| نادى السيارات
ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية الشهيرة القصة التالية: كانت السيدة «جنيفن جرجنس» تقود سيارتها برفقة اثنتين من بناتها، الأولى بعمر «3» سنوات والكبرى بعمر «7» سنوات،
وبعد جولة قصيرة في المدينة توقفت سيارة الأم عند إحدى النقاط ولكنها لم تلبث طرفة عين حتى أتت شاحنة نقل خفيفة ومسرعة من الخلف لتصدمها بشدة وصلت إلى حد ان طارت الطفلتان إلى خارج السيارة «لم يكن حزام الأمن معتدا به آنذاك»، الطفلة الصغيرة ذات الأعوام الثلاثة ماتت على الفور بعد ان كُسر عنقها، أما شقيقتها الكبرى فقد لفظت أنفاسها بعدها بدقائق قليلة، وفي نفس الموقع، وقد كان خيراً لها ان تموت من ان تبقى طوال العمر مشلولة تماماً، فقد كُسر ظهرها وانفرط عنقها، وعندما استيقظت الأم من وقع الصدمة وجدت طفلتيها أمامها على الأرض، ولكن، ، ماتت الطفلتان،
ومضت الأيام، بل السنون، ولكن الأم المكلومة لم تفتأ تذكر ابنتيها، 15 عاما مضت، والحزن لم يفارق الأم، واستمرت تكتب إليهما رسائل اطلقت عليها «من القلب إلى القلب» وكانت تزور قبريهما يوماً بعد يوم وتحكي لهما عما تواجهه هي من أحداث يومية تمر بها،
مرت 15 عاماً دون كلل أو ملل حتى زوجها وقف بجانبها تقديراً لها وحباً في ابنتيه، ومع ان الزوجين أنجبا خلال هذه الفترة طفلين آخرين إلا ان الأم مازالت تتصور ان ابنتيها سافرتا في رحلة وستعودان لاحقا، ولأجل ذلك فإن الأم استمرت في كتابة هذه الرسائل،
ويوماً بعد يوم تحولت هذه الرسائل إلى كتاب صدر عام 1999 وأحدث ضجة كبيرة ليس في أوساط الكُتّاب والأدباء فحسب، بل بين رجال القانون والشرطة أيضاً الذين طالبوا بإعادة النظر في قانون المرور وتوقيع العقوبة الرادعة على السائق المتهور،
ولقد ذكرت صحيفة لوموند مؤخراً ان هذا الكتاب برغم بساطته المتناهية إلا انه يفوق أي كتاب سطّره كاتب محترف، وذلك بالنظر إلى المشاعر الحقيقية والصادقة التي سطّرتها هذه الأم المكلومة حتى ان الصحيفة ذكرت ان ما من قارئ لهذه الرسائل إلا وزار قبر ابنتيها بما فيهم رئيس فرنسا الأسبق «فاليري جيسكار ديستان»،
|
|
|
|
|