أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 31th August,2001 العدد:10564الطبعةالاولـي الجمعة 12 ,جمادى الآخرة 1422

شرفات

صورة العرب في وسائل الإعلام الغربية مشوهة وعلى عكس الحقيقة
شخصية العربي إما متخلفة أو إرهابي في وسائل الإعلام الغربية
محمد سلماوي: تصحيح الصورة يحتاج لجهود ومؤسسات قوية
د.الشريف: الإعلام الغربي يركز على سلبياتنا ونحن نقدمهم في أفضل صورة د. كيد زهوتسمان: الصورة المشوهة لدى الغرب ناتجة عن عدم فهم للواقع
صورة العرب في المجتمعات الغربية واحدة من القضايا التي شغلت الرأي العام حولها في الفترة الاخيرة خاصة في ظل التشوهات الكثيرة التي شهدتها هذه الصورة التي ساهمت في وسائل الاعلام الاجنبية المختلفة بتركيزها على نقل السلبيات الموجودة في المجتمع العربي ونشر صورة مغايرة للواقع العربي.
في هذا الاطار عقدت جمعية الدفاع العربي ندوة بعنوان «صورة العرب في وسائل الاعلام الاجنبية بالجامعة الامريكية في القاهرة شارك فيها نخبة من المفكرين والكتاب واساتذة الاعلام».
جمعية الدفاع العربي
اكد محمد سلماوي رئيس جمعية الدفاع العربي ورئيس تحرير الاهرام أكدوا على ضرورة وجود جمعيات ومؤسسات عربية تقوم بالتصدي لمحاولات تشويه صورتنا في وسائل الاعلام الاجنبية مشيراً الى وجود جمعيات مماثلة لشعوب اخرى تتكفل بهذه المهمة مثل رابطة الدفاع اليهودي في امريكا وعمرها 50 عاماً وهي تقوم بتعقب كل ما ينشر من سلبيات عن الصورة اليهودية في الاعلام الامريكي وتملك حق الرد في الصحف ووسائل الاعلام واقامة الدعاوى وطلب التعويضات ضد من يتعرضون لهم، ولذلك فكل من يعمل بالاعلام الامريكي حريص فيما يقوله عن اليهود حتى لا تكال له التهم بالخيانة ومعاداة السامية.
واشار سلماوي الى اهمية امتلاك العرب لمثل هذه المؤسسات وقال: عندما كنت في امريكا كان هناك فيلم يعرض بعنوان «الحصار وكان هذا الفيلم، يتناول العرب بصورة مشوهة جداً ويصفهم بالارهابيين وانهم خطر يهدد المجتمع وقد قابلت مسؤول الانتاج عن الفيلم وقال لي: ان اي فيلم لابد ان يكون له جماعة من الناس يسخر منهم ولم نكن نستطيع ان نفعل ذلك مع اي جماعة اخرى عندنا والا سيحدث مالا يحمد عقباه وكنا نعلم انه لن يصلنا اي احتجاج من العرب على ما سنعرضه سوى احتجاجات بسيطة وغير مؤثرة بالمرة.
واضاف: عندما عدت الى القاهرة عرضت هذه القضية في الصحافة المصرية واخذت من قصة الفيلم منطلقاً لدراسة صورة العرب في وسائل الاعلام الاجنبية وأكدت على ضرورة الاتجاه الى العمل الاهلي والتطوعي وعدم انتظار ردود الفعل الرسمية وتجاوب معي الكثيرون وطالبوا بتأسيس جمعية تهدف الى الحفاظ على الصورة العربية والدفاع عن كل ما يمسها بسوء في اي مكان من العالم وبالفعل اسسنا جمعية الدفاع العربي التي بدأت عملها برفع دعوى قضائية ضد زعيم حزب شاس الإسرائيلي لوصفه العرب بانهم افاع سامة وسيتم نظر هذه الدعوى امام القضاء وبمجرد اقامة هذه الدعوى وصلتنا خطابات من جهات فرنسية تفيد الاهتمام بالجمعية وأنشطتها وتعرض خدماتهم وقد تم بالفعل تأسيس جمعية مماثلة لنا في فرنسا وتوجد بيننا علاقات لمتابعة ما ينشر هناك عن الصورة العربية ومثل هذا النموذج سيتكرر في دول اخرى ونشاط الجمعية الجاد والمستمر هو الذي سيخلق شبكة عالمية منتشرة تساهم في الدفاع عن الصورة العربية.
لا توجد مؤامرة
واكد الدكتور كيدز هوتسمان استاذ الاعلام بالجامعة الامريكية على ان المقالات التي تتناول العرب بصورة سلبية موجودة بالفعل ولكنها نادرة وهي ناتجة عن عدم فهم للواقع العربي وافضل وسيلة لتحسين هذه الصورة هي اتجاه العرب للتفاهم مع الغرب وتقديم انفسهم بصورة صحيحة ولا يقتصر دورهم على مجرد الدفاع فقط وانتظار ما يثار ضدهم حتى يردوا عليه.
