أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 31th August,2001 العدد:10564الطبعةالاولـي الجمعة 12 ,جمادى الآخرة 1422

تحقيقات

الصحافة النسائية السعودية في موازين النجاح والإخفاق
عبدالرحمن السدحان: أرفض مسمى الصحافة النسائية لأن العمل الصحفي مشهد ثقافي إنساني لا يحكمه جنس أو لون
* تحقيق هيفاء العبدالرحمن:
غني عن القول ان الإعلام بمختلف مجالاته له دور كبير ومؤثر على المجتمع وللصحافة الريادة في هذا الدور لكونها في متناول الجميع في كل مكان وكل زمان فلا يحكمها وقت محدد للعرض ولا زمن للإلقاء فهي حاضرة معنا دائما وبين يدينا، ويقف في بلاطها أكابر أبنائها في شموخ لما تدونه اقلامهم بعفة ونزاهة تميزت عن غيرها، وموضوعنا ليس تصنيف الصحفيين او تقييمهم ولكننا اردنا ان يكون ذلك مدخلا لموضوع الصحافة النسائية.
حيث يُشهد للمرأة السعودية انها شاركت شقيقها الرجل في شتى الميادين وأثبتت جدارتها في ذلك، ولأهمية المجال الصحفي كان لابد لنا من الوقوف على دور الصحفية السعودية ومشاركتها في ذلك المجال الهام اسوة بغيره من المجالات التي تخدم ابناء هذا الوطن المعطاء ولايفوتنا ان ننوه بأن الكلمة الصحفية لاتفرق بين ذكر او انثى فمنبر الصحافة مفتوح لكل كلمة هادفة ونقد بناء، ولا تقيم الاقلام بأصحابها بقدر ماتقيم بكتابتها.
شاركت المرأة في مجال الصحافة منذ فترة ليست بقصيرة برزت من خلالها عدة اسماء لصحفيات ساهمن في تقديم قضايا المرأة في عدة مجالات كتبن همومها وطرحن رأيها وشاركن في نشاطاتها من خلال تغطية تلك النشاطات والوقوف على اهدافها ونتاجها كتبن وسطرن حروفهن بعمق واحساس تناولن مجالات التعليم والاسرة والطب والظواهر الاجتماعية وما تفرزه من مردودات على الفرد، كتبن المقالات، الزوايا وقمن بجهود يحفظها لهن تاريخ الصحافة وبرزت اسماء البعض منهن مازال والبعض انقطع.
ان مانبحث عنه اليوم ليس العدد او الكم ولكن ما نرومه.. ماذا قدمن للصحافة وماذا اضفن اليها، وماذا تريد منهن الصحافة، وهل ساهمن في رفع صرح الصحافة عامة، ماذا كانت عليه الصحافة النسائية بالأمس وماهي عليه اليوم ماهي الفروق وماهي السلبيات والايجابيات، هل تساوت الاقلام في الطرح والمضمون وهل وصلت صحافتنا النسائية الى المكانة المأمولة التي نسعى اليها.. ماذا تريد الصحافة النسائية وماذا يراد منها؟
ثم من يصنع الصحفية الناجحة الشهادة ام المهنية؟
وماهي اسس تقييم الصحفية وكيف يتم تقييمها؟
وهل توجد صحافة نسائية سعودية وفي اي الصفوف تقف من الصحافة العربية؟
ولماذا يقتصر التواجد النسائي في اغلب الاحيان على كتابة الزوايا؟
وكيف يمكن الاستفادة من الخبرات في مجال الصحافة؟
هل وصل الاستنساخ الى الصحافة النسائية؟
وهل وجود الاقلام النسائية العربية في كثير من المجالات، هل هو عائد لعدم كفاءة الاقلام السعودية او قلتها؟..اسئلة عديدة عرضناها على ضيوفنا حيث جاءت الاجابات التالية:
الاستاذ عبدالرحمن السدحان يقول في البداية: ترددت كثيراً قبل الخوض في هذا الموضوع، ومبعث ترددي انني لا اسلم من حيث المبدأ بفكرة الصحافة النسائية من عدة اعتبارات المحت لها تفصيلا ضمن زاويتي في صحيفة الجزيرة بتاريخ 4/11/1421ه بعنوان «أروني صحافة بلا عيب» وقد بنيت رفضي للفكرة من منطلق ان الابداع الصحفي او الصحافة المبدعة امر ليس حكرا على الرجال او النساء، لأن العمل الصحفي في خاتمة المطاف مشهد ثقافي وانساني لايحكمه جنس ولا لون بل يحكمه الموهبة والتأهيل ويتحكم فيه الجهد المتواصل والنمو المتواصل.
