أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th August,2001 العدد:10562الطبعةالاولـي الاربعاء 10 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

خواطر
السبت القادم
د. عبدالمحسن محمد الرشود
السبت القادم بداية العام الدراسي الجديد، يؤوب الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدراسة.. تبدأ رحلة تعليم ذي مستوى أعلى.. ويلوح في الأفق سؤال كبير. هل تعليمنا يستثمر، ويحقق لتنميتنا ما نريد من تقدم مختلف على جميع المستويات.. هل تعليمنا يصنع إنساناً ذا قيم ومبادىء ومواطنة ويحمل شكلاً وموضوعاً ما يؤهله لخدمة بلاده ونفسه وأسرته ومحيطه الأقرب.. هل تعليمنا يتواكب مع المستجدات المعاصرة، ويساعد على تكوين جيل عملي.. لا نظري حيث شبعنا تنظيراً يأخذ زمام المبادرة في تطوير الاحتياجات الزراعية والصناعية والتقنية والإعلامية والاقتصادية، والعمرانية وغيرها من الاحتياجات المختلفة.. هل تعليمنا بمناهجه ومقرراته يحمل همّ الوطن بالدرجة الأولى وما يريد تحقيقه، هل ينافس تعليمنا تعليم المجتمعات الأخرى الإنسانية من حيث الكمّ والكيف وهو المُهم هل تعليمنا يساهم في فتح المنافذ المغلقة في البنيان الفكري لدى الطلاب.. هل تعليمنا بوسائله المختلفة «يفتح النفس وشهيّة العلم المتنوع لدى الطلاب والطالبات» أم أنه «يضيّق الصدر» ويملّل الطلاب من كتبهم ومقرراتهم ومدرسيهم وسبوراتهم.. هل يملك تعليمنا مناخاً اجتماعياً ودّيا بين الطلاب ومدرسيهم يمثل روح الفريق الواحد وتسود فيه معالم الحب بين الطالب ومدرسته.. هل تعليمنا يساهم في خلق نشاطات ثقافية وفنية وإبداعية بين الطالب بحيث تستحوذ على أوقات الفراغ.. هل تكون المدرسة واحة خضراء بها ملاعب الكرة، وصالات الرسم، واستديوهات الاذاعة والفيديو والصحافة وتحفيظ القرآن الكريم وأماكن لعرض المسرحيات الاسلامية والتاريخية والاجتماعية وتعويدهم على تكوين الشخصية وملاقاة الجموع والانفراد بشيء ما تحققه له المدرسة ليتفرغ له فيما بعد ويتخصص فيه مستقبلاً.. هل تعليمنا يعطي الطالب فرصته لإبداء رأيه فيما يرى من أفكار ووجهات نظر ويناقشه فيما يرى.. هل تعليمنا يبني شخصيات مختلفة أم صوراً إنسانية مُقلِّدة ليس فيها تميز أو انفراد.
ألا نرغب أن يكون أبناؤنا أقوياء الشخصية واثقي العزيمة ومقتنعين بأنفسهم.. فلنحقق لهم ذلك بالتربية والتعليم.
هل تعليمنا يساعد سوق العمل بإيجاد كوادر بشريّة تجعل السعودي قادرا على الاستفادة من معطيات التنمية المعاصرة وما تمر به البلاد من تطورات.
هل يُحسِّن تعليمنا «من خلال مناهجه ومقرراته وأساليبه» من مستوى العلاقة بين الطالب والمدرس ويجعل من المدارس أبا حنونا وأخاً كبيراً وصديقاً حميماً للطالب!! هل هذا ممكن.. وهل هذا صعب.. لست أدري.. لماذا لا نحاول تغيير أساليبنا التعليمية لنرى النتيجة.. لا نريد طلاباً يضربون مدرسيهم. .لا نريد مدرسين يكرهون طلابهم.. المسألة التعليمية أمانة في أعناق الادارة والمدرسين والوزارة بمسئوليها على حدٍ سواء.. والطلاب نتاج تراكمات تربويّة واجتماعية وظروف اقتصادية مختلفة.. لا نريد طلاباً يخترقون النظام، ويتطاولون على المدرسين والادارة ويجعلون من هؤلاء التربويين سواء كانوا معلمين أو إداريين عرضةً للأذى والتهديد!!
هل تعليمنا يراعي الفروق الفرديّة بين الطلاب.. فيتمّ التعامل معهم على هذا الأساس فهذا الطالب موهوب في الكهرباء وذاك في الهندسة وذالكم في الميكانيكا.. وذا طالب يسبح في بحور الفن التشكيلي، والأدب، وآخر يحب الاذاعة المدرسية ومسرحها وآخر يجيد التصنيع. وآخر يقرأ ويجوّد القرآن الكريم.. فلكل منهج يجب الاستفادة منه وتطويره وتشجيعه ليس بالكلام فقط وإنما بتكوين الجمعيات المختلفة في المدرسة فكل اتجاه له جمعية، تعمل وتنجز ويُرفع للادارة التي ترفع بدورها للإدارة العامة للمنطقة وبالتالي يتم متابعة المبرزين ومكافأتهم وحل مشاكل أسرهم «بالتعاون مع الجهات الأخرى المعنية» ليستمر أبناؤهم الموهوبون على مقاعد الدراسة ويُحافظ على هذه المواهب لأنها في الواقع كنز الوطن...
هل تعليمنا.. هل تعليمنا.. أسئلة كثيرة لكنها نظرية مع الأسف.. أين مَنْ يملك التطبيق.. أين مَنْ يملك التطبيق.
alreshoud@hotmail.com.
ص.ب 90155 رمز 11633 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved