| أفاق اسلامية
* الجزيرة خاص:
تعتبر الصحوة الإسلامية التي يعيشها المسلمون في أوروبا أحد مظاهر العودة إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة، ومنهج السلف الصالح، ومن هنا وبمناسبة عقد ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في العاصمة الدنماركية «كوبنهاجن» في المدة من 19 21 جمادى الآخرة الموافق 7 9 سبتمبر 2001م سألنا عدداً من العاملين في الحقل الإسلامي في مختلف أرجاء العالم عن رسالة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين تجاه هذه الصحوة المتنامية. وقد أجمع المشاركون الأفاضل على الأهمية القصوى لدور هذه الملتقيات في تنامي جذوة الصحوة في أوروبا بل وقدموا مقترحات جديرة بالاعتبار والانتباه.
متكاملة الجوانب
الصحوة الإسلامية التي يعيشها المسلمون في أوروبا، ما هي رسالة ملتقيات خادم الحرمين تجاهها؟
يجيب د. أحمد الدبيان مدير المركز الإسلامي في لندن على هذا السؤال قائلا: رسالة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين نحو هذه الصحوة هو أنها تؤصل لها وتأخذ بها نحو الاتجاه الصحيح في التخطيط والعمل في سبيل تكوين صحوة إسلامية مباركة متكاملة الجوانب تأخذ من الوسائل الحديثة والمنهجية في التنظير والإدارة نصيباً كبيراً، مع الاحتفاظ بالتأصيل والرجوع إلى الجذور الفكرية الإسلامية الصافية.
عقيدة وشريعة وحضارة
أما د. عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أسيسكو فيلخص لنا إجابته كالتالي: إن هذه الملتقيات تقوي الانتماء إلى الإسلام عقيدة وشريعة وحضارة، ولا أعتقد أن المسلمين في الغرب كانوا في غفوة من قبل، وإنما نحن الذين كنا بعيدين عنهم غير مهتمين بشؤونهم، ولذلك فإن هذه الملتقيات تعزز هذا الانتماء وتقويه وفق المنهج الإسلامي الصحيح.
الدعوة للعقيدة الصحيحة
ويلاحظ معالي الأستاذ كامل الشريف الأمين العام للمجلس العالمي للدعوة والإغاثة أن المرحلة الحاضرة قد دفعت للأمام نظريات وفلسفات جديدة أصبحت تثير الشكوك وتجرد الإنسان المعاصر من البعد الديني والروحي في الغرب، ولا جدال أن الإنسان المسلم يعايش هذه الأفكار والنظريات، وقد يوجد من يتأثر بها، وحيث إننا نعيش في عالم صغير جعله التقدم التكنولوجي أشبه بقرية أو مدينة واحدة، فإن القيم الإسلامية أصبحت مهددة ليس بين الجاليات الإسلامية في الغرب، ولكن بين المسلمين في ديار الإسلام، ومن هنا يصبح من الضروري الدعوة للعقيدة الصحيحة، ومنهج السلف الصالح، واستخدام الوسائل الحديثة في هذه الدعوة، وقد ثبت فعالياتها وتأثيرها بالرغم من أن دخول الإسلام لهذا الميدان لا يزال في أوله، فلا شيء يبطل الباطل سوى الجهر بالحق بأسلوب علمي رصين بعيد عن التهجم، والقرآن الكريم أوضح قواعد الدعوة وما علينا سوى أن نتمسك بها في مثل قوله تعالى «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن» فالدعوة واجب إسلامي منوط بكل فرد مسلم ، ولها صورها المختلفة ، ولا بد أن ترافقها الحكمة وطول الأناة والثبات، وقد تكفل اللّه سبحانه بالنصر في نهاية المطاف.
