| عزيزتـي الجزيرة
لما خلق الله تعالى البشر أوجد فيهم العقل ليتفكروا ويتصرفوا في أمورهم المختلفة بناءً على ما توصلوا إليه من نتائج وما اتخذوه من قرارات ولكي يعرفوا ما أراد الله لهم أن يعرفوه، حيث يبقى العقل محدوداً في إداركه. ولم يستطع البشر فهم واستيعاب كل شيء في هذه الحياة ومن ذلك الجمال وتأثيره علينا حيث إنه يخترق العقل ويؤثر في النفس.
ولا توجد حدود لمعايير الجمال يمكن أن نعرفها وأن نستوعبها رغم ماقيل من المواصفات الشكلية الجميلة والبديعة في الكثير من المخلوقات وفي الإنسان وفي النساء على وجه الخصوص وما ذكر في وصف جمالهن من شعر ونثر على مر العصور.
ونحن نعرف الجمال ونحس بتأثيره فينا لكننا لا نعرف كيف يكون ذلك وفي ردة فعلنا تجاهه فإننا قد ننبهر ونعيش لحظات من التأثر وقد تعاودنا تلك اللحظات بين الحين والآخر وقد نعيش فيها طويلاً.
كما أننا قد نتصرف بناءً على ذلك التأثير فتأثير الجمال فينا داخلي و«سحري» واضح ومجهول في نفس الوقت.
وليس الجمال في المظهر الخارجي فقط، فهناك نواحي الجمال الداخلية المتفاوتة الدرجات بين الناس والتي تظهر في سلوكهم أحياناً، فتجد الإنسان المرح والرزين ومن يتحدث ويتعامل بهدوء ملحوظ ومن يتفاعل بحماس وحيوية ومن يتميز بإنصاته لمن يحادثه..
إلى غير ذلك من صفات الإنسان التي قد تتميز أيضاً بأنها غير محدودة في جمالها، بل إنها تتطور وتتزايد في ذلك الجمال مع مرور الزمن.
وقد أوجد الله تعالى الصفات والطباع المختلفة في الناس، فظهرت في تعاملاتهم فيما بينهم واتصفت النفوس بما غلب عليها من تلك الصفات والطباع وعلى سبيل المثال: لما وجد الخير والشر من الأفعال والتصرفات في تلك التعاملات وجدت النفس الشريرة وفي المقابل النفس الطيبة الجميلة المحبوبة.
سعد عبدالله السويحب
|
|
|
|
|