| تحقيقات
* الدمام شيخة العبدالهادي:
عندما تصل المرأة من سن اليأس أو تقترب منه وقد أدت رسالتها تجاه فلذات أكبادها وقد تيسر لكل منهم سبيل العيش في هذه الحياة ينشىء أسرة جديدة وتمتليء حياته بالمشاكل والالتزامات وتبقى نبع الحنان وسكن الروح فارغة البدين بعد ان امضت سنوات عمرها في شقاء في سبيل تربية اولادها وذلك بعد أن قدر لأبيهم ان يتركهم يصارعون الصعاب وحدهم، تبقى احياناً كثيرة وحيدة تشعر بالغربة في الحياة وهي التي كانت مأوى للجميع تبقى تعالج الوحدة وتبحث عمن لا يزال يحتاج لرعايتها.
فيكون الزواج الحل الامثل لها ويمتص طاقتها المهدرة وتجد من توليه كل الاهتمام ويوليها كل التقدير، وهنا نسلط الضوء على آراء بعض الامهات المتزوجات حديثا ومشاعرهن قبل وبعد الزواج وآراء نساء يرفضن الزواج كما ان للابناء والبنات رأي في زواج امهاتهم واخيرا يحدثنا مأذون الانكحة عن نسبة هذا النوع من الزواج في السنة مقارنة بالزيجات الاخرى فإلى موضوعنا..
للظروف نفسها تزوجنا
أم عبدالرحمن السليمان تتمتع بصحة جيدة وقد تجاوزت الخمسين بسنوات تزوجت منذ عام ونصف سألناها عن سبب زواجها في هذا السن المتقدم فأجابت منذ خمس سنوات تزوجت اصغر بناتي وسافرت مع زوجها خارج البلاد ويعيش كل واحد من اولادي السبعة في منزل مستقل من ذكور واناث مع ازواجهم ولا تحين فرصة التقائي بهم إلا في نهاية الاسبوع لمن هم داخل المنطقة اما من هم في المدن التابعة لمنطقتنا فلا يمكن ذلك الا بعد اسبوعين او ثلاثة وقد امتلأت الدنيا بالمشاغل وأصبح لكل واحد منهم اشغاله والتزاماته الكثيرة ولا ارغب ان تكون زيارته لي تشكل عبئا عليه يحمل همه طوال يومه بل متى سنحت الفرصة فأنا موجودة في منزلي الكبير وحدي ازور جيراني واقضي حاجاتي بنفسي وقد توفي زوجي ابو ابنائي منذ ما يقارب خمسة عشر عاما. والآن بعد ان اديت رسالتي كاملة تجاه أبنائي تقدم لخطبتي رجل له نفس ظروفي يكبرني بعشر سنوات وتزوجنا وقضينا شهر العسل في التجوال داخل البلاد ولم يعارض أحد من أبنائي ذلك بل رحبوا بالفكرة كل الترحيب.
في هذة السن لا
أم عبدالمحسن سألناها عن رأيها في الزواج بعد الخمسين، وهي سيدة في عقدها السابع، نهرتنا بقولها ما هذا الكلام كيف اتزوج وقد امتلأ الرأس شيباً ثم إني رفضت ذلك في شبابي فكيف لي أن أقبله في مشيبي، لقد أخذت مني الدنيا حقها والآن الأخرة تطلب حقها فضلاً عن أنني أعجز احيانًا عن قضاء حوائجي فكيف ابحث عمن اقضي حوائجه ثم إنني تزوجت برجلين قبل زوجي الاخير والذي يكبرني بعشرين سنة وذلك منذ خمسة وثلاثين سنة ولكن لا حاجة لي بالرجال.
أما من تتزوج وهي في هذه السن المتقدمة فلا أظنها سوى (مخرفة) هرمة لا تدري بما يدورحولها وإن كان وقع ذلك فعلاً فلا حول ولا قوة إلا بالله واعانها الله على ما اقبلت عليه وكل حر في تصرفاته ولا ضرر ولا ضرار وهي اعلم بقدراتها المعنوية والجسمية وامكانياتها للقيام بواجبات الزوج الكثيرة والتي لا تنتهي اما ما تسألين عنه من وقت فراغي فلا أجد بديلا عن قراءة القرآن والاشتغال بامور العبادة وقد تعلمت القراءة منذ سبع سنوات واحفظ حتى الآن ثلاثة اجزاء من القرآن ولله الحمد.
الأحفاد يقوون الروابط
أم فيصل إحدى الوافدات في العقد الخامس من عمرها قدمت إلى المملكة منذ ما يقارب ثلاثين عاما حيث تزوجت برجل يكبرها أيضاً بثلاثين سنة انجبت له ولدين وبنتين ثم توفي بعد زواجهما بعشر سنوات وهي لاتزال في ريعان شبابها في الثامنة والعشرين من العمر وبقيت في البلاد تربي ابناءها بين اهلهم بمساعدة شقيقيها اللذين قدما خصيصاً لذلك. وقد تزوجت مؤخرا من رجل توفيت زوجته منذ سنة تقريباً واصبح يشعر بالوحدة في منزل واسع مع الخادمة والسائق صحيح انه يكبرها بحوالي عشرين سنة إلاّ انها ايضا كانت تشاطره الشعور بالوحدة بعد ان كبر الابناء وولى ربيع العمر، وتقول ام فيصل عن نفسها بعد ان كنت المسؤولة عن كل شيء يخص ابنائي لم اعد مسؤولة عن اي شيء وحتى صغارهم فلهم الخادمة والمربية واصبحت الحياة تأخذ لدي منحى آخر وبعدما تقدم ابو فارس لخطبتي لم اجد بداً من الموافقة بعد ان لمست الترحيب الحار من تصرفاتهم وبصراحة شعرت وكأني أشكل عبئا عليهم الآن اصبح ابو فارس محور اهتمامي فهو يحتاج من يرعاه ويؤنس وحدته واصبحنا نخرج سوياً إلى المتنزه او البحر او حتى حديقة الحيوان وقد تعارف ابناؤنا واحفادنا واصبحنا اسرة كبيرة وقوية واصبح للحياة لون آخر.
لا زواج وابني ملزم بي
السيدة ش.ع. أم لثلاثة ابناء ابنتان وولد تزوجت ابنتها الكبرى والصغرى على وشك ذلك وابنها موظف منذ سنتين اعتنى خالهم بهم بعد وفاة والدهم لا يزالون أطفالاً وقد سمعنا أنها لا تزال ترفض من يتقدم لخطبتها فسألناها عن السبب فقالت بعد وفاة زوجي قررت ان أربي ابنائي وأبقى على ذكراه، كما اني تعودت على الحياة هكذا بحرية من دون التزامات زوجية ومن البديهي أن أعيش مع ابني وزوجته والتي يجب ان اخطط لاختيارها من الآن لكي أضمن قدر الامكان مقدرتها على تحملي في الحياة معهم وأنها لن تتذمر من وجودي فلا أجد لدي سوى ابني.
كما ان ابني يردد هذه العبارة دائماً بأنه يجب ان تناسبني زوجته قبل ان تناسبه هو ولا أرى في ذلك أي أنانية كما تقولين وحتى ولو بعث إلى الخارج فسأكون بصحبتهما فلمن يتركني، وكيف يهنأ له عيش بعيداً عني وأنا من ربى وحمل وأرضع ولن يفضل زوجته الغريبة على والدته وإلاّ فعلى الدنيا السلام، ثم أن أبني لن يرضى لي بالمهانة أو أن أمنع من التصرف في منزله كيف اشاء دون ان اكون تحت سطوة احد كزوجة لا تقدر أم زوجها وتعتبرها أمّاً لها وتسعى لخدمتها والسهر على راحتها وهذا ما لا يمكن ان يقدمه لها الزوج.
موقف البنات من زواج الأمهات
عندما نسأل البنات عن رأيهن فيما لو تقدم رجل لخطبة والداتهن بعد وفاة آبائهن او انفصالهما فتباينت آراؤهن تبعا لتباين ظروفهن فهذه نورة احمد ام لطفلين توفى والدها قبل عدة سنوات تقول انها لا ترى ان لدى والدتها امكانية تحمل مسئولية زوج من جديد وهي التي عاشت ما يقارب خمسة عشرة عاماً خارج هذه المسؤولية ثم انه لا يزال هناك في منزلنا اخي الصغير صحيح انه التحق بالجامعة هذا العام إلا ان ذلك لا ينفي تعلقه الشديد بوالدتي ورفضه القاطع لفكرة انشغالها بمن يأمرها وينهاها أمام عينيه أما اذا كانت هذه هي رغبتها فلا اعتقد ان هذه الرغبة ستحظى بتأييد من الجميع بل ان احتمال المعارضة كبير جداً، ثم ان هذه المعارضة لا تعني بالضرورة انانيتنا بل ان ذلك ناجم من شعورنا بأنها اعطت ما فيه الكفاية وحان لها ان ترتاح وتبحث عما يشغلها في العبادة او ان تقضي وقت فراغها فيما يعود عليها بالفائدة كما يفعل الكثيرات من حفظٍ للقرآن الكريم أو بعض الاعمال اليدوية التي تدر عليها ربحاً جيداً وتستفيد به من خبراتها المعطلة.
زواجها أرحم للجميع
وتشجع أم راكان هذه الفكرة في حالة ما اذا كانت هذه الأم مفرغة البال واليد تتخذ من احداث المشاكل واختلاقها لزوجات ابنائها تسلية لها فيكون الزواج لهذه الحالة حلاً مناسباً يشغلها عن تتبع أخطاء الآخرين وتصيّد عثراتهم ولو توافق والدة زوجي على الزواج لبحثت لها بنفسي عن زوج ولن يهنأ لي بال حتى أجده ولكن المصيبة أن هذا النوع من النساء لا تحب الزواج لانه يسلبها رئاستها ويحرمها من متعة التنكيد على الغير فمنذ فارق والد زوجي الحياة والسعادة مفارقة منزلنا إلاّ أن تدخله خلسة من دون أن تعلم العجوز الشمطاء فقد أصبح فرض سيطرتها علي وعلى أولادي وتسليط زوجي أوسع بعد ان توفى زوجها الذي كان بالنسبة لنا المهدىء الذي يكبح جماح حبها للسيطرة والتسلط ولا أنسى عمري كله أنها أصرّت على زوجي حتى طلقني ومعي منه خمسة ابناء بسبب طلبي لحق مشروع وهو المعيشة بحرية بعد 18 سنة حبس مع الاعمال الشاقة وعناية كاملة بالسجّانة، فقد اعتبرت هذا تمرداً عليها واصدرت الحكم بطلاقي وقد تم التنفيذ فوراً وبقية ابنائها وبناتها يعيشون وكأن لا شأن لهم بهذا.. آلمهم لديهم أن لا تعيش العجوز بينهم وتسبب لهم مشاكل هم في غنىً عنها، ومن هنا أوجه دعوة إلى كل أم تشعر بأن زوجة ابنها او زوجات ابنائها قد اختلفت تصرفاتهم معها بعد ان توفى زوجها بان تراجع حساباتها وتفكر في نفسها اولاً وتدع ابناءها يعيشون حياتهم سعداء وتتزوج وتعيش سعيدة.
|
|
|
|
|