أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 31th August,2001 العدد:10564الطبعةالاولـي الجمعة 12 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

يتعرضون للتفرقة العنصرية التي تكاد الصين تخلو منها!
المسلمون من عرقية اليوجور هم أكثر الأقليات العرقية التي تعاني في صمت بالصين
* بكين د، ب، أ:
لحية «محميت» الثقيلة ولون جلده الاسمر ومعالم وجهه الواضحة جعلت معظم الناس يعتقدون أنه ينحدر من الشرق الاوسط،
وانتقل «محميت» وهو رجل أعمال في منتصف العقد الثالث ولد في منطقة شينجيانج الواقعة أقصى غرب الصين إلى بكين منذ خمس سنوات،
ويقول محميت ان السكان اعتقدوا للوهلة الاولى أنه أجنبي يتحدث الصينية بطلاقة وكانوا لطيفين معه، لكن معاملتهم له تبدلت بعد معرفتهم أنه من أقلية اليوجور المسلمة في الصين،
ويقول محميت انه مر بتجربة مع أحد سائقي سيارات الاجرة في بكين مازالت عالقة في ذهنه وتسبب له ألما كلما تذكرها،
وقال محميت الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه كاملا إن سائق السيارة كان ودودا جدا إلى أن سأل محميت عن سبب طلاقته في اللغة الصينية،
وقال محميت «لقد قلت له إنني من اليوجور» فرد السائق قائلا «لو كنت علمت أنك من اليوجور، ما كنت لأدعك تركب»، فسأله محميت عن سبب ذلك فرد عليه السائق «لأنكم خطرون جدا»، فسأل محميت السائق عما يعرفه عن اليوجور، فأجابه السائق ببساطة «إنكم متوحشون وعدوانيون»،
ويعتبر اليوجور أكثر الأقليات الصينية وضوحا للعين، لكنهم ليسوا الاقلية الوحيدة التي تتعرض للتمييز العنصري في كبريات المدن الصينية،
ويشكل الهان الصينيون وهم الغالبية نحو 92 بالمائة من عدد السكان في الصين البالغ عددهم 3، 1 مليار نسمة، لكن وسائل الإعلام الحكومية لا تبذل جهدا يذكر في مساعدتهم على فهم الأقليات العرقية،
وتوجد ملصقات ضخمة على لوحات الاعلانات المنتشرة في طول الصين وعرضها تحمل صورا لمطربين شبان وراقصين مبتسمين بينما يرتدون الملابس التقليدية المعبرة عن الاعراق التي ينحدرون منها،
ومن المفترض أن تعبر هذه الملصقات عن المساواة والانسجام العنصري، لكن بالرغم من أن الصين من أقل دول العالم الكبرى من حيث عدد الاعراق والاجناس إلا أن الحقيقة تؤكد أن معظم الصينيين مازالوا يندهشون عند رؤية آسيويين بأنوف طويلة أو شعر أكثر على أجسامهم ، وحتى في بكين التي تجمع أعراقا وجنسيات عديدة فإن المواطنين غالبا ما يصفون السود أو البيض ذوي الشعر الكثيف «بالقردة» وهم لا يقصدون شرا بهذه التسمية في معظم الاحيان ويعتقدون أن الاجانب لن يفهموا اللغة الصينية،
والمناخ السياسي الذي يؤكد من خلاله الحزب الشيوعي الحاكم أنه أنهى كافة أشكال التفرقة العنصرية وأتي برخاء متساو للمجموعات العرقية البالغ عددها 56 مجموعة لا يسمح بأية دراسة جادة حول العنصرية،
وكما يؤكد أحد الدبلوماسيين الغربيين المطلعين على السياسة الصينية إزاء الأقليات العرقية فإن معظم علماء الاجتماع الصينيين الذين تسيطر الايدولوجية الشيوعية على أفكارهم لا يستطيعون حتى التفرقة بين معني الجنس والجنسية،
وتعاني الأقليات من التبت، والمغول والكوريين والكازاخستانيين وعشرات من أعراق أخي تقطن المناطق الجبلية في جنوب غرب الصين، ولكن في الاغلب الاعم بدون تذمر،
ويقول أحد الطلبة من التبت في بكين «إذا واجهتك مشاكل، فإن الشرطة دائما تقف بجانب الشخص الذي ينحدر من الهان»، ويقول الطالب الذي ينحدر من منطقة التبت في مقاطعة سيشوان جنوب غرب الصين، إن جامعة بكين للاعمال رفضت قبوله بسبب عرقه،
ويقول «إنهم يعتقدون أنك تأتي من مكان بعيد جدا، إنهم ببساطة لا يفهموننا معشر التبت»، وقال مسئولون وأيدتهم في ذلك إحدى جماعات حقوق الانسان، ان حزيران/يونيو الماضي شهد معركة بين 300 طالب من الهان و100 من اليوجور في شمال غرب الصين مما أسفرعن إصابة 20 شخصا بجراح منهم ثلاثة بإصابات خطيرة،
وذكر مسؤولون بجامعة شانجان في مدينة شيان أن الاشتباكات اندلعت إثر قيام الطلبة من الهان العائدين من حفلة احتسوا فيها الخمر، بإطلاق السباب ضد اليوجور،
وقال المركز الاعلامي لحقوق الانسان والديمقراطية ومقره هونج كونج ان الهان سبوا اليوجور بألفاظ مثل «خنازير شينجيانج» و«عودوا لشينجيانج»،
وفي الشهر الماضي قال المركز الإعلامي لشرق تركستان، ومقره ألمانيا، «إن اليوجور القادمين للمقاطعات الصينية الداخلية للدراسة أو البحث عن عمل أو للتجارة يتعرضون للتفرقة العنصرية سواء من جانب السلطات أو السكان الصينيين»،
ومن بين الحوادث التي ورد ذكرها العام الحالي قالت جماعة دعم اليوجور إن الشرطة قامت في آذار/مارس الماضي في مدينة شينزن الجنوبية بالاعتداء على اثنين من التجار ينحدرون من اليوجور مما أسفر عن إصابتهما «بإصابات جسدية شديدة»،
وقالت المجموعة إن الحادث أسفر عن خروج 100 من اليوجور في مظاهرات بمدينة شينزن وان الشرطة قامت بضرب أحدهم حتى الموت وقالت المجموعة «لقد جرت العادة على حرمان اليوجور من الخدمات في الفنادق والمستشفيات والمحال التجارية في المقاطعات الصينية الداخلية»،
ويذكر محميت حادثة أخرى عندما كان ينزل في أحد الفنادق الشهيرة في جوانجزو، جنوب الصين، بصحبة صديق أجنبي، وقد اعتقدت مشرفة الطابق في الفندق أن محميت ليس صينيا حتى قام محميت بإبراز بطاقة هويته لها بعد عدة أيام،
ويقول محميت انه في اليوم التالي «لم تقم بتغيير الاغطية أو تنظيف الغرفة، وعندما سألها عن سبب عدم تنظيفها للغرفة، قالت المشرفة لمحميت «ينبغي أن تكون سعيدا لأنك تمكث في مثل هذا الفندق، ففي الحقيقة لا يسمح لليوجور بالدخول إلى هذا الفندق»،
ويقول محميت «لقد شعرت فعلا بالمهانة وبأن هذا منتهى الظلم»،

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved