فاضت دموعي بل تقادم سيلها
تبكي الحبيب، فقد غدا في الراحلين
فسألتها ولم البكاء أكنت يا
عيني ترجّين الذي قد لا يكون؟!
أجزعت من قدر الإله ألم يكن
موت الصحابة قبله والمرسلين؟
فأجابني قلب جريح، مؤمن
ان الرسول بكى بنيه السابقين
(قد مات بندر) قالها متردداً
لمّا يكد يقوى عليه من الأنين
قد غاب بندر لم يودع صحبه
بل ودع الدنيا لدار الخالدين
أخلاقه أسرت قلوب رفاقه
فسما بها، وتخطفته يد المنون
أرأيت مدرسة الحبيب تساءلت:
أين المعلم لم يكن في الحاضرين؟
أين السراج أما رأيتم نوره؟
أين المعلم ذلك العلم الرزين؟
فأجابهم ناعي المعلم، والأسى
في قلبه «إنا إليه لراجعون»
سيارة عثرت به، فتدحرجت
وتوقفت معها قلوب الراكبين
وطوت صحيفة عمره، ولعلّها
كانت تريد بضمه صدراً حنون
فسرى مع الخبر الحزين أسى إلى
(آل الدريبي) والرفاق المخلصين
وجرى إلى (آل العثيم) مشاركا
أحزانهم في فقد زوجته المصون
يارب عبدك وافد متذلل
قطع الرجاء من الخلائق أجمعين
كن للضعيف تخطفته يد الردى
ومضت به. والموت درب العالمين
هلا عفوت أيا كريم عن الفتى
ورحمته، فلأنت خير الراحمين