| تراث الجزيرة
كنت في أحد مجالس كبار السن قبل سنوات وبعد قليل دخل علينا رجل سلم عليه الجميع وأجلسوه في صدر المجلس ثم دارت القهوة بعدها قال أحد الحضور نبي قصة يابو غشام يقصد هذا الرجل فقال أبو غشام القصص كثيرة ثم قال: الناس في الماضي حاضرة وبادية رجالا ونساء كانوا يحافظون على السمعة الرجل يموت من العشق ولا يخبر أحدا وكذلك المرأة والمرأة لا يمكن أن تتكلم مع الرجل خاصة الفتاة المهم كان هناك فتاة من البادية يضرب بها المثل بالجمال والعفة كان لها خدر صغير بجانب بيت والدها وأخوتها كانت تخرج بعض الأيام مع أغنام أهلها في الصباح لمدة ساعة تعتبرها نزهة أو ترويحا ثم تعود الى خدرها كان لها أخ فارس همه في الصباح ركوب فرسه والتجول حول النزل ومراتع الحلال «المواشي» كان من بين شباب النزل شاب راع للأغنام يحب هذه الفتاة ويريد الزواج منها ويتحين الفرصة لعله يسمع رأيها وفي يوم من الأيام وفي الصباح الباكر لم يعلم إلا وأغنام الفتاة بجوار أغنامه ترك أغنامه وأقبل عليها ولما قرب منها وإذا معه غترة بيضاء رماها عليها وقال تكفين هدبي هذه الغترة ثم انصرف كانت النساء تقوم بعمل أهداب وزخارف للغتر وبعض الملابس أحرجت الفتاة وأخذت الغترة ولم تصل الى يدها إلا وأخوها يقف أمامها سائلا ما هذه؟
قالت: غترة الراعي فلان، أخذ الغترة أخوها وجاء الى الراعي وقد اسند ظهره الى جذع شجرة وقف أمامه وسأله هل هذه غترتك؟ قال نعم؟ قال ما لقيت غير أختي؟ قال أختك عفيفة وقصدي شريف والشك عن اختك بعيد عنها رمى عليه الغترة ثم ضربه برمح معه مع خدة ثم ذهب وتركه. ذهب الراعي ووضع بعض الأدوية على جرحة وشفي لكن أثر الجرح بقي في خده وهذا ما يريده أخوها بعد سنة أقيمت الحفلات والملعبة بمناسبة زواج هذه الفتاة على أحد شباب النزل وقف أخوها أمام الصفوف فقال:
انظر اخدودك عقب ما هي صافية
ذاله زمانٍ ما محى علمانها |
خرج الراعي وقال:
ضربتك هذي مثل ذوب العافية
ما تطرد الخلان عن خلانها |
فقال أخوها:
لا عاد هذي منك ما هي كافية
ها دوك الأخرى حطها بوزانها |
فضربه مع خده الثاني فتدخل الحضور وأصلحوا شأنهم.
بعد ذلك قلنا لأبي غشام صح لسانك وعلى الثانية عانك وفعلا جاء بثانية وثالثة.
والى قصة أخرى في موضوع آخر إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ناصر المسيميري - الرس
ملحوظة
هناك من يطلب ذكر أسماء أصحاب القصة، لهؤلاء أقول: هناك أكثر من سبب يمنع من ذكر الأسماء وأشكر كل من اتصل وأرجو أن أكون عند حسن ظن الجميع.
|
|
|
|
|