| القرية الالكترونية
*تيلمان شتريف (د ب أ):
تخيل وجود انسان صناعي (روبوت) مكون من حاسب آلي ولكنه يبدو تماما مثل البشر بل ولديه مشاعر مثلهم أيضا، هذه هي الصورة التي يرسمها المخرج السينمائي الامريكي، ستيفن سبيلبرج. للعالم في المستقبل غير البعيد في فيلمه الجديد «إيه.آي» الحرفين الاوليين في الكلمتين الانجليزيتين للذكاء الصناعي اللتين أصبح حتى الاطفال يعرفون ما ترمزان إليه فلا أحد يعتبر الموضوع من قبل الخيال العلمي في العصر الحالي بل يبدو أقرب إلى الحقيقة مع مرور كل يوم. ولا أدل على ذلك من مؤتمر عقد مؤخرا في سياتل لمتابعة آخر التطورات في هذا المجال بمشاركة 500.2 من العلماء المتخصصين، وتمثلت أحد أنشطة المؤتمر التي حظيت بشعبية خاصة، وجرت قبل بدء الفعاليات المعتادة في بطولة كأس العالم للرجال الآليين لكرة قدم التي أطلق عليها اسم «روبوكاب» (كأس الروبوت).
واستخدم المهندسون وعلماء الحاسب كرة القدم كنموذج لاثبات أن الآليين يمضون قدما على طريق تحقيق هدفهم في العمل المستقل. فإن الآلي الذي يستطيع إحراز ركلة جزاء صحيحة من الممكن تطويره ليصبح آلة مفيدة في مجال الصناعة.وأشار رمز البرمجة الشهير بيل جيتس. رئيس شركة ميكروسوفت إلى الاستخدامات الملموسة للابحاث التي تجرى في مجال الذكاء الصناعي، واستغل جيتس المؤتمر لإلقاء الضوء على المشروع الرائد الذي تقوم به شركته في تطوير برنامج قادر على استيعاب الحديث المسموع المسجل مثل نشرات الاخبار وتحويله إلى كتابة أو حتى ترجمته فوريا من لغة إلى لغة أخرى.ومن المتوقع أن تطرح شركة ميكروسوفت برنامجها سهل الاستخدام لفك رموز الحديث ووضعه في صورة مكتوبة في الاسواق في غضون الاعوام القليلة القادمة، ولكن ما زالت البرامج المتوافرة حاليا في هذا المجال غير مرضية تماما وبها الكثير من أوجه القصور التي يمكن تحسينها فعلى منصة المؤتمر في سياتل، وقف أحد مساعدي جيتس وقال بصوت مرتفع ربما حان الوقت الآن للقيام بتحدي!.
وكان من المفترض أن تتحول هذه الكلمات إلى عبارة مكتوبة باستخدام النموذج الاولي لأحد أجهزة الاملاء الجديدة، ولكن النتيجة تمثلت في خليط مشوش من الالفاظ يقول «إن التهديدات أصبحت تحديات» مما أثار موجة من الضحكات الخافتة لدى الحضور بل ولدى مساعد جيتس المرتبك.
وأعلن جيتس عن اعتزام شركته استثمار مليارات الدولارات في هذه التقنية كما ستتلقى هيئات علمية أخرى دعما متزايدا في هذا المجال ومن الامثلة الملموسة على هذا الدعم قيام شركة ميكروسوفت بدفع تكلفة إنشاء مركز جديد لابحاث الحاسب في جامعة واشنطن في مدينة سياتل.
وقال جيتس: إنه يشعر بالدهشة إزاء مستوى التطور الضئيل الذي تحقق في مجال الذكاء الصناعي حتى الان. وقال انه يتذكر أنه في فترة السبعينيات كان يسود مناخ من التفاؤل الشديد، وكان الجميع يعتقدون أن المشكلات سوف يتم حلها في غضون خمسة إلى عشرة أعوام.
واضاف قوله: لقد كنت أنا واحدا من هؤلاء المتفائلين ولكن بعد انقضاء خمسة وعشرين عاما. ما تزال العديد من المشكلات الكبيرة تبحث عن حل.
وقال ثيلو فيجل أحد الباحثين الشباب من جامعة ألبرت لودفيج الالمانية في مدينة فريبورج كيف يمكن للمرء أن يصمم جهاز كمبيوتر سوف يتعلم من أخطائه لكي لا يكررها؟ وواقع الامر هو أنه لا توجد هناك إجابات حاسمة بعد لهذه النوعية من الاسئلة.
ويقول فيجل إن علماء الحاسب في فريبورج من بين الضالعين في تصميم فرق كرة قدم من الروبوت الآليين، ويضيف: إن أحلامهم متواضعة حتى الان وسيشعرون بالرضا إذا ما اكتفى اللاعبون الاليون الذين يعتبرون شبه مستقلين في تصرفاتهم بلعب الكرة وعدم مطاردة منافسيهم في أنحاء الملعب لاقتلاع أسلاكهم!
|
|
|
|
|