أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th August,2001 العدد:10563الطبعةالاولـي الخميس 11 ,جمادى الآخرة 1422

الثقافية

الزمن المقلوب
الرضاعة الطبيعية
أحمد العرفج
رصيف:
يحاول لفيف من الاصدقاء الالداء، ان يناكفوا كاتب هذه السطور بقولهم: ان عموده الخميسي الذي يطل منه اسبوعياً.. ليس أكثر من نقولات من هنا، واقتباسات من هناك!!
واذا ما تجاوزنا (الفخ) الورقي المعد مسبقاً لهذا القلم، سنصل الى مواجهة اخرى حيث لا يعني هذا القلم ان يشرح ويبرر، و(يمرر) ما يريد قوله، ويؤكد على هذا الرصد المقصود، بل لا يهم التذكر باجابة من هو اطول لساناً وأعز نفراً، رسمت هذه الاجابة تعليلاً وايضاحاً لا يخفى على أهل الصواب وناشدي الوعي، وراغبي المعرفة، يقول سلفنا الكبير الشاعر/ محمد العلي عندما سئل:
ماذا عن منقولاتك التي تملأ بها عمودك الصغير دون أي جهد؟!
اجاب بقوله: (ها.. ها.. ها.. ما اشبه الليلة بالبارحة).
عبارة قالها طرفة بن العبد قبل خمسة عشر قرناً، ومازالت تتكرر في واقعنا جيلاً بعد جيل.
مازالت تجربتنا نفسها نخوضها دون ان يستفيد اللاحق من السابق. هذا باختصار الهدف من النقل الذي يصفه السؤال ب(الحرفي).
خذ مكاني، وانتق كما شئت مقولات وشواهد من بطون الكتب، وظهور الصحف ما يمكن ان يفيد عقل القارئ، ثم ناقش نفسك: هل كان نقلاً حرفياً، ام دعوة جديدة الى التوقف عند مقولة (من الظلم فكرياً) تجاوزها..؟!
اذا كانت المسألة مسألة نقل فليس ثمة ما هو اسهل غير ان المهمة اصعب واكثر اجهاداً لمن يريد ان يفهم.
نحن نضطر انفسنا الى الحكم السريع لأن عقولنا صدأت وتكلست، واصبحت التهمة ادانة، والبراءة عاراً!!
ويواصل شاعرنا محمد العلي اقلاعه وتقليعاته الناخرة من عروق الوعي مجيباً عن سؤال مفاده انه يمارس التعالي ويكتب بحروف غامضة ويغرد في زاوية مجهولة، يجيب عن ذلك بقوله: (هل جئت بلغة اخرى غير لغة العرب، فتحدثت بها؟!
هل اخترعت تركيباً خارجاً عن تصنيف النحويين واللغويين؟!
هل استغبيت علماً من علوم العربية؟!
أو تجاهلت فناً من الفنون الأصيلة؟!
مشكلة المسطحين انهم يريدون كتابات تلقنهم تلقيناً دون ان تحرك عقولهم وحواسهم.
في اللغة العربية مواقع اثارة جذابة، هذه الاثارة تحرك الذهن، تنقله من المجهول الى المعلوم بواسطة فكره الخاص، فكره الواعي، فكره المتقد.
فاذا قرأ كتاباتي قارئ لا يفهم قدراً بسيطاً من امكانات اللغة فهل يعني ذلك انني اتعالى عليه؟!
هل اني ملزم بكتابة اخبار سياسية؟! او تقارير محلية؟! او مقالات في المرأة والطفل والرضاعة الطبيعية والتوعية المرورية؟!
ويشرح العلي فكرته بقوله: (هل يجب علي ان اكتب في اسبوع المر ور، واسبوع الشجرة، واسبوع النظافة، واسبوع الصحة النفسية في مناسباتها؟!
هذا الواقع الذي تلح علي في المشاركة به، لا يتصل بمهمتي ككاتب صحفي.
مهمتي ان اثير في القارئ تساؤلاً، وادعوه الى مشاركتي في البحث عن الاجابة، ادعوه الى مائدة التأمل، وأفتح له افقاً، احرضه على مواجهة ذاته، ارصف في داخله طريقاً توصله الى واقعه، وأحداث يومه دون ان اشير اليها صراحة!! حقاً .. والبلاغة؟! البلاغة الايجاز!! مثل ماذا؟!
مثل هذا!!
alarfaj2000@yna.com
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved