| مقـالات
روادنا من رموز الأدب والابداع بفنونه المختلفة.. منهم من رحل عن دنيانا وندعو الله لهم بالرحمة.. ومنهم من يعيش بيننا وندعو له بالصحة والعافية.. وفي كل الأحوال لايزال انتاجهم الابداعي شاهداً على ريادتهم فيما قدموه للأجيال الأدبية المتعاقبة وللقارئ عامة. ولكن هل ما قدمناه تجاههم يكفي لتكريمهم وللمحافظة على ما أبدعوه لنا من أعمال روائية وشعرية ونقدية وتيسيرها للأجيال المتعاقبة بأساليب نشر عصرية؟.. وهل كل علاقتنا بهم تنحصر في ايجاد اصداراتهم على أرفف المكتبات.. بينما يتجه القارئ الجديد من الشباب إلى عالم الإنترنت بكل آفاقه وجديده؟!! إنها بالفعل قضية اهمال تجاه رواد الأدب في بلادنا والمتهم فيها دور النشر والأندية الأدبية والصحافة الأدبية والبرامج الثقافية في الاذاعة والتلفاز وهي قنوات مهمة للإعلام الثقافي ونشر وتأصيل الابداع..
فالأولى وهي دور النشر يقتصر دورها تجاه الرواد على طرح انتاجهم على أرفف المكتبات كما أسلفت دون الاعلان عنها أو تقديم هذه الأعمال إلى الأجيال الجديدة من القراء والأدباء الشباب عبر قنوات حديثة ولغة نشر عصرية تلائم اهتمامات وأساليب الشباب مثل طرح أعمال الرواد على ديسكات ونتيجة لهذا القصور نالت تلك الأعمال نصيبها من الاهمال والتراجع المرتبط بتراجع الاهتمام بالقراءة لصالح الفضائيات ووسائل الثقافة الحديثة. أما الأندية الأدبية فمسؤولياتها أكبر وبالتالي عتبنا عليها أكثر بحكم مسؤولياتها المباشرة في رعاية الأدب والادباء، والوفاء لرواد الأدب والابداع صورة هامة من صور هذه المسؤولية التي هي في عمومها محل اتهام ونقد حتى من جانب الأعضاء فيما بينهم ومن الشباب المهتمين بالأدب، وهنا أقول ان الأندية الأدبية عليها مسؤوليات مهمة يجب أن تتعدى المفهوم التقليدي لهذا الدور من محاضرات إلى حضور أكبر في الساحة الثقافية والأدبية وفي وسائل الإعلام لطرح قضايا الأدب والثقافة محليا وعربيا مرتكزة في ذلك على الرصيد الكبير من ابداعات الرواد.. وما يرتبط بذلك من نقد وتحليل وربط ذلك بتغيرات الساحة الثقافية تطورا أو تراجعا وضرورة تحديث مكتسبات الأندية بلغة العصر أيضا مع المحافظة على الكتاب. بقي لنا دور الصحافة الأدبية والبرامج الثقافية في وسائل الاعلام. وما نلاحظه من تراجع كماً وكيفاً.. وغياب صوت الرواد فيها.. والتركيز على الخلافات الشخصية ونشر الاتهامات من هذا إلى ذاك دون التركيز على المعارك الأدبية ذات المضمون والهدف ولا تزال ساحة الأدب والثقافة في انحصار، وكأن الأدب وقضاياه أصبح مجرد خبر هنا وهناك أو لقاء مع أديب أو شاعر وبأسئلة.. هلامية لا تمت للواقع بصلة ولا تعكس ارتباط الأدباء وتصوراتهم وقناعاتهم بالساحة وقضايا الأدب مثل ماذا تقرأ ولِمَ تحب أن تقرأ.. وإذا صعدت إلى سطح القمر ماذا ستفعل وماذا ستأخذ معك إلى آخر تلك الأسئلة المفلسة: لقد كرمت الدولة عدداً من الرواد ونتمنى منها المزيد.. وكرمت الجنادرية عدداً من رموز الابداع وننتظر المزيد تباعاً في كل مهرجان برعاية كريمة من أولي الأمر حفظهم الله وبقي على مؤسساتنا العاملة في خدمة الساحة الثقافية تعمق مسؤولياتها وتفعيلها تجاه الرواد.. فالحاضر من الابداعات الجديدة لن يكون له قيمة إلا بما قدمه الرواد.. والوفاء له وتحديث قنوات نشره.. حتى لا تنفصل الأجيال وتكون الرؤى الأدبية أكثر أصالة في جذورها وصادقة في ابداعاتها.
حكمة :
من سلمت سريرته سلمت علانيته.
|
|
|
|
|