في الدنمارك
ويؤكد د. سفيان الثوري رئيس المركز الإسلامي في هولندا بأن أهم رسالة لهذا الملتقى احتضان جميع المؤسسات الإسلامية الموجودة في الدنمارك والاهتمام بأبناء المسلمين الدنماركيين وتوجيههم وتحديد أولويات العمل الإسلامي لهم مثل تعليم ما يجب على المسلم أن يعرف مثل أركان الإسلام والإيمان لأبناء المسلمين في الدنمارك وإظهار محاسن الإسلام للشعب الدنماركي، وكذلك حث التعاون بين المؤسسات الإسلامية الموجودة في الدنمارك وتوفير الكتب الأساسية الإسلامية الصحيحة باللغة الدنماركية.
توجيهه مسار الصحوة
ويقول د. صالح محمد السنيدي رئيس المركز الإسلامي في مدريد عن الصحوة ودور الملتقيات: لا شك أن هناك صحوة بين أبناء الجالية المسلمة وتوجها نحو العقيدة الصحيحة، ويأتي هنا دور هذه الملتقيات والمنتديات التي تقام هنا وهناك لتكون رافداً ومعززا لهذا التوجه الخير، ففي ظل عدم التوجيه الصحيح والقيادة الحكيمة الواعية التي توجه مسار هذه الصحوة قد تأخذ مساراً يقذف بها نحو اليمين أو الشمال بعيدا عن الوسطية والاعتدال المنشود لها، وهذا هو المطلب الملح والرئيسي من هذه الملتقيات، ولعل ذلك لم يفت القائمين عليها ومن وراءها بالتخطيط والمتابعة والتنفيذ أثابهم اللّه وسدد على الخير خطاهم.
توجيه وترشيد وتأصيل
ويشير د. عبد العزيز اليحيى مدير المركز الإسلامي في بلجيكا إلى أن رسالة هذه الملتقيات تجاه الصحوة الإسلامية في أوروبا رسالة توجيه وترشيد وتأصيل ودعم ومساندة حتى يتحقق التوازن، فلا إفراط ولا تفريط، بل تعد هذه الملتقيات مرجعية للصحوة الإسلامية ووسيلة لتثبيتها والعناية بها وتوجيهها حتى تستقيم وتثبت وتتواصل مع منبع الخير وبلاد الحرمين الشريفين.
تضييق المسافات
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن علي الجوزو مفتي جبل لبنان بأن هذه الصحوة الإسلامية في الغرب، يعبر عنها النشاط الحيوي الذي تقوم به المؤسسات الإسلامية هناك، ودخول أعداد كبيرة من أبناء الغرب في الإسلام إلى جانب امتلاء المساجد بالمصلين من المهاجرين، وهذا يرتب على المملكة دوراً رائداً تضطلع به وهو محاولة الاقتراب من جميع الفرقاء، وإيجاد نوع من الحوار يهدف إلى تضييق المسافات بين العلماء الناشطين على الساحة الغربية ما عدا الفرقة الضالة والتيارات المنحرفة من أجل العمل على توجيه الطاقات نحو خدمة الإسلام وخدمة قضايا المسلمين.
أساليب حضارية وقدوة حسنة
ويتحدث المهندس محمد يوسف هاجر مدير مكتب الثقافة الإسلامية في الأرجنتين عن الصحوة الإسلامية في أوروبا ورسالة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين تجاهها قائلا: إن الصحوة الإسلامية التي يعيشها المسلمون في أوروبا الآن تعد أحد مظاهر العودة إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة، فيجب أن تكون رسالة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين هو التوجيه والترشيد والإشراف والرعاية والإصلاح لهذه الصحوة حتى تزداد رفعة الدعوة الإسلامية فعالية وتساهم في تقوية الانتماء الإسلامي لمسلمي الغرب وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين أمام الرأي العام الأجنبي بالقدوة الحسنة دون تعصب أو غلو ودحض الافتراءات بأساليب حضارية متطورة وحوار هادف.
دراسة حاجات المسلمين
أما الشيخ محمد صفوت نور الدين رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر فيرى بأن الملتقيات التي تعقد في أوروبا برعاية خادم الحرمين الشريفين وفقه اللّه تعالى تمثل صيحة قوية تتردد أصواتها في آذان العالم ليفيق المسلم الغارق ويلتزم المسلم البعيد ويتقوى العامل، لذا فإنه ينبغي دراسة حاجات المسلمين في هذه البلاد في المملكة العربية السعودية، وعقد الدورات العلمية والبرامج التدريبية وعقد المسابقات الثقافية، وتنظيم الرحلات التربوية في الحج والعمرة.
توعية المسلمين
أما الدكتور محمد كرموص رئيس رابطة المسلمين في سويسرا فيتحدث عن ذات الإطار مبيناً بأن رسالة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين توعية المسلمين بأمور دينهم على ما كان عليه السلف الصالح، والدعوة إلى التمسك بالأخلاق الحسنة لأنها مجال الدعوة الحقيقية مع غير المسلمين ، ونبذ الفرقة والاختلاف المذموم والتأكيد على معاني الأخوة والمودة وأواصر العقيدة، وتحفيز أبناء المسلمين وإحياء روح التنافس بينهم في الخيرات وتشجيع المتميزين في دينهم وثقافتهم ودراستهم.
وفي الختام يقول الشيخ طارق العيسى رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت: لا شك أن المنهج الأمثل للدعوة الحق قد بيّنه اللّه تعالى في القرآن الكريم وتمثله الرسول صلى اللّه عليه وسلم في حياته القولية والفعلية، وسار على هديه الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان، وهذا المنهج يقوم على العلم النافع المؤدي للعمل الصالح، وعلى الرحمة والتسامح، والنصح للّه ورسوله وعامة المسلمين وخاصتهم، وقد تغيرت الظروف والأحوال في بلاد كثيرة بعد الصدر الأول للإسلام، وترتب على هذا التغير في الظروف والأحوال ضرورة الأخذ بأساليب العصر ومعطياته، والاستفادة منها في النهوض بأساليب الدعوة بما يحقق الأهداف المرجوة من نشر العقيدة الصحيحة، ربما يعود على الأمة الإسلامية بالخير في دينها ودنياها، ويحفظ عليها أخلاقها وقيمتها النبيلة ومثلها السامية، وقد تنوعت الوسائل المستخدمة في الدعوة إلى اللّه تعالى، وكثر المستجيبون لها والمتأثرون بها من الراغبين في الخلاص مما تعاني منه البشرية اليوم بسبب بعدها عن الدين الحق والصراط المستقيم والمنهج الصحيح، كل هذه الأمور ونحوها تتطلب من المسلمين بعامة وأهل العلم منهم خاصة مضاعفة الجهد في الدعوة إلى دين الإسلام، وبيان الناس، وتعريفهم بمحاسنه، وإيضاح كماله في جوانبه جميعها، والحرص على إنقاذ الناس من سبل الضلالة والغواية إلى دين الفطرة، وهذه هي رسالة هذه الملتقيات المباركة، ونحن نرى أيضا أن من الواجب على المؤسسات الدعوية ذات المناهج الصحيحة أن تكثف جهودها من أجل القيام بفريضة الدعوة إلى اللّه، والاستفادة من الوسائل المناسبة، والعمل على نشر دين اللّه تعالى في أرجاء المعمورة، وها نحن نرى اعتناقه من أناس كثر في أماكن متفرقة نتيجة هذه الجهود الطيبة، ولعل مما أفاد بذلك أيضا انتقال عدد من المسلمين للعمل، أو للدراسة، أو للتجارة، أو غير ذلك، وانتشار الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الخارج، والتي تقوم على خدمة المسلمين وتلبية حاجاتهم، وانطلاقاً من مكانة هذه الجمعيات والمؤسسات والمراكز وأهميتها فقد كان لملتقيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وحكومته باع لا يقاس، وخطى لا تقدر في الاهتمام بهذه المؤسسات خدمة للإسلام والمسلمين، وتأكيداً لهذه المكانة، ولا شك أن ذلك جهد عظيم تشكر عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والتي عملت بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين وباهتمام ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، وذلك لإلقاء الضوء على الجانب المهم، ومعالجة مختلف الأمور مما يهم المؤسسات الإسلامية والأقليات.
