| العالم اليوم
* تل أبيب «رام الله» د.ب.أ:
هناك فجوة كبيرة في جدار المبني الذي قتل بداخله أبو علي مصطفى الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في رام الله بالصواريخ الاسرائيلية.
ولطخت الدماء الجدران والارضية بالطابق الرابع للمبنى حيث كان يوجد مكتب أبو علي مصطفى.
وقالت امرأة تبلغ من العمر 18 عاما تعيش بالقرب من المبنى «إنها صدمة كبيرة»، وذلك في إشارة إلى الهجوم الذي لم يكن متوقعا على الاطلاق.
ويعتبر الفلسطينيون اغتيال مصطفى «63 عاما» الذي عاد إلى الضفة الغربية بموافقة إسرائيل بعد 32 عاما قضاها في المنفي بالاردن ولبنان وسوريا، عملا تعدى كل الحدود و«تجاوزا لا يغتفر».
وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات في غزة «لقد تجاوزت إسرائيل كل الخطوط الحمراء».
وتحدث أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني أحمد عبدالرحمن عن «إرهاب الدولة» الاسرائيلية وأكد أن مصطفى قتل وهو يمارس أعماله السياسية وليس متورطا في هجمات إرهابية ضد إسرائيل، إلا أن ما تقوله إسرائيل يختلف تماما، فقد سرد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، الذي كان سريعا على غير العادة في الاعتراف بالمسؤولية عن هذا العمل، سلسلة من الهجمات والهجمات المزمعة التي قال إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يتزعمها مصطفى تتحمل مسؤوليتها.
وطبقا لما ذكره المتحدث الاسرائيلي، فإن الجبهة التي تعتبر ثاني أقوى تنظيم في رام الله، وضعت خلال الاشهر الاخيرة العديد من السيارات المفخخة في مختلف المدن الاسرائيلية ولكنها لحسن الحظ لم تنفجر.وقالت المصادر الفلسطينية إن مقتل مصطفى هو عملية الاغتيال المتعمد رقم 53 التي تنفذها إسرائيل ضد من تصفهم بأنهم متطرفون فلسطينيون منذ الانتفاضة التي بدأت قبل 11 شهرا.
ومصطفى أب لخمسة أطفال وكان في مكتبه آخر مرة منذ حوالي أسبوعين.
ولم يستبعد مراقبون فلسطينيون في رام الله أن يكون فلسطينيون هم الذين أوعزوا للجيش الاسرائيلي بأن مصطفى موجود وحده في الغرفة قبل شن الهجوم مباشرة من جانب المروحيات الاسرائيلية.
ويعتقد المراقبون السياسيون أيضا أن اغتيال هذا الزعيم الفلسطيني البارز هو بمثابة تحذير من إسرائيل لسوريا لتتجنب التورط في أي هجمات.
و طبقا للتقارير الاخبارية، فإن عرفات يخطط للقيام خلال أسابيع «بزيارة مصالحة» إلى دمشق حيث يوجد مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وتقول المصادر المقربة من عرفات أن الزعيم الفلسطيني، الذي كان على عداوة مع القيادة السورية لعشرات السنين، يسعى للتقارب مع سوريا.
وعلى النقيض من مصر التي تتخذ موقفا معتدلا، فإن سوريا تقف في جبهة المتشددين داخل المعسكر العربي ودعت في الاجتماعات الاخيرة للجامعة العربية إلى مقاطعة إسرائيل دبلوماسيا واقتصاديا.
ومن جانبه، يحبذ الرئيس المصري حسني مبارك الاستئناف المبكر لمحادثات السلام وإنهاء العنف بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويشعر المراقبون السياسيون في إسرائيل بأن المصالحة المزمعة مع سوريا ربما تكون مؤشرا على أن عرفات استسلم للوضع الحالي وتخلى عن عملية السلام بوصفها قضية خاسرة.
وقتل مصطفى، الذي كان يعاني من متاعب في القلب، ربما يقود إلى زيادة العنف في الشرق الاوسط، فقد جاء في بيان أولي أصدرته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة أن الرد على اغتيال زعيم المنظمة سيكون في أقرب وقت ممكن وأنه سيكون «الأشد في تاريخ إسرائيل».
|
|
|
|
|