| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الانسان في خضم الحياة وفي غياب العلاقات مع الناس يجد ما يسره وما يحزنه فحين يكون مثلا يقضي لحظات عمره ودقائق زمنه مع صحبه وأصدقائه يتجاذبون اطراف الحديث ويغوصون في أمور شتى ويتفرعون في انواع قضاء اوقاتهم بينما هم كذلك من لقاء الى آخر ومن جلسة إلى اخرى قد يحصل ما يشوب الخاطر ويعكر الجو ثم تتحول الأمور الى عكسية تماما فينقطع اللقاء وينعقد الوجه وتضمحل الصداقة. يعود ذلك الى ما في القلب من كره وإصرار على الموقف وتشبث بالرأي فما ذنب الصداقة والسنين السالفة والذكريات الغالية يقضي على أحلامها سوس نخر في القلب وحوَّله إلى ساحة معتمة مقفرة من الاحقاد ثم الحسد والكره العميق فهو كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب حتى يصل الامر قبحا حين يموت الضمير فلا يؤنب الاطراف المتنازعة او المخطىء فيهم وتتقلب في خواطرهم الذكريات كلها حينما اطلقنا العنان لقلوبنا وتركنا الشيطان يلقي شباكه المتينة عليه فيكون القلب اسيرا لضغوط الشيطان وتحت قبضته ومسرحا فسيحا لسمومه. ولا يقتصر ذلك بين الاصدقاء بل طال وزاد وبالا وعظم شرا حينما يكون بين الأقارب فعندما تكون العلاقات بينهم على أحسن حال واروعه يجتمعون حول كبيرهم يعرفون منه اسرار الحياة يتعلمون منه اساليب التعامل، يربطهم ربطا مباشرا بين الماضي والحاضر يحضهم الى معالي الامور يذكرهم بالله ينصحهم بالفضائل والعرف السليم من الأدب والرجولة، حينها يتعمق بين الصغار حب الاقارب والارتباط بهم والإحساس بالأسرة الواحدة نجاحا وتقدما او هما ونازلة فالروابط الأسرية ونبذ التقاطع والتدابر اوصى به رسولنا صلى الله عليه وسلم بينما العائلات كذا يرتشفون عبق التواصل والترابط ويعيشونه يحصل كذلك ما يربك ذلك ويزعزعه حتى ولو كان احيانا تافها من طرف الصغار مثلا أو نحو ذلك كتضارب الأفكار واختلاف رأي فيحضر الشيطان فتزداد الامور سوءا وتتعقد ثم يقضي على التواصل والتقارب فهذا لم ير عمه منذ سنوات وذلك لا يعرف ابن خاله وهلم جراً.. لكن لو تعقل الانسان ودرس عواقب ذلك ولم يلتفت لوساوس الشيطان لم يحصل ذلك التدابر.
يا أصحاب القلوب المطمئنة اصعدوا بالقلوب الى معالي الامور من الارتباط بالله ومن التعلق بالمساجد ومن ذكر الله ففيه اطمئنان اتركوا سفاسفها من الحقد والبغض والحسد انبذوا الخلاف.. الخلاف شر، وخيركم الذي يبدأ بالسلام. امة الاسلام بأمس الحاجة الى ترابطكم واتحادكم فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وقال صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث (وكونوا عبادالله إخوانا) اخيرا أخي القارىء سعادة الحياة وصفاؤها وتذوق ما فيها من مباحات يحصل بسلامة الصدر ونقائه. أعانني الله وإياكم على إصلاح قلوبنا وتحسين نياتنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
صالح عبدالله القاعان - عنيزة
|
|
|
|
|