اذن فالمرأة مثل شقيقها الرجل متى ماقررت خوض غمار الصحافة فلها ما للرجل من حقوق، وعليها ماعليه من واجبات. من جهة اخرى يؤخد على المرأة في بلادنا عزوفها عن خوض التجربة الصحفية، اما لانشغالها بأولويات شخصية او اجتماعية وإما لاعتقاد خاطئ ترسب في اعماقها بأن الصحافة مملكة الرجل وحده، وأن وجودها هي داخل جدران ذلك الكيان امر طارئ او مؤقت وأحسب ان مثل ذلك التوجه لدى المرأة يجسد احد ابرز مظاهر الهيمنة الذكورية في مجتمعنا، والا فليس هناك نظام مطبوعات او نظام مؤسسات صحفية ولا نواميس ولا اعراف مكتوبة او غير مكتوبة مما له صلة بالعمل الصحفي يحظر على المرأة حق الدخول المؤهل الى دنيا الصحافة.
اذن فالحديث عما للصحفية وما عليها من حقوق وواجبات امر تشترك فيه مع الرجل بل وتنافس في سبيله ومن اجله، قد يتوقع البعض من الصحفية الاهتمام بمسائل اكثر التصاقا بشقيقتها المرأة ولكن هذا توقع غير سوي، لأنه يعني عمليا حصر عطاء الصحفية وابداعها في نطاق ضيق لايتعدى الاهتمام بالزوج والطفل وشؤون الازياء وفنون الطبخ وغيره.
هذا في تقديري ابتسار لدور المرأة في المجتمع وهضم لحقها، فهي تستطيع ان اوتيت الموهبة والرغبة والتأهيل المناسب ان تكتب في الادب والتاريخ والاقتصاد وحتى في بعض العلوم التطبيقية، ولم يقل احد يوما ما ان الكتابة في مثل هذه المجالات ملك للرجل او حكر عليه، اخيرا اتمنى ان نرد الاعتبار للمرأة المؤهلة كي تمارس دورها في مجال الصحافة بلا خوف ولا ريب ولا قيود هي في النتيجة من «بنات اذهان» بعضنا، رجالا ونساء.
الصحفية ورئيس التحرير
أما الكاتبة سلطانة عبدالعزيز السديري.. فقالت عن هذا الموضوع: توجد صحافة نسائية جيدة وراء اقلام تحاول الوصول الى اعلى المستويات ولكن للأسف الشديد ان تلك المحاولات تعتبر شيئاً فردياً ومجهوداً شخصياً فليس هناك قاعدة صحفية للصحفيات السعوديات وقد تكلمت عن هذا الامر مرارا، فجهود الصحفية يمكن ان تلغى متى اراد ذلك رئيس التحرير وبدون وجه حق، فهي انسانة متعاونة ليس لها حقوق وليس لديها قاعدة صحفية ترتكز عليها، والمجهودات الفردية التي تقوم بها الصحفية هي التي تساعدها على البروز والنجاح فهي التي تستطيع صنع نفسها وقد تتوقف رغم انها قلم جيد وقد يستمر مقابل ذلك قلم سطحي ليس لشيء سوى انها تملك الواسطة التي تساعدها على الاستمرار، وأنا اقول ذلك من واقع ملموس، والتي وصلت بمجهودها الى مكانة جيدة وأثبتت مقدرتها في مجال الصحافة اعتقد انها لم تصل الا بعد ان حفرت الصخر بيديها وبمجهود جبار ووحيد.
وعن كتابات المقالات و الزوايا قالت: لا استطيع ان احكم على الغير في كتاباته ولكن بالنسبة لي احاول الاختصار قدر الامكان لأنه يجب ان تغمسي القلم في الساحة الاجتماعية بكلمة تخدم هدفاً يهم المواطن.. القارئ اليومي لايمكنه ان يقرأ صفحات طويلة إذن لا بد ان تكون المقالات جرعات صغيرة مكثفة تعالج موضوعاً حيوياً بالنسبة للمواطن العادي وتكون سهلة الاسلوب ويمكن تقبلها اي تكون «السهل الممتنع» التي لاينتقدها المثقف ويستوعبها القارئ العادي.
