| عزيزتـي الجزيرة
كعادتي وأنا أقلب جريدتي اليومية، أقرأ فيها خبراً مثيراً من هنا ومقالاً قيماً من هناك..
غمرني شعور مملوء بالغبطة ممزوج بالفخر والاعتزاز والشرف العظيم عند تقدير المرأة الام، الأخت، الزوجة، العمة، الخالة، الابنة إلى آخره والاعتراف بدورها الحقيقي في بناء وإعمار مؤسسات الدولة، حيث جاء هذا في مقال لسمو الأمير ممدوح بن عبدالعزيز «أطال الله في عمره» في جريدة الجزيرة الغراء ليوم السبت الموافق 6/6.
فجدير بنا نحن النساء المسلمات العربيات أن نرفع رؤوسنا عالياً حيث فتح التاريخ لنا صفحة مشرقة ليخط اسم المرأة المسلمة بأحرف من نور، كيف لا؟ وقد أعزها سبحانه وتعالى بالإسلام وأعطاها هيبة ووقاراً، والبسها ثوب العفة والطهارة ورفعها وجعلها في المقام العالي والمكانة الرفيعة..
ألا يحق لنا أن نباهي بهذه الشمائل والخصال التي ترفع من قدر المرأة المسلمة عن نساء الأرض جميعهن!!؟
ولقد وضع سمو الأمير «أطال الله في عمره» وساما على صدر كل امرأة فاضلة عند اعترافه بأنها صمام الأمان في الحياة وبدونها فان الحياة تفسد وتنهار.
فهذا التقدير والاعتراف بدورنا لهو أمل زاهر يتغلغل في نفوسنا يدفعنا إلى حب العمل وأداء الواجب في خدمة الوطن والنهوض بالأمة في ضوء العقيدة السمحة ومبادئ الإسلام السديدة.
فالمرأة في كافة مواقعها هي الأم التي تربي ابناءها على المبادئ العالية والأخلاق الفاضلة والكمالات الانسانية، وهي التي ترضع أطفالها لبان الحق والمعرفة وهي التي تزجي من كنوز نفسها الخيرة سر الكمال وسمو الروح لتملأ نفوس ابنائها حب الخير الذي يطفح نقمة على كل زنيم وذميم ومشين.
الأم التي تغرس في ابنائها عشق التراب والأرض والشجر فلا بد أن يكون بينها وبين والوطن علاقة قوية. ولا أظن أن قادة الوطن المخلصين إلا ممن أحسنت الأمهات تربيتهم.
والمرأة العاملة صاحبة الرأي الصائب والمشورة الحكيمة، واعية، تتميز بالكفاءة والفاعلية، تتفوق في أخلاقها وسلوكها، ومع شعورها بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها ولايمانها بأن رجاءها لا يخيب عندما تتوكل على الله تعالى وتخلص في عملها ليصبح العطاء مرضيا يمثل الطموح ويحقق الكفاية والكفاءة المتميزة لتلبية حاجة الوطن.
هذه هي المرأة الفاضلة التي تربي وتخرج الأجيال المتسلحين بالايمان والعمل ينهلون من العلم والمعرفة لتتسع عندهم الآفاق كبحر مائجة عبابه، زاخزة لآلئه، تطفح خيرا وبركة.
نعم.. هذه المرأة التي لا تساويها أخرى في فضائها ومزاياها، انسانية كاملة، شرف حقيقي، نزعات خيرة، فمن الغبن إذا أن نساوي المرأة المسلمة أو نقرنها بامرأة غربية، لأنها متميزة في سلوكها وتكوينها الاجتماعي وفكرها وعقيدتها الإسلامية العميقة.
واسمح لي سمو الأمير نيابة عن جميع أخواتي الأم، الابنة، الزوجة، العمة، الخالة أن نعاهد الجميع أن نبقى المخلصات دوماً نسعى لاتمام الرسالة نتحمل المسؤولية المضاعفة في حمل الأمانة، والتصدي للواجبات والالتزامات الكبيرة نحو أوطاننا.
سائلة المولى عز وجل أن تظل شموس العدل والحق أن تشرق من أرجائه..
والسلام على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وأسأل الله تعالى أن يهدينا الاخلاص في العمل وان يختم حياتنا بأفضل ما يرضاه من صالح الأعمال.
د.ربيعة الحمدان
|
|
|
|
|