أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th August,2001 العدد:10562الطبعةالاولـي الاربعاء 10 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

أضواء
أبو علي مصطفى القائد الذي فقدناه
جاسر عبدالعزيز الجاسر
قدر أبو علي مصطفى أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن يختتم حياته الحافلة بالنضال مستشهداً دفاعاً عن أرضه ووطنه ومبادئه التي ظل وفيا لها طوال عمره النضالي الذي تواصل لأكثر من نصف قرن.
أبو علي مصطفى الزبري الذي ولد في قضاء جنين .. قضاء الاستشهاديين لم يستكين ويقبل العيش متسكعاً في فنادق الخمسة نجوم، فما أن طلبه القائد ياسر عرفات للقدوم إلى ما تحرر من أرض فلسطين.. لبى أبو علي الدعوة وقبل العودة إلى أرض الوطن رغم علمه أن تحرير الأرض قضية نسبية فرغم أن المناطق التي صنفت تحت تقسيم (A)، في اتفاقيات أوسلو تعد من الناحية النظرية أراضي محررة وتسمى بأراضي السلطة الفلسطينية، إلا أنها مخترقة أمنياً من قبل الإسرائيليين سواء من قبل عملائها من بعض الخونة المحسوبين على الفلسطينيين والذين تربوا في أحضان الاحتلال.. أو قدرة المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية بما تملكه من قدرات تكنلوجية زودتها بها أمريكا من الوصول إلى أي قائد فلسطيني.
وأبو علي واحد من المطلوبين من قبل الإسرائيليين مثله مثل غيره من قادة الثورة الفلسطينية الذين قضوا نحبهم من أمثال الشهداء أبو جهاد.. وأبو الهول، وكمال ناصر، يوسف النجار، وأبو اياد وغيرهم من قافلة الشهداء.. ومثله مثل غيره من القادة الذين ينتظرون دورهم في الشهادة دون أن يدخل قلوبهم الخوف.. فأبو علي وكل القادة الفلسطينيين اختاروا وحددوا مصيرهم والأعمار بيد الله إلا أن موت الاستشهاد .. وموت الشرف.. أفضل بكثير من الموت على أسرّة الفنادق .. وأبو علي اختار طريق الشرف، وقدم إلى أرض المعركة رغم أنه بإمكانه البقاء خارج دائرة الخطر..، وهذا قدره.. قدر الثوار الشرفاء.. وتاريخ أبو علي مصطفى كله يشهد على نظافة هذا الرجل الذي لم تغيره انتماءاته الأيدولوجية ولا خلافاته الفكرية مع زملائه من قادة الثورة الفلسطينيين من فصائل المقاومة الآخريين.. قد ظل حتى استشهاده وفياً لمبادئه وأخلاقه العربية والنضالية، فلم تعرف عنه إساءته للآخرين، فقط كان متفانياً في عمله النضالي والذي يحفل سجله بالعديد من العمل الدؤوب منذ بداية عمله السياسي عام 1955م، وانخراطه في العمل الفدائي العسكري منذ عام 1961م حتى استشهاده ظهر يوم الاثنين السابع والعشرين من شهر اغسطس لعام 2001م أي أنه أمضى أربعين عاماً فدائياً يعمل لتحرير وطنه .. ومثلما بدأ العمل شريفا نظيفا استشهد أبو علي مصطفى شريفاً نظيفاً قائداً في قلب المعركة مواجهاً المصير الذي يواجهه مقاتلوه .. رحم الله أبو علي مصطفى.. ورحم الله كل الشهداء الفلسطينيين.
jaser@aljazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved