|
| عزيزتـي الجزيرة
بعد أن انتهينا من الصلاة إذ بشاب في السادسة عشرة من عمره قد صلى عن يميني يسلم عليّ ويصافحني ويسألني عن حالي ثم قال: أوصني هل عندك نصيحة توجهها إليّ؟ فترددت لا لأني لا أستطيع أن أنصحه فعليه علامات التقصير ظاهرة لكن لأنه فاجأني بسؤاله هذا.
فقلت له: الوصايا كثر والنصائح أكثر، ولكن عليك بجماع الأمر تقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين «ولقد وصينا الذين أُتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن أتقوا الله» أ.ه.
وبهذه المناسبة أوجه نصيحة للشباب: عليكم بتقوى الله فهي جماع الأمر كله، يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء، عليكم بغض أبصاركم وحفظ فروجكم عما حرم الله «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم»، احفظوا أسماعكم عن الحرام «إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا»، ثم اعلموا أنها لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه. فمرحلة الشباب مرحلة مهمة وهي أهم مراحل العمر فهي مجمع القوة والنشاط والحماس والاندفاع وفي هذه المرحلة يكتمل النضج العقلي للانسان فالشباب عماد الأمة فكونوا هداة خير وبر ودعاة بناء في جسد الأمة ولا تكونوا معول هدم في كيان الأمة، الله الله أن يؤتى الإسلام من قِبلِكم كونوا حماة للدين وحراسا للعقيدة ولا تستهوينكم شياطين الانسن والجن لا تتبعوا كل ناعق كونوا أعزة بدينكم فلا عز لكم بدونه، إياكم وتقليد أعداء الله والدين فالاعجاب بهم مزلة الاقدام وبداية الهوان، كونوا مصلحين ولا يكفي أن تكونوا صالحين، وقروا الكبير وارحموا الصغير وأشفقوا على الضعيف، إياكم والغلو في الدين فلن يشاد الدين أحد إلا غلبه، لتكن هممكم عالية تعانق السماء، أخلصوا نياتكم وأصلحوا أعمالكم، كونوا متبعين لا مبتدعين، كونوا يداً واحدة في الخير ولا تتفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم «فتنحل عزائمكم، وتفرق قوتكم»، إياكم والكبر فإنه رد للحق واحتقار للناس احذروا الاعجاب بالنفس أو العمل فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، أكثروا من ذكر الله والاستغفار فإن فيهما تسلية للنفوس وطمأنينة للقلوب، إياكم والركون إلى الدنيا والتثاقل عن أمر الله «يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل» مروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر اصبروا على ما أصابكم فإن ذلك من عزم الأمور، احذروا من الظلم فإن الله حرمه على نفسه وعلى العباد فالظلم ظلمات يوم القيامة، احرصوا على تعلم العلم الشرعي فمن يرد الله به خيراً يفقه في الدين، أفشوا السلام وصلوا الأرحام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام، تبسموا في وجوه اخوانكم فإنها صدقة، من وقع في معصية فليستتر بستر الله عليه ف«كل أمتي معافى إلا المجاهرون»، «إنما يرحم الله من عبادة الرحماء» «الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» عليكم بالتواضع وقابلوا الخطأ بالعفو فإنه عز لكم «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه» احذروا الغضب ف«ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» تجنبوا أكل الحرام «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغُذي بالحرام فأنى يستجاب له» عليكم بالدعاء «وقال ربكم أدعوني أستجب لكم» «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان». ختاماً أسأل الله أن يرينا من شبابنا النصح للأمة والعمل لهذا الدين ويجعلنا وإياهم هداة مهتدين عاملين بسنة سيد المرسلين وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
حسن بن سالم الخنبشي
|
|
|
|
|
