| المجتمـع
* استطلاع هيا عبدالله السويد:
رغم ان متغيرات الزمن تؤثر في تصرفات البعض منا.. إلا ان البعض يبقى على سلبيته في طريقته في الحياة فوضى دائمة وزحمة مشاغل وتراكم مشكلات حينما يدق موعد الاستعداد لليوم الدراسي فنجدهم مشتتين ضائعين بعد موسم سفر غير مخطط له فالميزانية أهدرت والمدرسة قربت فكيف حال ميزانية العائلة بعد العودة من السفر وهل تغير الاستعداد لليوم الدراسي أم مازال في ضجة وربكة وعدم انتظام؟؟ المواقف كثيرة والقصص غريبة رصدتها الجزيرة عبر هذا اللقاء الذي التقينا بمجموعة من طالباتنا وأمهاتهن وذكرن لنامواقف وسلبيات حياتهن فإلى تفاصيل هذا اللقاء معهن:
لكيلا نندم
في البداية قالت نوف السبيعي: رغم تغير أشياء كثيرة في عصرنا هذا إلا ان البعض لم تتغير طبيعته إلى الأحسن بمعنى هناك البعض من الأسر لا تستعد للمدرسة إلا في ليلة يوم المدرسة فتجد كل شيء بداخلهم زحمة فنفسيتهم مزحومة وصحتهم مزحومة وعقلهم مزحوم أيضا ويصبح هناك تشتت بسبب تراكم الضغوط والمشاغل في وقت واحد إلا ان البعض الآخر يعتمد اعتمادا كليا على ما يسمونه بالخدم فهم مسؤولون عن اعداد وترتيب مستلزمات الأبناء وهذا الاتكال مصيبة إذا تعاظم شأنه في الحقيقة لابد من مراعاة ظروفنا حتى نستطيع ان ننظم حياتنا نكسب مزيدا من الوقت ولكي لانندم ونخسر.
هل تغيرنا المتغيرات؟
ثم قالت أم نوره البريدي: ان بعض الأسر لا تنتظم ولاتغير طريقة حياتها أنا أعلم ان النبات وهو نبات يتغير بسبب تغيرات الزمن فما بالك بالإنسان حينما يصر على طبع سلبي ويؤثر في حياته وحياة من معه ففي نظري ان الناس لم يتغيروا هم كما هم لكنهم ازدادوا فوضى وزحمة فلابد ان نقف وقفة صريحة نحاسب فيها أنفسنا وما فعلت ثم نضع جدولا منظما لنبقى سليمين صحيا ونفسيا وحتى يمر اليوم الدراسي الأول بسلام وراحة واطمئنان.
كيف حال نومنا؟
حيث قالت جواهر السيف: عندما نتحدث عن هل تغير الاستعداد لليوم الدراسي أولا لابد ان نقول هل تغير النوم للاستعداد الدراسي فنحن منذ ان خضنا أيام الإجازة الصيفية وكل حياتنا انقلب رأساً على عقب أصبح النوم في النهار والسهر في الليل تأثرت كثيرا حياتنا وتدهورت صحتنا فلا غداء في وقته ولا فطور في وقته كل مواعيد الغذاء اختلطت مع بعضها فأصبحت أجسادنا بحاجة أولا لغذاء منتظم ثم نوم هانئ وبعدها نفكر في ترتيب مستلزمات المدرسة.
ضيعتني الإجازة
وقالت الطالبة فتون الدوسري: منذ ان بدأت الإجازة وأنا بشغف للعودة للمدرسة لقد ضيعتني الإجازة لأنني لم استغلها بشكل إيجابي فلقد كثرت زياراتي للصديقات حتى وقت متأخر وأصبحت أنام في الثامنة أو التاسعة صباحا وبعدها أخشع في نوم عميق لا أصحو إلا وقت المغرب أو العشاء وبعدها تبدأ تحركاتي إما مع صديقاتي وإما في السوق وإما في المنتزهات لقد تعبت من هذه الإجازة ولم أصدق ان المدرسة قربت فهي كانت تشغلني كثيرا ومنظمة لنفسي انني أحبها وأود ان أكون بها في اقرب وقت لكنني سأنتظر ولم يبق إلا القليل.. فكيف تسألينني هل تغير استعدادنا للمدرسة وأنا لم أتغير.
زوجي ضائع
كذلك قالت أم مرام: إن المسؤول عن تدهور ميزانية العائلة هو الزوج والزوجة فكلما وجدناهما متفاهمين كانت حياتهما تمشي سليمة رغم كل شيء لكن يتنافر الزوجان عن بعضهما حين تتراكم المشكلات بل وتؤثر سلبيا في أبنائهم فور قدوم المدرسة ان مشكلة زوجي كبيرة يسافر كثيرا لوحده يشرب الدخان كثيرا وحينما نطلب حقنا يصرخ بوجهي ويرفض اعطائي فأطلب سلفة من أمي رغم خجلي لقد تعبت من هذا الزوج لا اهتمام لا مسؤولية يعتمد كثيرا علي في كل شيء ولايعطيني حقي في الميزانية وكل هذا بسبب انحرافه مع أصدقاء سوء الله يبعده عنهم.
ضاعت الفرحة
وتقول أم عفاف السالم: عندما قررنا السفر كان معنا الكثير من المال لم نحسب حساب عودة المدارس فحينما عدنا قبل المدرسة بأيام قليلة ضاعت فرحة أبنائي بالعودة للمدرسة فلم يبق أي شيء حتى نستطيع ان نشتري لهم مستلزماتهم المدرسية ووقت صرف الراتب لم يحن وقته وفي الليلة الأخيرة لصباح المدرسة قام زوجي بطلب سلف من أحد الأقارب والحمد لله فكت أزمتنا.
ليس السفر فقط
حيث قالت زينة الشهري: ليس السفر هو من يقضي على ميزانية العائلة هناك أمور أخرى تؤثر سلبا في الميزانية إذا لم نسافر تزداد الزيارات للمنتزهات والمنتجعات والاستراحات وهذه في الحقيقة تسلب الكثير من جيوبنا إذا توافدنا عليها دائما وهذا اللي حصل كل يوم في استراحة وكل يوم في منتجع وكل يوم في منتزه وكل ليلة زواج أو حفلة بعد الزواج وبطبيعة الحال تكثر الهدايا بأنواعها وحينما يقترب وقت المدرسة نرى جيوبنا فلم نجد إلا القليل حتى نشتري ما نريد لقد قضينا وقتا ممتعا لكن حزنا كثيرا عندما وصلت المدرسة.
استمع ولن تخسر
وأخيراً تحدثت الاخصائية النفسية ندى راشد محمد الرشود فقالت حول هذا الموضوع : لم يعد سوء تنظيم الوقت حكرا على الصغار بل امتد إلى الكبار وهذا ما نشاهده قبل يوم أو يومين من كل سنة دراسية جديدة بل وأصبحت ظاهرة غير حضارية دخلت على مجتمعنا ولكن لماذا خرجت تلك الظاهرة؟ هل بسبب كثرة انشغال الأسرة؟ أو بسبب التخاذل والتكاسل واللامبالاة!! من وجهت نظري أرى أن هذه الأسباب جميعها تضافرت وانتجت لنا الازدحام بالشوارع والأسواق وهذا ما يسمى (الضجة التجارية) كما ان البعض من الناس يستمتع بالشراء في هذا الموسم فإذا كنت أيها الأب أو الأم من هذا النوع فأنتم تتسمون بشخصية غير حضارية لان شراءكم في هذا الوقت المتأخر يجعلكم تفقدون الكثير من المميزات منها عدم قضائكم لجميع مستلزماتكم وافتقادكم للهدوء والراحة في السوق وإهداركم للكثير من الوقت في الأسواق والشوارع بسبب الزحمة للحد من هذه الظاهرة يجب على أولياء الأمور تخصيص يوم لقضاء الاحتياجات المدرسية قبل اسبوعين أو أكثر من الدراسة ليتسنى لهم شراء جميع مستلزماتهم المدرسية في يوم واحد كما يجب عليهم مراعاة ان تكون جميع مستلزماته أماكنها قريبة من بعضها لبعض لنقلل بذلك من حدوث الضجة والازدحام وعندما تفتح المدرسة أبوابها ويبدأ المستجدون بداية عام دراسي جديد تتحول المدراسة إلى ساحات تعج بالبكاء والضجيج بسبب التلاميذ المستجدين.
وذلك نتيجة خوفهم من شيء مجهول وهو (الدراسة) وسبب هذا الخوف هو الانفصال الذي يحدث بين الأطفال وأسرهم نتيجة مايقضونه من وقت طويل في المدرسة بعيدا عن البيت وهذا الخوف هو حالة من التوتر والرعب تصيب التلميذ حين دخوله المدرسة أول مرة كما يصاحبه خفقان وتعرق ورعشة.
وهذه الحالة تصيب دائماً الطفل المدلل من قبل والديه وتصيب أيضا الطفل المصاب بعقد نفسية نتيجة سوء العلاقات الأسرية في منزله مما تجعله يفقد ثقته في نفسه وثقته بالغير وقد يكون خوف الطفل نتيجة خبرات سابقة سيئة من الروضة أو قد يكون معيداً لثاني سنة في نفس الصف أو قد يكون نتيجة لموقف سيئ حدث لصديقه أو أحد أقاربه فبذلك يكون لدى الطفل هاجس نفسي سلبي لايفارقه أبدا وهناك سبب يتعلق بالمدرسة وهو استقبال المدرسة لتلاميذ في أول يوم دراسي مما يجعل الطفل يشعر بهيبة المدرسة وهيبة المدرس مما يجعله يخاف منهما ولحل هذه المشكلة نبدأ أولا بالأسر لأنها الركيزة الأولى في حياة الطفل فيجب على الأسر تدعيم الثقة في نفسية الطفل واقحام الطفل في أنشطة جماعية لكي يتعود على مخالطة الناس بمفرده من ناحية المدرسة وإقامة أسبوع تمهيدي ليتعرف الطفل على المدرسة وكسر الحاجز بين المعلم والتلميذ عن طريق بعض الأنشطة والألعاب الخفيفة وعدم تحميل المعلم للتلميذ فوق طاقته في الأيام الأولى ووضع معززات للتلاميذ ومسابقات لفتح باب التنافس الشريف بينهم وفي النهاية يتضح لنا انه يقع على عاتق الأسرة الحمل الأكبر في تهيئة الطفل للمدرسة وغرس الثقة في نفسه.
|
|
|
|
|