| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
وأنا أتصفح أحد الأعداد الماضية من جريدة *الجزيرة< وبالتحديد العدد رقم 10526 بتاريخ 3/5/1422ه وفي الصفحة الأخيرة شاهدت رسام الكاريكاتير وقد رسم منظراً وكتب أمامه (جاء الونش قبل ما يجي الهلال الأحمر). والمقصود به أنه سيتم سحب السيارة من الونش الخاص بالمرور بعد أن جاء سريعاً وبقي المصاب ينزف دون أن تأتي سيارة الهلال الأحمر لإسعافه.
وقد تأثرت كثيراً مع العلم أنني لا أنتمي لهذا الجهاز ولكن كلمة حق يجب أن أقولها من واقع تجربة مع هذا الجهاز العظيم الذي يجهل معظم الناس أهميته رغم الاستعدادات التي تبذل لتطويره ودعمه حتى أصبح على ما هو عليه الآن.
ومع هذا النقد إلا أنني أعتقد أن رسام الكاريكاتير لا يقصد الإساءة، بل يقصد بها ادخال السرور والضحك على القراء على سبيل النكتة فقط. مع أنها كبيرة في هذا الموقف وضد هذا الجهاز العظيم.
تتلخص تجربتي منذ حوالي ثماني سنوات وقع حادث داخل محل تجاري لأحد العاملين به وفي وقت متأخر من الليل وقد تأثر المصاب وهو ملقى على الأرض واحتار الزبائن في كيفية اسعافه وتقديم المساعدة له وذلك لكونه مصابا وربما حصل له مضاعفات أثناء النقل الخاطىء ولوقوف الجهة المسؤولة عن العامل وهو في مكان اصابته.
رفعت السماعة ولأول مرة في حياتي أتعامل مع الهلال الأحمر الذي لم أكن أعلم أي شيء عن مهامه الأساسية في حياة أفراد المجتمع وشئونه.
ثم اتصلت عليهم ورد أحدهم عليّ بحسن الاستقبال للبلاغ وأخبرته عن المكان حيث كان العنوان سهلاً لوقوعه على الطريق العام وبجوار دائرة حكومية معروفة.
لم أصدق أنه سوف يأتي وبهذه السرعة الفائقة التي تدل على الاستعداد المسبق دائماً لكل طارىء ثم تفاجأت أولاً بالسرعة التي وصلوا بها وثانيا لعدم طلبهم مني أي إثبات لصدقي أثناء طلبهم كالاسم كاملاً مثلا ورقم البطاقة والتلفون والاتصال للتأكد من الرقم وصاحبه. كل هذا لم يحدث بل سارعوا بأدواتهم الطبية وحملوا المصاب وقاموا بعمل الإسعافات الأولية له داخل السيارة أثناء الطريق إلى المستشفى ثم ادخل قسم الاسعاف بكل رفق وعناية بعد انتهاء عمل إنساني نبيل لهذه الخدمات التي يقدمها الهلال الأحمر وهذا ليس بغريب من جهاز يتم دعمه من حكومتنا الرشيدة بكل ما يحتاج من أدوات ومعدات وسيارات وسائقين وكوادر بشرية في مجال الإسعافات الأولية.
تمنياتي لهم ولكل الأجهزة التي تعمل في خدمة الوطن والمواطن كل التوفيق والله من وراء القصد.
محمد بن عبدالله الحميضي
|
|
|
|
|