|
| مقـالات
لو طلب منك أن تمارس أي عمل ولا تجد فيه متعة أو فائدة فإنك حتما ستعرض وتحمد الله الذي متعك بعقلك لتميز وتعرف ما يفيدك وما لا يفيدك.. ولكن لو طلب منك أن تمارس عملا وقيل لك انك ستجد فيه الكثير من الفوائد وكثيراً من المتعة ولم تفعل ذلك فماذا ستقول عن نفسك في هذه الحالة وماذا يقول عنك الآخرون؟ أولها انك وهم ستقولون عن نفسك بأنك مجنون..
إذن لماذا نمارس هذا الجنون في كثير من الأحيان؟ لماذا لا نستمتع بنعمة العقل؟.
وهذا المساء سأفترض أنني أخاطب قراء عقلاء لأقول لهم «دعونا نمشي» ففي المشي الكثير من الفوائد والكثير من المتعة وقبل أن تجيبوا دعوتي دعوني أحدثكم قليلاً عن فوائد المشي الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية..
فالمشي هو الرياضة الوحيدة التي لا تكلفك مالاً فأنت لا تحتاج للاشتراك في نادٍ ودفع رسوم اشتراك لتمارس المشي في مضمار النادي ولا يحتاج إلى أجهزة مثل تمارين الحديد والجمباز ولا يحتاج الى وقت محدد لممارسته ولا يحتاج ان تحرك سيارتك لتذهب الى مكان بعيد لممارسته وكل المطلوب منك هو أن تحفز نفسك قليلا وتطلق قدميك للريح في أي مكان «صحراء كانت أو بستاناً».
وللمشي فوائد صحية كثيرة لا تعد ولا تحصى لا يحضرني هنا إلا القليل فقد قال الطبيب العالمي مجدي يعقوب أخصائي أمراض القلب ان من يمشي نصف ساعة يوميا لا يصب بالجلطة أو أي مرض من أمراض القلب بإذن الله...
وكذلك المشي ينشط الدورة الدموية ويحرق الشحوم ويساعد الجسم في التخلص من السموم والخلايا الميتة كما أنه يقوي العضلات ويمنح المزيد من النشاط والحيوية ويساعد على النوم العميق ويمنح الجسم قواما متماسكا رشيقا.
وكذلك المشي يساعد في قضاء وقت ممتع سواء كنت وحيداً أو يرافقك صديق فتتجاذبان أطراف الحديث من الأمور اما إن كنت وحدك فإنك أثناء المشي تستطيع أن تنظم تفكيرك ويساعدك في اتخاذ أي قرار بشكل مدروس حيث ان المشي لوحدك يمنحك الفرصة للتفكير بعمق دون أن يشغلك أو يقطع تفكيرك أي عارض فتتناول الموضوع الذي تفكر فيه من كافة جوانبه حتى تصل إلى القرار الصائب الذي ستتخده.
وعندما تمشي وحدك بإمكانك الاستفادة من هذا الوقت في التفكر في خلق الله والكون وأيضاً بإمكانك ان تجعل لك ورداً تذكر الله فيه كثيرا فكلنا مقصر في هذا الجانب وبذكر الله تطمئن القلوب وتستكين وتهدأ فتسبح الله وتحمد الله وتكبر الله وتستغفر الله وتصلي على المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد قال لي أحدهم انه خلال الساعة الواحدة من المشي يبلغ ورده فيها من الذكر أكثر من ألف ما بين تسبيحة وتحميدة وتكبيرة واستغفار فكم بالله تكسب من الحسنات والأعمال الصالحة.
وكذلك خلال المشي تستطيع أن تحاسب نفسك حسابا هادئا فتراجع جميع ما قمت به من أعمال دنيوية وأخروية وتحاول أن تعاهد نفسك على تصحيح أوضاعك التي لم تعجبك وكذلك تدرس وتفكر في وضعك في المستقبل وتضع الخطوط العريضة لذلك.
والمشي لمدة نصف ساعة يومياً أكثر من رائع وليكن ذلك في المساء أو الصباح الباكر لمن أراد أن يزيد أكثر من ذلك فلا بأس بل سيحقق فوائد أكثر المهم أن الانسان عندما يبدأ المشي يبدأ تدريجيا خمس دقائق ثم عشر ثم 15 دقيقة وهكذا يزيد تدريجيا حتى يكسب لياقة جيدة ولا يصاب بتمزق أو شد عضلي مفاجئ لأن عضلات الجسم متراخية ثم بعد ذلك يفعل ما يريد.
إذن أليس في المشي فوائد جمة جداً جداً ومتع كثيرة.. وأذكرك بمطلع هذه الزاوية فأقول دعونا نمشي لنكون أكثر عقلا ولا نكن من الصنف الآخر الذي يعلم أين مصلحته ولكنه لا يفعل ذلك.
* * لافتة :
عندما تنوي القيام بعمل ما لا تنتظر أن يفعل الآخرون ذلك ثم تتبعهم ولكن قس الأمور بمقاييسك فمتى ما وجدت أن ذلك العمل رائع فأقدم عليه ولا تردد فسوف يتبعك الآخرون.
|
|
|
|
|
