| مقـالات
(1)
* * «ليستْ كل الحقائق جديرةً أن تُقال، ولا كلُّ الأكاذيب جديرةً أن تُسمع...
سوزان بروهان
** ** **
* * سواءٌ أكان الأمرُ جيداً أم رديئاً فإن الكاتب الحقيقي يتكلم عن الواقع الذي يعرفه منذ المهد، ولو حاول الهروب بعيداً في الزمان والمكان...
أرنستو ساباتو
** ** **
* * جللاً كما بي فليكُ التبريحُ
أغذاءُ ذا الرَّشأ الأغنِّ الشيحُ
المتنبي
(2)
* * في الرياح المُسْرَجه..
والليالي اللّزجه..
يحكم الصيفُ على الكيفِ
ويُطفي وهجَه...
فتَسوءُ الأمزجه...!
* * *
* * يصدأُ البوحُ إذا الليلُ سجا
وينام الحرفُ في نوحِ الدُّجى..
ويقولُ التيهُ للتيهِ
متى نُحْيي الرّجا؟
* * *
* * بعد أن يدني الشِّتا بون الطريق
وإذا ما الفجرُ حيّاه البريقْ
وإلى أن يصدح الهمسُ
بحلمِ الأمسِ
أشواقِ العشيقْ
حينها تبدو مساءاتُ الهوى
لحناً يفيقْ...
* * *
(3)
* * ما برِح الصيفُ في «وهجه»،
* * وما فتئنا نتهجَّى «خيوطَه» و«خطوطَه»..
* * يسكُننا «هجيرُه» فنهجرُ الجِدَّ، ونهاجرُ إلى الظِلِّ، ونتكىء في مسافات الهروب إلى «مكانٍ» بلا عنوان، و«موعدٍ» دون زمان، و«لغوٍ» يُمنطقه لسان وشفتان..!
* * وقد جاءت أربعاوية العودة في «منتصف آب» محمَّلةً بهمِّ الثقافة «السائحة» (وافهموها كما تشاءون)، وهي ذي أربعاوية «آخره» وقد باتت «ناضجةً» من قيظِ «الصَّحاري» تهيمُ بلا «هُويّة»، وتسافِرُ دون «مَعِيّة»، وتسألُ «الإنسان» في «الهاجرة» عن «هجيراه».. وعن القضية..
* * ولا إجابة...
* * *
(4)
* * يهرب «المرتحل» من نفسِه إلى نفسه، ومن «رقيبه» إلى «حسيبه»، ومن «الوصاية» إلى «الحصانة»..!
* * وفي المجتمعات «الأبوية» يخبو «الضميرُ» أو يغفُو مكتفياً بالسُّلطةِ «الخارجيّة» التي تُحدِّد له ما يفعل وما يذر، ومتى «يقولُ» وماذا ولماذا.. ولا بأسَ إن طال «الصَّمْتُ»، وتقاصر «الصوتُ» فبجانبك من يُفكِّر بالنيابة عنك، ويقدِّر ويقرِّر رغماً عنك.. ويعرفُ «مصلحتك» أكثر منك..!
* * أليس جميلاً أن تَفْرغَ لمعدتك، وتُفْرِغ «عائداتِك» في ملذّات «الأكل والشرب والنوم» التي تمحو «ركض» اليوم، و«جراحَ» القوم..!...
* * وإذن فلا معنى لتعلُّم «العَوْم» في «مركبٍ» لا يَغْرق، و«ثقافةٍ» لاتفرقْ..!
* * أما كيف.. ولماذا..؟
* فلا إجابة..!
(5/1)
* * تُفضي بك «بَكْفيَّا» إلى «بَسْكنتا»، ويستوقفُك «الشَّخروب» فتمرُّ على «ميخائيل نعيمة»، وتتأمل في «خلوتهِ» و«هَدْأته».. ويُسْلمك «الجمالُ» إلى «الجمال»..!
* * لم يمُرَّ به «الصيفُ» فلا موقع له هناك في ذرى «صًِِّنين»، ولا غرو بعدها إن استمتع «الناسكُ» فأمتع ، وأبدع وابتدع، وأضحى مسارُه مزاراً، وكلماته مداراً...!
* * وتتذكرُ «راحلينا» بكل طيوفهم وتبحث عن «عناوينهم»...
* * وتفاجأ.. أن لا جدوى كما لا إجابة.
(5/2)
* * على جانب المائدة في أحد «مقاهي» مدريد «كرسيٌّ» و«كأسٌ» و«مائدة» ولافتةٌ تقول:
* «نأمل عدمَ الجلوس هنا.. السيد «أرنست همنغواي» قادم بعد قليل.....»
* * يقظٌ في ذاكرة «بني عمِّه» كما «قومه»، أما هنا فقد مَرُّوا دون أن يستقرُّوا..
* * وتخطر في ذهنك «كرمةُ ابن هانئ»، و«رامتان»، و«مقهى الفيشاوي»، و«شخروب نعيمه»، وتفترض أن لدينا مثل هؤلاءِ ممَّن كان لهم «ذِكْرٌ» و«فِكْرٌ» وتبحث عن «الذكرى» فلا تجد...!
* * ألم نقل: ضاعت العناوين.. بل ضاع أربابُها..!.. ولماذا.. ؟!
* لا إجابة..!
(5/3)
* * أعاده اسمُ (ضُمَيْر) أكثر من «ألفِ عامٍ» إلى رحلة العودة التي قادت «أبا الطيب» من «انطفاء» الطموح «السلطويّ» إلى «اشتعال» المجد «الذاتي»، ليظل «الشاعر» على المدى «سيِّداً» يمنحُ «سادته» مجداً يقترن «بالذكر» حيناً و«بالشكر» حيناً، وبهما حيناً..!
* * ألغى سيِّدُ السادةِ التاريخ، فكتب حكاياته بنفسه، لتودعه «حلب»، ويدع «ضُمَيراً» إلى «يمينه»، ويكمل فصلاً من «الرواية» مع «أوهام» الشجاعة، وفصولاً مع بارانويا الذات..!
* * انطلق صاحبكم إلى موعده مع «الرمز» شخصاً، و«المكان» متحدثاً وسأل أهل «ضُمَيْر» القرن «الخامس عشر» عن «ضمير» القرن الرابع...
* * وهل المقصود «الجبل» أم «السهل»؟ وأين هو «اليوم»، ولم يُحِيروا جواباً لأنهم ببساطة لم يعرفوا أن «المتنبي» قد مرَّ بهم وخلَّد بلدتهم...!
* * «فاجأهُ» جَهْلُهم، أو ربما «فجعه» عقوقُهم وامتدت بأولاءِ قائمة مَنْ تجاوزوا «التاريخ» فجارتْ عليهم «الجغرافيا»، وربما لو وعوا ذلك لكان لمكانِهم مكانة..!
* * هل يكون «كرسيُّ» «همنغواي» أهمَّ من «ضُمَيرْ» «أبي الطيب»..
* * في الزمن المختلف «نعم»..!
* * أما لماذا.. وإلى متى؟
* * فلا إجابة...!
* * *
(6)
* * في تطوافك «القريب البعيد» تتماثلُ «الصُّور» لدى «بني أبيك» كما «بني عمِّك» مما لم تعهده في «بني الأجانب»..
* * المُهِمّة «وأد» الوقت، والأهمُّ «اختلاقُ» المكانة، و«تلميع» الشكل، و«ادّعاء» الصِّيت، وينتهي الصيفُ «مديناً»، «مُداناً»، ونتحول إلى مجموعة من العابثين الفارغين في نظرِهم وتحت أنظارنا..!
* * ويبتسم «الجميع» من جهلنا فنجهل فوق ما يَحْسبون.. ويأخذُنا التِّيهُ إلى التيه...!
* * أما إلى متى.. فلا إجابة!
* * *
(7)
* * في واجهة «دور النشر» و«المكتبات» التي يترددُ عليها «بنو أبينا» مفرداتُ كتبٍ جديدة تتغيّر «عناوينُها» دون مضامينها إذْ تخاطب «الغريزةَ»، أو تخطِبُ «الاختلاف»...!
* * في «الأولى» رواياتٌ وحكاياتٌ، وأسرارٌ وأسوار، وإذا نضب المُحْدثون عادت بعض الدُّور إلي «القبور» فأخرجت الهالك والمتهالك، وأعادت الشيخَ إلى صباه، فاستدل «الصبيُّ» و«المتصابي»على كهوفِ الليل.. وتراقص مع دفوفِ العتمة...
* * أما «الأخرى» فهي تآليفُ تجاريَّة» ترتزق من محاربة الثوابت، وفيها ما يُثير ويستثير دون أن يتكىء على منطق الحق أو مصلحة الخلق..!
* * ونندفعُ نحوها في بحثٍ عن المفقود، ولو وُجدت لما عََبَأ بها أحد، ولو تجاوزها «الرقيب» لأفلست تلك الدور، ولبحث أصحاب التآليف والتخاريف إن استطاعوا عن مهنٍ تُدِرُّ تِبْراً ولا تُكَلِّف حِبْراً...!
* * وتتساءل بعد ذلك ومعه كما قبله عن معنى استمرار «الرقابة» في زمن «الزّرِّ» المعلوماتي، وتتذكر أنك قد تساءلت وتساءل سواك.
* * وتنتظر ما لا يجيء.. فلا إجابة..!
* * *
(8)
* * لا يمكن أن تسافر وحيداً..
* * فالرفيقُ / الهمُّ إلي جانبك، يوقظك مناماً، ويُسئِمُك فَرِحاً، فيجِدُّ إن هزلت، ويعبسُ إذا ابتسمت، ويُؤلمك سواء أصفوت أم صبوت..!
* * لا معنى لصيفٍ بلا لهب.. وسفرٍ دون نَصَب، واسترخاءٍ من غير عناء..!
* * هل حقُّ «الصيف» هو الصُّحبة..؟ ولِمَ لا نختار صيفاً لا ينتمي الى «صُيوف» العالم الثالث..؟ وهل لنا أن نعيش صيف «الحالمين في شواطىء الهوى، ودهاليز الغِوى...
* * هل هو «الانتماء» يرفض الغياب..؟
* * وهل يمكن عدُّ ذلك «فعلاً»؟... وإن كان فأين رد الفعل..؟
* * وتتصل الاستفهامات...
* ولا إجابة...!
* * *
(9)
* * تظن أنك نأيتَ بعيداً أو طويلاً.
* * وتتوقع أن قد تغيَّر في «الرتابة» شيء.. فإذا «الشارعُ» بلا نهاية، و«الناس» دون غاية، و«البيت» دون ضوء، و«العمل» من تقليد إلى تقليد..!
* * تُلفُّ «المكتبات» ولا جديد، وتشتري صحف «اليوم»، وتجد «الغد» يكرر «الأمس»، وتتيهُ في «الزّحام» تبحث عن «وجوهٍ» مختلفة، أو «لغةٍ» معبّرة أو «روحٍ» عربية منتصرة..
* * وتعتب على «الصّيف» الذي استطال على «الملامح» وأنسانا «الملاحم»..!
* * وتسأل:
إلى متى...؟
* ولا إجابة..
* * *
(10/1)
* * روي عن «غالب هلسا» أنه عاب على «روائي» ذائع كتب خمسمائة صفحة ليقول «فقط»: «إن الصِّهيْونية رديئة»..!
* * وإذا رأيتم في «أربعاويتي آب» مثل ذلك فالتمسوا في «الصيف» تبريراً، وإذْ اعتدنا على من نُحمِّله «أوزارنا» فلا أقدر من قيظٍ «ثالثي»(نسبةً إلى العالم الثالث) لن يستطيع «مُحاجةً» أو يُسرف «لجاجةً»..!
* * احتملْنا «الصيف» فلا «مُشاحة» إن احتمَلَنا في المقابل.. ويكفيه أن يمتلك «يداً» ونمتلك «ألسنة»، وسوف نهزمه «بالصوت» الذي نجيده الآن كما هَزَمنا «هو وسواه» بالفعل الذي كُنّا نجيده بالأمس..!
(10/2)
* * وبعد..
** فالجواب: ما تقرءونه لا ما ترونه، وقد اكتفى «غرماؤنا» بما نرى دون أن نتكلف حتى عناء «القراءة»..!
* * هل الكلمة مجرد حبَّةِ «رملٍ» ساكنة..؟!
* * لا إجابة! بل «ابتسامة» الخلاص:
* شمسُ «آب» تؤذن بالغياب!
ibrturkia@hotmail.com
|
|
|
|
|