رسالة واضحة
إن رسالة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين تجاه الصحوة واضحة كما يذكر لنا أ.د جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية وذات جوانب متعددة يلخصها في الآتي:
انها تؤكد على أن المملكة أرض الحرمين الشريفين وترعاهم وتهتم بشؤونهم وتحرص على ربطهم وربطها بهم.
ان هذه الملتقيات تعمل على دعم الفكر الديني الصحيح والأخذ بمنهج السلف الصالح والبعد عن البدع ومختلف صور الشرك باللّه، وأخذ العقيدة من منابعها الأصيلة دون التأثر بأية نوازع يفرغها منها الاتجاه أو ذاك الطريق الصحيح معروف، والقرآن الكريم «يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً»الإسراء.
ان العلماء والفقهاء والمفكرين الذين يوجدون في الملتقيات يمثلون الفكر الإسلامي الصحيح، وهم دائماً على استعداد للتوجيه والابانة والفتوى في أي مشكلة يتعرض لها المسلمون في المهجر.
كذلك فإن الملتقيات تعمل على ترشيد الصحوة الإسلامية وتوجهها إلى الاعتدال والى أخذ الطريق الوسط دون تطرف أو غلو، ودون تفريط في حقائق الدين أو ثوابت العقيدة.
كذلك يجب أن تستهدف هذه الصحوة إحياء الفكر الإسلامي لتوجيهها بما يخدم المسلمين في كل مكان، ويجب أن نحرص على تطبيق العقول والوجدان، مع مراعاة عدم التعارض مع سيادة الدول التي توجد فيها الأقليات، بربه وبنفسه وبجاليته، وتقوم المؤسسات بإعانة المسلمين على تطبيقها بينهم بالحسنى ودون تعارض مع أية نظام أو قانون للدولة التي يعيشون فيها.
جبل طارق وأدنبرة والمجر
ويتطرق د. محمود الدبعي رئيس المجلس الإسلامي في السويد إلى الصحوة والملتقيات قائلاً: حول الصحوة الإسلامية نعم توجد صحوة إسلامية وعودة إلى الدين والتمسك بمنهج السلف الصالح والعقيدة الإسلامية الصحيحة وخاصة بين الشباب الإسلامي الذي مل المدينة الغربية وتمرد على السلوك المنحرف وأعلن الالتزام بالدين سلوكاً ومظهراً وأسلوب حياة لكن هناك من يدعو إلى التمرد على الدين وخاصة على الإسلام ويدعون الفتيات على التمرد على التقاليد الدينية وهناك من يطالب بمنع الحجاب وخاصة في السن المبكرة وتحجيم دور الأسرة في التربية وترك مفاهيم الغرب تسود داخل الأسرة بحجة الحرية الشخصية وما إلى ذلك مما يدفع الضعفاء بالاستسلام لضغط الأكثرية، لهذا فنحن نرى أن لملتقيات خادم الحرمين الشريفين أثراً مهماً في رسم سياسات واستراتيجيات تربط الأقليات المسلمة في الغرب مع المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي والعمل على الدفاع عن حقوقها الدينية والاجتماعية والثقافية، نحن بحاجة إلى الحفاظ على الصحوة الإسلامية وتقوية شوكتها ودعمها لتتمكن من الوصول إلى أكبر عدد من أبناء الجالية الإسلامية.
رفع معنويات الجاليات
ومن جانبه يقول د. محمد عبد الحليم أستاذ كرسي الملك فهد ومدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة لندن استجابة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين للصحوة الإسلامية في أوربا وهي تنميها وتبني عليها برفع معنويات الجاليات وتقديم المبادئ الأصيلة للدين الحنيف وتقديم الدعم المادي، فقد رأينا الملتقيات تنعقد لافتتاح جامع كما حصل في أدنبرة، وجبل طارق، أو ينشأ عنها قرار بناء جامع كما رأينا في المجر، والحق أن هذا أعظم مظهر للملتقيات ليرى الناس النتيجة الفعلية الحقيقية للملتقى وللدعم السخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين.
مسؤولية أبناء المملكة
ويوضح لنا د. عبد الرحمن بن عمر الماحي رئيس جامعة الملك فيصل في تشاد أهمية الملتقيات في دفع الصحوة الإسلامية قائلاً: إن ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في البلدان الأوروبيّة التي بها أقليات تعبر تعبيراً صادقاً عن الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق أبناء المملكة تجاه خدمة الإسلام بين الأمم النصرانية.. فالمراكز التي أنشأتها المملكة في عواصم العالم قد أدت مهمة دعوية كبيرة، لأنها مراكز متعددة الخدمات الانسانية، وخاصة تنوير المجتمعات التي هي فيها بنور الإسلام وبمبادئه السامية التي تدعو إلى الأخوة الإسلامية والتسامح ووحدة الصف والكلمة.. ولما انعقدت الملتقيات هنا وهناك أصبحت نموذجاً عملياً للحياة القائمة على التعاون والتكافل الاجتماعي ونشر الخير، ودفعت بالصحوة الإسلامية المتنامية في أوروبا إلى الأفضل حيث عالجت بعض حالات العجز الفكري الذي تعاني منه بعض الجاليات والأقليات المسلمة وخاصة فيما يتعلق بالمشكلات والقضايا التي يعيشها المسلمون في معترك الحياة الأوروبيّة، فرسالة الملتقيات تجاه العمل الإسلامي في أوربا جليلة ومسايرة لحاجة الأقليات والجاليات ومقتضيات العصر الحديث.
ولا شك في أنه ما من مسلم صادق الإيمان في كل مكان الا يتمنى أن يرى اخوانه المسلمين في عزة ووحدة ووئام في اطار تعاليم الإسلام ونهج السلف الصالح، وهذا ما يدعونا الى القول بضرورة المداومة على عقد هذه الملتقيات البارعة لما لها من أثر طيب في نفوس الناس أجمعين.
إعادة اللحمة بين الأبناء
ولا يشك د. سعيد عبد اللّه حارب نائب رئيس جامعة الإمارات العربية المتحدة بأن المسلمين الذين يعيشون في أوربا يواجهون صعوبات كبيرة في التمسك بدينهم، لكنهم استطاعوا بحمد اللّه أن يواجهوا هذه الصعوبات ويحافظوا على دينهم، بل ويعملوا على نشره على الرغم من كل المعوقات، فظاهرة الصحوة الإسلامية واضحة لكل من يتابع المسلمين في مجتمع الجاليات، لكن أبرز ما يواجه المسلمين اليوم ليس في المشكلات التي تأتيهم من خارج محيطهم، بل من داخل هذه الجاليات كالخلافات والصراعات وتكرار الأنشطة والمراكز وانعزال بعضها عن بعض وعدم التنسيق فيما بينها، ومن هنا تأتي أهمية ملتقيات خادم الحرمين الشريفين لتعيد اللحمة بين أبناء المسلمين ومجتمعهم تحت راية الإسلام، وتبين لهم أهمية العمل للاسلام والالتزام به وفق العقيدة الصحيحة التي يحاول البعض أن يشوهها أو ينحرف بها، وكذلك وفق منهج السلف الصالح الذي سارت عليه الأمة خلال قرونها الماضية.
أصول المنهج المعتدل
ويؤكد الأستاذ حمد بن سليمان المطرودي مدير مسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين في أدنبرة ببريطانيا حقيقة هذا الأمر، وهو أن الانسان يفرح ويستبشر خيراً بمستقبل الدعوة في أوروبا وهو يرى الصحوة الاسلامية الطيبة التي يعيشها المسلمون في أوروبا، والاقبال على الخير والحرص الكبير على تلقي العلوم الشرعية بمناهج صحيحة ومصادر أصيلة في مسلمين يعيشون في بيئة لا يكاد أن يذكر الله إلا في المسجد.
مضيفاً أن ملامح رسالة الملتقى لهذه الصحوة يمكن معرفتها بالاطلاع على المحور الثاني من محاور الملتقى الذي يتناول اصول المنهج المعتدل في العلم والدعوة، وضرورة المنهج المعتدل وأثره، وملامح المنهج المعتدل، وأثر وسطيته في حياة الناس.
|
|
|
|
|