| عزيزتـي الجزيرة
ها هو يدلف إلى المسجد الذي ما فتئ يتردد فيه صدى صوته منذ تأسيسه يدعو خير الناس إلى خير عمل بخير نداء.. إنه نداء (الله أكبر).. هاهو يحث خطاه مع بعد المسافة، وعشرات السنين التي يحملها فوق كاهله وكأنما هو ابن عشرين أو ثلاثين .. انظر هاهم الأئمة يتعاقبون على المسجد واحداً تلو الآخر.. وهو ثابت لايتزحزح.. آه.. ولكن ما الذي حدث؟!؛ ما باله لم يحضر هذا اليوم؟.. لقد جئت لأسلم عليه؛ سألت الذي بجواري: أين المؤذن؟.. تقصد «أبا عبدالعزيز»؟.. نعم.. لقد توفاه الله إليه.. وسيغيب ذلك الجسد، وستغيب تلك الابتسامة، وستغيب تلك الدعابات التي كنا نسمعها منه بين الفينة والفينة. وسيغيب ذلك الشيخ الشاب.. وسيغيب ذلك الصوت الذي طالما سمعناه يهتف في جنبات الكون كل هذه السنوات..
هاهم بعض العمالة الوافدة الذين لاتربطهم به كفالة ولا مصلحة يسألون عنه!.. ويسألون عن بيته ليؤدوا واجب التعزية إلى أهل بيته.. وانظر إلى أعينهم؛ وقد انسكبت منها الدموع الحرّى.. فوا عجباً منك يا ابن سحيم.. كيف كسبت قلوب هؤلاء أيضاً؟!.. نعم، لقد كان محل التقدير والاحترام من الصغير والكبير.. ولم لا؟.. وهو يحمل بين جنبيه أبوة حانية .. ومحبة صادقة.. وتواضعاً جماً.. ومعشراً كريماً..
فرحمك الله يا ابن سحيم، وجمعنا بك في جنات النعيم.
خالد آل أحمد - الرياض
|
|
|
|
|