اما عن الاستنساخ فللأسف نحن أناس مقلدون في كل شيء ولكن إذا طُرح الموضوع من عدة جهات وتمت معالجته من وجهات نظر مختلفة بطرق ايجابية، يكون بذلك الموضوع قد اخذ حقه ووضع له بدل الحل حلان ولكن طرح الموضوع بطرق سلبية لا اعتقد انه يخدم احدا.
الصحفية تنجح بنفسها
الاستاذة جهير المساعد قالت: في بداية حديثي ومن تصوري الشخصي ان المملكة العربية السعودية لها خصوصية منفردة في كيفية التعامل مع المرأة ومن الخطأ ان نظن ان هذا التعامل فيه كبت او قهر فهذا الاعتقاد وليد تراث اجتماعي وثقافي فالشريعة موقفها معروف فقد اكرمت المرأة وأعطتها فرصتها وكلنا يعرف الاديبات اللامعات في صدر الاسلام وأعتقد ان المرأة العربية المسلمة عاشت ازدهاراً لم تعشه اي امرأة في العالم كله في مختلف العصور، فالمرأة موجودة سواء كانت مفكرة او اديبة او رائدة مجلس وكذلك محاربة، كانت تقيم المنتديات وكانوا يجتمعون لسماع رأيها، جوابا لسؤالكم الأول اقول ان من يصنع الصحفية الناجحة هو نفسها فلا الشهادة ولا المهنية تصنعها وإنما الشهادة قد تقدم لها اللمعان الخارجي ولكن لاعلاقة لها بالمضمون فليس بالضرورة ان يكون كل من هو خريج اعلام صحفياً ناجحاً.. وأعتقد ان الشهادة ضرورية إذا كانت شهادة ميلاد فهي التي تحدد الجنس من ذكر او انثى فقط في الصحافة اما بالنسبة للمهنية فقد تعطيها شيئاً من الخبرة انما ايضا هناك من لهن باع طويل في الصحافة ولكن ليس بالضرورة ان يكن ألمع الموجودات او اكثرهن نجاحا فقد تظهر صحفية مبتدئة تلمع مثل البرق لم يكن لها في الصحافة اكثر من ايام او شهور، إذن فالشهادة والمهنية ليستا المقياس الصحيح للصحفية الناجحة ولكن هي من يصنع ذلك، ولماذا هي؟ لأن الصحفية الناجحة هي صاحبة الموهبة التي تكون قادرة على التقاط الاهتمامات التي تدور في عقول الناس وتحولها الى كلمات مرسومة بالقلم ايضا تثقيف الذات بسعة الاطلاع لتساعدها على توظيف مفرداتها بسهولة وسلاسة ويسر حتى تصل الى القارئ.
وعما تريد الصحفية من الصحافة قالت:
الصحفية لا بد ان يكون لديها قناعة تامة بما تريد هل تريد دوي الاكف بالتصفيف ام تريد خدمة مجتمعها ام تريد تحقيق ذاتها أم تريد مجموع ذلك كله؟ وهي من تستطيع صنع نفسها بتطوير ذاتها واختيار المواضيع ذات الجدارة والتي تهم اكبر قدر من الناس وأن تطرح بطريقة اذ قرئ ما كتب يعرف انه لفلانة بذلك تكون قد تمكنت من وضع بصمة خاصة لها في عالم الصحافة.