واشار الدكتور سامي الشريف وكيل كلية الاعلام بجامعة القاهرة الى ان قضية تشويه صورة العرب في وسائل الاعلام الاجنبية هي قضية مهمة خاصة في ظل وجود الصراع العربي الاسرائيلي ومحاولات اسرائيل لتحقيق ذلك وتعاطف الغرب معها ضد العرب. وقال: ان الصورة فيها نوع من التشويه بالفعل ولكن ارفض نظرية المؤامرة التي يدبرها الغرب ضدنا كما يحاول البعض ايهامنا بها ولكن قد تكون هناك مشكلة ثقافية او سياسية او حتى عدم وجود فهم وجسور واضحة بيننا وبين الغرب وهو ما ينتج عنه ظهور هذه الصورة المشوهة. والإعلام الغربي يركز على الاخبار السلبية الموجودة في مجتمعاتنا وهي ما يعطي عنا انطباعاً سيئاً رغم وجود مثل هذه الاشياء في كل المجتمعات بينما يركز اعلامنا على الصورة المشرقة دائماً للغرب ويقدم مجتمعاتهم على انها الجنة الموعودة.
واضاف الشريف ان وكالات الانباء في الغرب تعلل نقل الاخبار الخاطئة عنا بوجود مشكلة اللغة التي تمثل حاجزاً في وجه الاتصال السريع فيتم استقاء الاخبار من اقرب المصادر اجادة للغة ولذلك تصل مشوهة لانها ليست من مصادرها الاساسية. كما ان معظم مراسلي هذه الوكالات من اليهود وهم متحيزون لاسرائيل بالطبع ويهمهم نشر ما هو لصالحها وضد مصالح العرب أيضاً.
واكد الشريف على ان البحث عن سبل لتحسين هذه الصورة اصبح ضرورة حتمية ولابد لنا من ان نمتلك ادواتهم ونخاطبهم بلغتهم ونذهب اليهم في دارهم حتى نصلح ما شوهه البعض في صورتنا لديهم.
موقف سلبي
وتحدث الدكتور محمود مهدي عن تشويه الاعلام الغربي وتقديمه لصورة العربي المسلم على انه ارهابي لدرجة انه صدر الينا هذه الصورة ونقلناها في افلامنا ومسلسلاتنا واضاف قائلاً: انا لا الوم الغرب ولا الاعلام الغربي اذا ما تناولنا بأي شكل حتى ولو كان سلبياً ولكني الوم كل من يستطيع ان يرد عليهم ولا يرد ونحن المسؤولون عن استمرارية هذه الصورة المشوهة عن العرب والمسلمين في الاعلام الغربي بسكوتنا والاقتصار فقط على مناقشتها فيما بيننا فقط ولا نوصلها الى الغرب فمتى نكف عن مخاطبة الذات ونتجه الى مخاطبة الآخرين.
واشار الى ما نشرته مجلة ليوفيجارو الفرنسية على لسان برجيت باردو من اهانة شديدة للاسلام بمناسبة عيد الاضحى حيث قالت: ان ذبح الخراف هو منتهى القسوة والعنف وعدم الانسانية عند المسلمين وللاسف لم تجد من يرد عليها من العرب والمسلمين ويعرفها ان الاضحية شعيرة دينية موجودة في كل الكتب السماوية والغريب ان من رفع الدعوى ضدها هم الفرنسيون انفسهم وتم الحكم عليها بدفع غرامة ولم يفعل ذلك اي منا.
واكد مهدي ان مسؤولية الصورة المشوهة للعرب تقع علينا كعرب ومسلمين وليس على الغرب واذا كنا جادين لتغييرها فسنفعل سواء من خلال المراكز الثقافية والاسلامية المنتشرة في جميع انحاء العالم او من خلال تملك محطات فضائية او اصدار صحف ومجلات تقوم بهذه المهمة.
استراتيجية المواجهة
وانتهت الندوة الى مجموعة من التوصيات تمثل خلاصة ما اسفرت عنه المداخلات والمناقشات وبعض برامج واهداف جمعية الدفاع العربي التي يمكن ان تمثل استراتيجية لمواجهة تشويه الصورة العربية في وسائل الاعلام الاجنبية واهم ما ورد فيها:
تشجيع المواطنين على العمل الوطني والاهلي ودعم مؤسسات المجتمع المدني وقيام هذه المؤسسات بدور فاعل في مواجهة الصورة السلبية عند العرب.
العمل على توافر شبكة معلوماتية متطورة لخدمة العرب والمسلمين وانشاء مواقع تشرح للعالم الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين ومعالجة الدعاية المضادة بشكل جاد وموضوعي.
استثمار رأس المال العربي بالخارج في تملك بعض وسائل الاعلام التي تتيح للعرب الدخول في الغرب في اتفاقيات اعلامية للقضاء على ظاهرة التحيز والكيل بمكيالين.
الاهتمام بمواد الدعاية والاعلام الدولي في معاهد واقسام وكليات الاعلام في الدول العربية.
تفعيل دور الجماعات والجاليات العربية القائمة داخل المجتمع الغربي لتلعب دوراً في تصحيح صورة العرب داخل المجتمعات الغربية.
علي البلهاسي

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved