| مقـالات
من حق كافة الشعوب أن تتفاخر بمنجزاتها الحضارية أو التراثية وما قدمته للبشرية من ذخائر افادت الإنسان الآخر ولعلنا أكثر الشعوب «جعجعة» ومعذرة لهذا التعبير لأننا نتحدث كثيراً عن انفسنا وننسى اننا في ذيل قائمة الشعوب المتقدمة .. بينما دولة عظمى مثل اليابان ماضية في صنع حاضر متفوق ومتطلعة إلى مستقبل كبير هي أقل الشعوب تحدثاً عن نفسها إنما تركت منجزاتها الفعلية ان تتحمل تلك المهمة.
فإذا قلت من باب العلم وليس التفاخر بأن اجيالنا الماضية تحملت عبء الانعطاف التاريخي والتحول من مجتمع البادية إلى واقع المدنية فإن على عاتق جيلنا الراهن ان يواصل المسيرة رغم الصعوبات التي تواجهه في حاضره من بعض الأفراد الذين تخلوا عن الوطنية الحقة وركبوا موجة المصلحة الشخصية في جهات التوظيف بالذات وتقاعس الجهات المسئولة عن مراقبة اولئك المواطنين مع العمالة الوافدة وكذلك الصحافة حيث ان الندوات التي تصدر عن الجهات العليا لا تجد تلك الاستجابة والمفروض ان تقوم مكاتب العمل بزيارات ميدانية لكافة الشركات والمؤسسات الكبيرة حتى ترى تكدس العمالة الاجنبية على حساب ايصاد الفرص امام شبابنا الذي يطرق الابواب على غير هدى أو تشجيع من احد. كما يتحتم ان توضع عقوبات رادعة لمن يثبت تلاعبه في تنفيذ تعليمات القيادة بوسائل كثيرة اقلها الاعلان في الصحف عن الذين يمارسون تلك اللعبة السخيفة كما انني اطالب مندوبي الصحف للقيام بزيارات مفاجئة للشركات والمؤسسات دون اخذ مواعيد مسبقة مع المسؤولين فيها لكشف التلاعب عن واقع تلك المؤسسات. وقد المحت في كتابات سابقة إلى ان مجموعات كبيرة من الشباب ارتكبت مخالفات اجتماعية بسبب الفراغ ادت إلى احتجازها كعقوبة لها وفي ظني ان معظمها ان لم تكن جميعها من الطبقات الفقيرة مما يجعلني اقترح بأن نحول الاحتجاز إلى مصانع للتأهيل والتدريب العملي حتى نغرس في هذه الفئات ليس روح العمل فحسب وانما نزودها بالتأهيل الذي يعينها على تجاوز ظروفها الاجتماعية والمادية فتكون منطلقا لوثبة نوعية تحتاج البلاد إليها من خلال هذه السواعد الشابة وهذه الخطوة في اعتقادي ضرورية حتى نكون عمليين في تهيئة المناخ المناسب للطلائع الشابة التي يقع على عاتقها دفع موكب الوطن نحو المنافسة الفعلية مع الشعوب الأخرى التي سبقتنا في تطوير امكاناتها الحضارية. والله الموفق.
للمراسلة ص.ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|