| العالم اليوم
* واشنطن د، ب، أ:
حذر الباحثون في مجال علم الصواريخ امس «الخميس» من آثار جانبية خطيرة للدرع الصاروخي الوطني المضاد للصواريخ الذي تنوي الولايات المتحدة نشره على أراضيها، ومن هذه الآثار احتمال سقوط الصاروخ المعادي الذي يصاب بصاروخ أمريكي بعدإطلاقه على أراضي حلفاء للولايات المتحدة أو حتى على الاراضي الامريكية ذاتها، وفي تقرير نشر على موقع الانترنت لمجلة نيو سايانتيست حذر هؤلاءالباحثون من نظام موجود في الخطة الامريكية الهدف منه إسقاط الصواريخ البالستية العابرة للقارات ذاتية الدفع قبل أن تتوقف محركاتها الصاروخية تماما عن العمل وتبدأ مسار سقوطها على الهدف،
ولاحظ الباحثون إن استهداف مثل هذا الصاروخ الملتهب يكون أسهل بكثير من محاولة إصابته في مرحلة ما بعد الاطلاق وهي مرحلة يكون فيها الصاروخ ورأسه النووي أكثر برودة أثناء الطفو فوق الغلاف الجوي، إلا أن إصابة المحرك الصاروخي فقط سيجعل الصاروخ يفلت تماما من السيطرة،
وقال عالم الطبيعة تيد بوستول من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا إنه من الممكن لمثل ذلك الصاروخ غير الموجه أن يسقط على أي مكان يقع بين نقطة انطلاقه والهدف الذي كان يفترض أن يصل إليه، وكمثال على ذلك قال بوستول إن صاروخا نوويا منطلقا من كوريا الشمالية باتجاه الولايات المتحدة قد يسقط على ألاسكا أو كندا، في حين أن صاروخا منطلقا من العراق قد ينفجر في أوروبا، وانتقد الباحثون أيضا خطط الولايات المتحدة لوضع جهاز لاشعة الليزرعلى طائرة ركاب معدلة من طراز جامبو تستخدم في اعتراض مسار الصواريخ ذات المدى الاقصر من الصواريخ العابرة للقارات، وقال جيوف فوردين وهو أيضا عالم طبيعة في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا إن أشعة الليزر الصادرة عن مثل هذا الجهاز لن تكون قوية بما فيه الكفاية لتدمير الرأس الحربي النووي للصاروخ وهو رأس مصمم بحيث يتحمل درجات الحرارة الفائقة التي تصاحب اصطدامه بالغلاف الجوي للارض أثناء رحلة العودة والسقوط،
وقال فوردين إنه من الممكن تلافي مثل تلك المشكلة بسهولة إذا ما تم اللجوء بدلا من فكرة الجامبو إلى أدوات اعتراض ذات قابلية أكبر على المناورة يتم إطلاقها من الارض أو البحر، إلا أنه أضاف أن إدارة الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش لا تفكر في اللجوء إلى أي من تلك الطرق البديلة،
وقال الباحثون إن ملاحظاتهم حول تلك الاخطار الماثلة ستزيد من الانتقادات التي تتعرض لها الولايات المتحدة بالفعل منذ إعلانها العزم على المضي قدما في خطة الدرع الصاروخي الدفاعي، رغم اعتراضات موسكو والعديد من حلفاء واشنطن،
وقال عالم طبيعة آخر من نفس المعهد وهو جورج لويس «إذا ما سألت عن عدد الناس الذين سيلقون حتفهم في المتوسط فستجد أنه من الافضل بكثير أن يتم إسقاط الصاروخ قبل وصوله إلى هدفه، ، ولكن الناس الذين سيسقط عليهم في هذه الحالة قد يكون لهم رأي آخر بالنسبة لهذا الموضوع!»،
|
|
|
|
|