أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 31th August,2001 العدد:10564الطبعةالاولـي الجمعة 12 ,جمادى الآخرة 1422

تحقيقات

20 عاماً ومجرى وادي حنيفة الآسن يضايق سكانه
إهمال حي المصانع يجبر بعض سكانه على الرحيل
أحواش ومبان مخالفة حكمت عليها البلدية بالإزالة ومازالت صامدة
* تحقيق وتصوير عبدالله بن محمد العماري :
يعد حي المصانع (جنوب الرياض) أحد الأحياء ذات الكثافة السكانية إلا أن الزائر يفاجأ بالحال الذي وصل إليها هذا الحي من انتشار للمخالفات والإهمال الذي يعانيه حتى يخيل له أن هذا الحي ليس موجوداً على خارطة مدينة الرياض..
«الجزيرة» أجرت تحقيقا لنقل صوت سكان هذا الحي المعبر عن شكواهم وآمالهم.
الوضع مؤسف
المواطن عبدالله القحطاني قال: وضع حي المصانع مؤسف فالحي منسي من قبل الجهات المعنية رغم انه من الاحياء المكتظة بالسكان، ولا ندري إلى متى نظل هكذا معرضين للأمراض التي تنقلها الحشرات كالذباب والبعوض التي تتكاثر بشكل ملحوظ خاصة في فصل الصيف حيث عدم اهتمام البلدية بمجرى وادي حنيفة منذ عشرين عاما الأمر الذي جعل حياتنا لاتطاق.
وأضاف القحطاني: إن الأمر أصبح خارج سيطرة الأهالي فهو يحتاج إلى تدخل فوري من قبل البلدية التي تشاهد ما نعانيه وكأن الأمر لايعنيها فلعلك شاهدت العشش والصناديق المخصصة للأغنام وجميعها مخالف للأنظة لاسيما وأنها مقامة بالقرب من سكن الأهالي وبعض المساجد، إضافة إلى سوء النظافة العامة وإهمال الصيانة عطفا على عدم إنارة الشوارع الداخلية رغم وجود الأعمدة التي يبدو أنها وضعت لهدف آخر غير الإنارة فكل مافي الحي يحتاج إلى إعادة تخطيط ويبدو انه كان مخصصا لأن يكون منطقة صناعية لاحيا سكنيا، حيث أصبح الحي تجمعا لصهاريج المياه ووايتات الصرف الصحي حتى الأراضي الفضاء الواقعة بين البيوت وعلى الشوارع تحولت إلى مكب للنفايات.. ولا ندري إلى متى نعاني من هذا الاهمال الذي يصيبنا بإحباط،
إهمال واستغلال مرفوض
وكشف القحطاني عن الوضع السيئ الذي آل إليه جامع قصر فيحان الذي بات يسأل عن أهل الخير لترميمه نظراً لتقصير المؤسسة المسؤولة عن صيانته وطالب المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية بزيارة هذا الجامع والمساجد الأخرى في الحي وكذلك مصلى العيد الذي أصبح مستغلاً لمصانع الحجر والبلاط المجاورة له والتي حولت مواقف المصلى إلى ساحة لتخزين وعرض بضائعهم وأكد انه تقدم وكثير من الأهالي بطلبات للبلدية لاجراء اللازم حيال نظافة الحي وإزالة المخالفات في مصلى العيد ومن المصانع والورش من إلقاء مخلفاتها في الأراضي الفضاء إلا ان كل محاولاتنا باءت بالفشل.
صمود في وجه الإزالة
أما المواطن: عبدالرحمن الشهراني فأشار إلى وجود العديد من الأحواش اتي أقيمت بطريقة غير نظامية وان البلدية قامت قبل حوالي تسعة أشهر بوضع إنذارات على هذه الأحواش لإزالتها خلال يومين أو ثلاثة أيام إلا أن الأيام مضت وتلتها الشهور ومازالت هذه الأحواش صامدة في وجه الإزالة.
ويضيف الشهراني ان شركة النظافة لا تؤدي واجباتها حيال نظافة الحي وقال في هذا الصدد: هل من المعقول ألا تقوم الشركة بمهامها إلا في وقت متأخر من الليل فتترك الذباب والبعوض يلوث مأكلنا ومشربنا ويشفط دماءنا بعد ان اكتسب مناعة قوية ضد كل المبيدات المتوفرة في الأسواق جراء كثرة استعمالنا لها ولاندري أين مراقبة البلدية لهذه الشركة ولماذا تسكت على إهمالها ولمصلحة من هذا الصمت؟
مستنقع وأمراض بيئية
ويذكر أحد المواطنين طلب عدم نشر اسمه انني استطيع أن ألخص لك الوضع في هذا الحي بأنه كارثة بيئية وليت الأمر توقف على ذلك بل يتعداه إلى أن شوارع الحي أصبحت ميداناً للسباق بين الشاحنات التي تمر أمام منازلنا بسرعة فائقة مما يعرض أطفالنا للخطر ولاندري ماذا بإمكاننا فعله لوقف هذه الظاهرة..
