك الموسيقى تعزف ويلوح للجماهير التي وقفت له تصفيقاً ومطالبة إياه بالاستمرار ويغادر المسرح ليوقع وثيقة اخرى من الابداع والتميز في مسرح متميز لجمهور متميز في تاريخه الطويل والمليء بالفن الراقي المتميز.
|
|
|
|
|