لايشك أحد بأن الفنان محمد عبده معجزة فنية في البلاد العربية وفي منطقة الخليج على حد سواء وبموجب رأي النقاد والمعجبين والكتَّاب في مجال الطرب الأصيل والرفيع بعيداً عن البذاءة والتسويف الى جانب الاقبال على سماع اغانيه القديمة منها والجديدة وكذلك حضور حفلاته التي يقيمها داخلياً وخارجياً اكتسب لقب فنان العرب لانه عرف كيف يستحوذ على من يسمعه ولقد استطاع ان يقدم فناً وطرباً اصيلاً وذوقاً رفيعاً عندما يختار النصوص والكلمات التي سوف يقدمها لجمهوره وعشاق فنه.!
وعندما نتطرق للقصائد التي قام بادائها على شكل سامري او مايسمى باللون السامري لابد لنا ان نقف عند الكثير منها الا ان المجال لايسمح لنا بسردها جميعاً ومطرب العرب لايجد صعوبة اطلاقاً في تلوين وتلحين هذه القصائد الشعبية ويصورها وكأن السامع لها يخيل له، وكأنها كتبت «بضم الكاف» ليؤديها محمد عبده..
ياما سهرت وذقت هم السهارى
من واهج بالصدر ماله مداوي
مالي نظر في غير دارك ديارا
أتيه بين الناس كني خلاوي
ü ü ü
ياكيف ابدله وانت عني بعيدي
ياحلو قربك لي ويامر فرقاك
ملكتني بالحب ملك وكيدي
حالي ومالي كلها ملك يمناك
ü ü ü
نحن هنا لاننكر الفنان سلامة العبدالله وسالم لحويل وفهد بن سعيد في تقديمهم للسامري واجادتهم والكثير من الفنانين السعوديين على وجه الخصوص الذين قدموا اللون السامري.
ولكن محمد عبده وبلاشك وفي رأي الكثير من الشعراء الكبار الذين لهم باع طويل في هذا المجال اجمعوا بأنه هو الذي تمكن وبتقدير مع مرتبة الشرف على ادائه بشكل جميل ورائع وليس من السهل على اي فنان تقديمه لاسيما وان محمد عبده قدم هذا اللون في أولى بداياته الفنية وكأنه ولد وترعرع في قلب نجد وعاش وتعايش مع اصحاب هذه القصائد..!
إن المقاطع العذبة التي يترنم بها فنان العرب في قصيده لاتمل من سماعها وكأنك لأول مره تسمعها منه أضافت إليها نكهة موسيقية خاصة مع رتم غنائي أصيل:
نسى عهد الموده والتصافي
علامه ياحبيبي وعلامه
وانا والله مانسى مامضى لي
ولا انسى اللي غرامي من غرامه
دهاني مادها مجنون ليلى
على فرقاه صايبني ندامه
حتى صبغة الحزن في اداء محمد عبده لبعض القصائد الشعبية والتي تتضمن بعداً وفراقاً ويصحبها شيء من المعاناة التي اجترها صاحبها وهي حقيقة في الواقع الذي يعيشه الشاعر تحس عند سماعك بانها صبغة حزن ممزوجة بلذة جميلة واحساس فنان عكس الكثير من المطربين والمثال على ذلك في أغنية:
ياعين ومعك جرح الخد وادماه
واللي تبينه وينه اليوم وينه
امر جرى لي منه انا كيف ابقواه
عسى ولي العرش قلبي يعينه
في الختام نتمنى من فنان العرب ألايبخل علينا ويتكرم مشكوراً باعادة تسجيل هذه القصائد بالعود وبرفقة الايقاع فقط لكي لاتنسى لانها تعتبر معيناً لاينضب وتراثاً اصيلاً قدمه الاجداد لنا ليبقى خالداً للابناء وللاحفاد..