كما أن هناك ظاهرة مصانع البلوك التي لايحلو لها العمل إلا في ساعات متأخرة من الليل وكأن النهار لايكفيها لأداء عملها إضافة إلى عدم وجود مطبات صناعية لإجبار قائدي السيارات على تخفيف سرعاتهم أمام المدارس والمساجد ولعل الحوادث التي نراها بين وقت وآخر دليل على عدم اهتمام الجهات المعنية بهذا الجانب.
ويضيف المواطن انه يوجد في الحي مستنقع مائي كبير حيث تقرر منذ بضع سنوات ردمه إلا انه مازال قائما ولم يردم حتى تاريخه ونعاني كثيراً من انتشار البعوض وكثافته في هذه المنطقة التي نعيش فيها ورغم حرصنا على رش منازلنا بشكل مستمر إلا أن البعوض يتكاثر بشكل مستمر وبدرجة مخيفة ولاندري ماذا نفعل بجهودنا وإمكانياتنا المتواضعة للقضاء على هذا البعوض الذي يهددنا بالأمراض بين وقت وآخر.
سلبيات بالجملة
ويقول المواطن عبدالرحمن ابراهيم كما ترى هناك الكثير من السلبيات في هذا الحي ولو كانت لدينا امكانيات مادية لانتقلنا إلى حي آخر أكثر نظافة وتنظيماً عطفا على الروائح الكريهة جداً المنبعثة من مجاري الصرف الصحي التي تجري في الشوارع دون أن تجد حواجز على أكتاف الشوارع حتى لايقع أشخاصاً أو سيارات داخل مجرى محطة مصلحة المياه والصرف الصحي علماً بان هناك أشخاص قد تعرضوا لحوادث سقوط في هذا المجرى لعدم وجود حاجز واقي.
ظلام دامس وحوادث
وأبدى المواطن محمد العتيبي انزعاجه من عدم وجود التصريف السليم للمجاري وعدم الاهتمام بالشوارع التي تعاني من انحدارها الشديد مما يعيق حركة السير أثناء هطول الأمطار أو حين تتدفق مياه الصرف وأضاف لا أخفي عليك تخوفي من السير في شوارع الحي ليلاً حيث لا توجد إنارة عطفا على عدم رصف هذه الشوارع خاصة في المنعطفات والمنحنيات المهمة الأمر الذي يتسبب في وقوع الحوادث حيث تنعدم الرؤية تماما ناهيك عن عدم وجود عيون القطط التي تساعد على تحديد مسار السيارات.
حي معزول
ويشير المواطن عبدالرحمن ابراهيم إلى أنه عندما تقوم مصلحة المياه والصرف الصحي بتصريف مياه الصرف الزائد عبر المجرى الذي يمر عبر حي المصانع فإن المياه تطفح وتغلق بل وتعزل الحي عن الأحياء الأخرى ويضيف أن أحد المواطنين اضطر للاستعانة بشاحنة (قلاب) لنقل أسرته وذلك لتخطي البحيرة التي كونتها مياه الصرف الصحي واقترح هذا المواطن بإنشاء جسر لتجنب هذه المشكلة التي تتكرر دائماً.
وقال مواطن آخر: تسببت الشاحنات الكبيرة التي تتردد على الحي بشكل متواصل في اتلاف طبقة الاسفلت لجميع الشوارع ولاحظت ان هذه الشاحنات تسير بحمولتها الثقيلة بسرعة فائقة.
مخالفات ضد السعودة
وأشار أحد المواطنين رفض ذكر اسمه إلى أن العمالة التي كانت تعمل في الخضار قبل صدور قرار السعودة غيرت نشاطها الآن حيث قامت بتحويل بعض الأحواش إلى ورش نجارة لصناعة الطبليات المستخدمة في المستودعات كما أنها تقوم بصناعة الأثاث وغرف النوم في هذه الأحواش.
كما أن هناك بعض العمالة مازالت تعمل في الخضار حيث تقوم بعملية التعبئة والبيع بالجملة في أحد الأحواش وهو ما يعد بذلك مخالفة صريحة وضرب قرارات السعودة عرض الحائط.
في أثناء إجرائنا لهذا التحقيق اعترض علينا أحد أصحاب الآحواش الموجودة في حي المصانع مطالبا سكان الحي بالانتقال منه ونحن نقول إذا كانت امكاناتك المادية جيدة فتذكر ان هناك من لا تمكنهم إمكاناتهم من ذلك.
أطلال مركز صحي
ويذكر المواطن سعد عبدالله ان المركز الصحي في الحي بحاجة إلى الترميم العاجل وتهيئة البيئة المناسبة والصحية لتقديم خدماته لسكان الحي.
ويعود المواطن عبدالله القحطاني ليشير ان سكان الحي بدأوا في الانتقال منه إلى أحياء أخرى لانهم يئسوا من الحال الذي وصل إليه الحي.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved