| أفاق اسلامية
تعج الحياة الدنيا بالعديد من المذاهب التي تجد من يتبناها كل على حسب ميله وسلوكه في الحياة فهذا مسلم مطبق لحدود الشرع متبن لقول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وآخر ملتمس الرخص وثالث مجاهد نفسه الأمارة بالسوء وآخر أسلم لنفسه قيادها فقادته للردى في القول والفعل.
وفي الخضم تجد الصلة بين أصحاب هذه المذاهب في تناغم تارة وفي نزاع تارة أخرى وفي تناوش تارة كذلك. فهذا يصف هذا بالتطرف وذاك يصف الآخر بالتساهل وأحدهم يصف الآخر بأنه ذو فهم خاطئ لمبادئ هذا الدين ويظل الميزان والفيصل في هذا كله تحكيم كتاب الله سبحانه وتعالى فيما يشجر بين المسلمين والعودة والأوبة للنهل من الدين من منابعه الأصيلة وتقويم الذات وعدم الاسترسال في الزلات.
وإن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ليس بمستثنى من خضم هذه الحياة فهو أحد أفراد هذا المجتمع يخطئ ويصيب ويعمل وفق أنظمة حددها له ولي الأمر وقبلها شريعة الله وقد عين في هذا الموقع بعد توفر اشتراطات شرعية وتطابقها وحاله. ومعلوم أن من يوكل إليه أمر حجز الناس عن شهواتهم وإبعادهم عن الزلل يتعامل مع شرائح عدة منهم أصحاب.. وأصحاب... وأصحاب الشهوات، وما يطرح نفسه هنا هل يتوقع من صاحب شهوة أسلم لنفسه قيادها أن تقوده إلى الحق والتسليم أم إلى العداء والمكابرة؟!
إن الاستسلام للمكابرة لمن غفل عن الأوبة فيمن يؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر لا يأتي بخير بل هو مدعاة الخوف من اسوداد القلب وهذه إحدى العقوبات وليس أولها أو آخرها قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة مادامت السموات والأرض والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه..» الحديث.
كما أن ترك إقامة هذه الشعيرة في المجتمع يوقعه تحت وعيد الله سبحانه وتعالى قال صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يغيروا عليه ولا يغيرون إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا»، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».
فهذه دعوة أحملها ثنايا هذه الأسطر جزاك الله خيراً يامن أحسنت والتزمت بكتاب الله وسنة المصطفى وأقل من الشر لا أبا لك يا من استرسلت في ارتكاب المنكر واطلقت لنفسك العنان فحاربت الله في ملكه واستمرأت منازلة لا قبل لك بها، فما أنت ببعيد عن عقوبة الله ولا تفسر حلمه عليك بغير معناه وانتبه من لحظة المداهمة والغفلة لكي لا يأتي الموت وأنت غير مستعد له فتندم حين لا ينفع الندم.
ü مدير العلاقات العامة والإعلام المكلف
|
|
|
|
|