صحافياتنا بالميزان
وعن تقييم الصحفية عبرت عن اسفها لأن تقييم الصحافة ككل وفي كل بلاد العالم يقوم على الدخول المرتفعة للصحيفة وبما فيها من اعلانات بمعنى ان التقييم الآن خاضع للسيطرة التجارية والرغبة في رفع رأس المال والمداخيل وزيادة الارباح وهذا الاتجاه لانعيبه على المؤسسات الصحفية او على المسؤولين عنها، انما لايجب ان يكون هو المقياس الأول ولكن هذا الاتجاه فرض على ادارة الموسسات الصحفية ان تبحث عن الكاتب الذي يستقطب اكبر عدد من القراء والذي يستطيع ان يتجدد دائما لكي يحقق مبيعات اكثر للجريدة ويقبل عليها القراء وأعتقد ان هذا الكاتب هو الذي يستطيع ان يحقق اسمه في مجال الصحافة وتتهافت عليه العروض، اذن التقييم الآن منصب على الجانب المادي بصرف النظر عن الجوانب الأخرى ولكن الأهم في الصحافة السعودية انها ظلت صحافة فيها نوع من الاخلاقيات لاتنتهك من اجل المادة ولاتنتهك من اجل حرمات الشارع لايوجد فيها فضائح ولا تعتمد على الإثارة في انتشارها، الصحافة السعودية وجدت نفسها محاطة بكم هائل من الاخلاقيات التي يفرضها عليها الدين الحنيف ثم تقاليد المجتمع السعودي وعاداته التي لاتستطيع اختراقها والا رفضها المجتمع، لذلك ظلت بعيدة عن الصحافة الصفراء كما يسمونها وبعيدة عن صحافة الفضائح لذلك اصبحت دخولها مرتفعة محليا لأن القارئ يبحث فيها عما يريده من الخبر المحلي ويبحث فيها عن اهتماماته.
وعن رأيها في الصحافة وسيلة هي أم غاية أجابت بقولها: الصحافة بالنسبة لي وسيلة وغاية فهي وسيلة للتعايش مع المجتمع ومخاطبته وهي غاية للنهوض بهذا المجتمع في التعبير عن رغباته وتسليط الضوء على اهتماماته وهمومه.
صحافياتنا خارج الصف
هناك صحافة محلية وأنا ضد من يسميها «نسائي او غير نسائي» واذا افترضنا هل توجد كاتبات وصحفيات سعوديات، نعم يوجد كاتبات وصحفيات سعوديات معترف بهن محليا.
انما اذا كنا نتحدث على المستوى العربي فللأمانة وبمنتهى التجرد نقول ان الصحفية السعودية لاتقف في الصف اطلاقا لأن الصحافة بالنسبة للعالم العربي هي التي تستطيع اقتحام اسوار الوزارات والمؤسسات القائمة داخل المجتمع ولا زالت الصحافة النسائية عندنا مقيدة بهذا البروتوكول الاجتماعي او بهذا التصور الداخلي انها ممكن ان تتم من مكاتبهن وممكن ان تتم من مقاعدهن الدراسية، ممكن ان نقول ان هناك ممارسات صحفية محلية ناجحة ولكن عربيا هم لايشعرون بذلك لأن انتشار الصحفية السعودية اقل من انتشار غيرها عربيا، وبالتالي لايستطيع العالم اكتشاف وجود الصحفية السعودية وهل استطاعت ان تقدم شيئا او لم تستطع، ويظل المقياس بالنسبة للعالم العربي ككل هو مدى تواجد هذه الصحفية على الواقع وبما انهم لا يلمسونه على الواقع فهي اذن غير موجودة في الصف بالنسبة لهم.
وعن تصورها لكتابة الزاوية اشارت الكاتبة جهير المساعد الى التواجد النسائي على مستوى الكتابة ومستوى التحقيقات ولكن الزاوية فرضت وجودها لأنها تحت النظر بوجودها بشكل يومي او شبه يومي بينما التحقيق اللافت للنظر ليس بالضرورة ان يكون متواجدا بشكل يومي وليس بالضرورة ان يقرأ القارئ الزاوية ولكن الاسماء اصبحت ثابتة أمام عينيه ولكن هناك تحقيقات ناجحة ولافتة للنظر بكثرة.
