| القرية الالكترونية
*
*أمريكا خاص:
احتلت مشكلة العام 2000 أو ماعُرف ب«Y2K» حيزاً ضخما من الاهتمام الاعلامي قبل حلول السنة الميلادية 2000 بشكل أصبحت معه تلك المشكلة نجماً ساطعاً في سماء الإعلام وتحولت إلى حديث المجتمع في كل مكان من هذه المعمورة.
ولئن كان البعض يعتقد ان تلك المشكلة تم تهويلها بغرض الاستفادة المادية والسعي وراء الربح المالي الذي يجلبه تقديم الحلول لها. فإن لهم بعض الحق في ذلك كون ان كثيراً من البرامج تمت كتابتها بلغة البرمجة C ومعظم هذا النوع من البرامج تم تحصينها ضد مشكلة العام 2000 إلا انها تعاني من مشكلة تقنية اخرى لها ارتباطها بالوقت وتتمثل هذه المشكلة في مشكلة العام 2038 وهي معضلة تنشأ نتيجة اعتماد البرامج المعقدة على لغة البرمجة C على مجموعة كبيرة من الطرق المعروفة بمكتبة التوقيت القياسي«Time.h» وهذه المكتبة تحديداً تعمل على تأسيس بنية قياسية يصل حجمها إلى 4 بايت لتخزين قيم الوقت وتقديم خدمات اخرى مثل تحويل وعرض وحساب قيم الوقت.
ومثل هذه البنية تعتبر ان بداية الوقت توافق الأول من شهر يناير من عام 1970 عند الساعة الثانية عشرة صباحا، وهذه القيمة تعادل صفراً ومن هنا يأتي اي توقيت او تاريخ يتم التعبير عنه كعدد الثواني التي تتبع قيمة الصفر.
وهكذا فإن القيمة الرقمية التالية «919642718» تعني 919,642,718 ثانية بعد الساعة الثانية عشرة صباحاً من يوم الأول من يناير عام 1970، وبالتالي فان هذا الرقم يعني ان التاريخ هو يوم الاحد الحادي والعشرين من شهر فبراير عام 1999 عند الساعة الرابعة وثماني عشرة دقيقة وثمان وثلاثين ثانية مساء بالتوقيت المحلي للولايات المتحدة الامريكية. وهذه البنية او هذا التصميم تتميز بكونها ذات درجة كبيرة من السهولة والعملية كون انها تسمح بطرح قيمتين اثنتين ومن ثم يحصل الشخص على عدد الثواني والتي تمثل فارق التوقيت بينهما، ومن ثم يمكن للشخص ان يستخدم وظائف أخرى في تلك المكتبة للتعرف على عدد الدقائق، الساعات، الأيام، الأشهر، والسنوات التي مرت في التوقيتين.
وتنبع مشكلة العام 2038 من حقيقة أن البنية ذات الحجم 4 بايت تصل قيمتها العليا الى 2,147,483,647 وهي القيمة التي تتحول بعدها البنية الى المنطقة السالبة وغير الفعالة وهذه القيمة تمثل التاسع عشر من شهر يناير، العام 2038 وهو مايسؤدي الى ظهور بعض المشاكل مع الأجهزة الحاسوبية القائمة على ذلك النوع من البرمجة.
الجانب المفرح مع هذه المشكلة يتمثل في كونها اسهل من مشكلة العام 2000 من حيث اصلاحها عن طريق إعادة تأليف البرامج باستخدام بنية ذات حجم يصل الى 8 بايت للتخزين، وبالتالي فانه ليس هناك من سبب لانتشار القلق الذي لا مبرر له مع هذه المعضلة الرقمية البسيطة!!.
|
|
|
|
|