خبرة المؤسسات أهم
وعن الأسماء العريقة والخبرات الصحفية ودورها في تدريب المبتدئات، تساءلت: هل يعني ذلك ان توجه صاحبة الخبرة الموهوبات الجدد كيف يمشين طريق الصحافة هذا ما اود قوله فمسألة تدريب الصحفية لايتم عن طريق افراد بل عن طريق مؤسسات ومراكز تدريب مؤهلة ومجندة لهذه الاغراض.طالما انه من الخطأ ان اتصور ان اي صاحبة خبرة في الصحافة تستطيع «مع احترامي للكل» ان تأخذ كرسي الاستاذية « وهذه وجهة نظري» فالصحافة عامل حي ومتطور، ومتجدد، ولكل عصر مستجداته و عصرنا اليوم يختلف عن الامس فصحافة الثمانينات لاتناسب التسعينات وهكذا. ماتستطيع ان تقدمه الاستاذة او الرائدة ليس الخبرة او التوجيه ولكن ان تكون رمزا للاصرار، وان يكون باب الحوار مفتوحا لتلاقح الافكار وتبادل وجهات النظر، انا أؤمن بالوفاء والاعتراف بالخبرات التي سبقت جيلنا هذا وأؤمن بكل ماهو جميل لإنسانيتنا ولكن يظل قولي ان تأثير هذا الجيل على الجيل اللاحق ليس بالصورة المتوقعة التي يمكن ان تخلق نفس التجربة او تكرار التجربة، اعتقد ان الجيل القادم جيل مستقل بحد ذاته وتظل الصحفية الناجحة واسمحي لي ان اسميها «طوفان قادم يمكن ان يجرف حتى اسماء قديمة لامعة».
الاستنساخ
وحول مايتردد عن مداهمة الاستنساخ للصحافة النسائية اجابت جهير المساعد:
لا اعتقد ولكن اذا كنت تقصدين طرح الموضوع في فترات زمنية متقاربة في اكثر من صحيفة فقد يكون ذلك عائداً لنجاح العمل الذي قد يغري صحيفة اخرى بطرحه على اعتبار ان روح العمل وطريقة تناوله ومداخله والمقترحات المقدمة فيه تختلف من صحيفة لأخرى ولا بد من اعتبار ان هناك موضوعات مثيرة للشهية وتهم شرائح كثيرة من المجتمع فهذا لايضر ان تطرح صحفية فكرة وتتناولها صحفية اخرى من منطلق آخر، لكن بالنسبة لكاتبة الرأي من الصعب ان تكتب صحفية رأياً فتتخذه صحفية اخرى وتنسبه الى نفسها دون الاشارة الى صاحبة الرأي الحقيقية وأعتقد ان ادب المهنة واخلاقياتها تمنع ذلك.
وحول وجود الاقلام العربية في صحف سعودية اكدت انه لايمكن ارجاع ذلك الى عدم كفاءة الاقلام المحلية ولا الى قلتها، ولكن نسند ذلك الى حب الصحيفة الى توظيف اسماء لامعة لاستقطاب اكبر عدد من شرائح القراء وهذا نوع من الذكاء الذي تحتاجه الصحيفة لتعتبر نفسها صحيفة لكل العرب او صحيفة لكل الناس فمثلا حين تكون الصحيفة تصدر من الرياض وتوزع في القاهرة يهمها ان يكون لديها اقلام مطلوبة في القاهرة ليساعد ذلك على انتشارها.
دعوات عربية لكاتباتنا
وأوضحت الكاتبة جهير المساعد في معرض حديثها امرا قالت عنه انه قد يكون غير معروف ان هناك كاتبات سعوديات وصحفيات تأتيهن دعوات من صحف خليجية ومصرية ولبنانية وبترحاب بالغ للكتابة والمشاركة في تلك الصحف وتوضع ارقام عالية جدا في سبيل الحصول على تلك الاقلام ونحن لانتكلم عن ذلك لأن معظمنا لايستجيب لذلك لأن هناك بعض المعوقات ولعل منها ان الصحيفة المحلية تشترط على الكاتبة او الصحفية عدم الكتابة في غيرها وهذا يسد الطريق امامها لعدم قدرتها على التواجد في مكان آخر غير تلك الصحيفة، كذلك تخوف الكاتبة السعودية من نهج الصحيفة الخارجية والخوف من رفض المجتمع لها بعد تلك التجربة اذا كانت تلك الصحيفة تكثر بها المخالفات. اذن استعانة الصحف السعودية بكاتبات غير سعوديات ليس معناه عدم كفاءة الكاتبة السعودية ولكنه دليل على كفاءة الصحيفة السعودية وذلك من وجهة نظري الشخصية.
وعللت اختفاء بعض الاقلام الرجالية تحت اسماء نسائية بأنه قد يكون تنفيذا لرغبات غير مشروعة مثل تدمير صلاحية المرأة في ان يكون لها رأي وقلم محترم بمعنى التشكيك في قدرتها الكتابية، او حتى الدخول معها في صراع فمثلا لو كتب باسم امرأة يمكن ان ترد عليه امرأة اخرى مما يكون فيه فتح لشهيته للدخول في جدل مع امرأة فلها طعم آخر بالنسبة للرجل، على ان جدلا مع رجل من جنسه قد تكون له مبررات مختلفة وأعتقد ان هذه المشاكسات وجدت في الصحافة العربية مبكرا من فترة ظهور اقلام عربية سواء في صالون «مي زيادة» او صالون «العقاد» وأذكر انه قد عبرت عنها في مرحلة من المراحل الادبية المعروفة «غادة السمان» وكذلك «نازك الملائكة» فهذا الاعتداء على فكرة المرأة بطريقة التشويه او التحايل باسمها كان موجودا في كل الصحافة العربية وأعتقد ان وجوده في الصحافة السعودية فيه نوع من الظهور لأن الصحافة السعودية ابتدأت تفكر بالمرأة فهو يتصور انه اذا كتب باسمها قد يضرب عصفورين بحجر وأنا اتصور انها علامة بقدر مافيها من سوء فهي ايضا تحمل وجهاً مشرقاً ان المرأة اصبحت يغار منها وصار هناك من يفكر ان يكتب باسمها وصولا لأغراضه، فليكن مايكن ليفعلوا ما شاءوا لا يبقى الا الصحيح.
رجل الاعلام الأول
وتحدثت الاستاذة جهير المساعد عن ما قاله سمو الامير نايف بن عبدالعزيز بوصفه وزيرا للداخلية والرئيس الأعلى لمجلس الإعلام بوصفه الوظيفي المهني وبوصفه شخصية واعية مدركة تماما لأوضاع المجتمع السعودي ومدركاً لمدى نجاحات المرأة السعودية لكي تقف على اقدامها لأنه هو اول من ساند هذه النجاحات بدليل انه لايوجد نظام صدر عن وزارة الداخلية يقلل من شأن المرأة على حساب الجنس الآخر على العكس ففي الصحافة المرأة التي تكتب والرجل الذي يكتب سيان اذا انك اصدرت رأياً سواء كان هذا الرأي مقبولاً او غير مقبول وفي حالات العقوبة كلنا واحد وحتى اعطيت المرأة فرصتها بأن تكتب كما تشاء في الصحافة المحلية إذا وجدت فرصتها دون ان يكون هناك محاذير مخصصة بمعنى انه لايوجد قانون مطبوعات نسائي او رجالي وليس هناك صحافة خصصت لكي تمارس فيها المرأة، فيمكن ان تكتب المرأة في السياسة والاقتصاد والازياء وممكن ان تكتب في الاجتماع وفي الشعر وماشاءت والادب والفكر مثلها مثل الرجل لم يصدر اي قانون من جهات رسمية يقول ان هناك مواضيع محرمة على المرأة ان تكتب فيها وكلمة سمو الامير نايف خير دليل على ذلك.
هي تقبل ذلك
وعن موضوع حصر المرأة في اتجاهات معينة في الكتابة.. تقول الاستاذة جهير المرأة نفسها هي من تقبل ذلك، فكلنا بدأنا بصفحات خاصة باهتمامات نسائية ولكن لم يستطع أحد أن يقرنا على أن نمارس ما لا نرغب فيه، في النهاية هذا عائد للمرأة نفسها وهو لايعود لا لوزارة الداخلية ولا للمجلس الأعلى للإعلام ولا يرجع للمؤسسة الصحفية، هذا يرجع للمرأة نفسها، فمتى حققت المرأة وجودها ككاتبة في مجالات أخرى والصحيفة شعرت بأن وجود الكاتبة ليس عبئا عليها بل هو مكسب بالنسبة لها فلن تتنازل بسهولة عن كاتباتها والمؤسسة الصحفية تحترم ذات المرأة وشخصيتها، فأنا لا أعتقد إطلاقا أن هناك مؤسسة صحفية تستطيع أن تجبرها على أن تكون في الوضع الذي تريده الصحيفة دون أن يكون لدى المرأة استعداد لذلك، فمتى فرضت الكاتبة ذاتها تجد احتراما من المسؤولين يستحقون عليه الشكر وتجد التشجيع والمؤازرة والمساندة منهم وهذا لايستطيع أحد أن ينكره ابداً فالصحافة للرجل والمرأة على حد سواء ما دام القلم يخدم ويبني ولا يهدم.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved