أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th August,2001 العدد:10562الطبعةالاولـي الاربعاء 10 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

المسألة المقدونية مصدر الصراع الدائم في البلقان
ملتقى الحدود الساخنة والقوميات المتنافرة
زياد الصالح
تعتبر مقدونيا في نظر معظم الاستراتيجيين الدوليين الشرارة الاخطر في البلقان كله، ومن هذا المنظور كانت الدولة الوحيدة من بين كل جمهوريات يوغسلافيا السابقة التي رابطت فيها قوات امريكية ابان الحرب في البوسنة.. كما ان المسألة المقدونية كانت دائمة متجذرة في صراعات وحروب البلقان على امتداد التاريخ حتى حصلت على الاستقلال بشكل لم يكن منتظرا ابدا، لكنه حصل في خضم انهيار يوغسلافيا الدموي، التي فتحت ملفات البلقان القديمة من جديد الامر الذي جعل دول الجوار تتقبل ذلك الاستقلال على مضض، مع بقائها رافضة له في قرارة نفسها لأن مقدونيا منطقة كانت ولا تزال محل نزاع وعداوة تاريخية دامية، وكانت مسرحا لحربين ضاريتين في البلقان اولها حرب البلقان الاولى من 1912 التي دارت رحاها بين دول البلقان ضد العثمانيين ثم حرب البلقان الثانية سنة 1913م التي دارت ضد البلغار بتحالف صربي يوناني تركي، لاخراج بلغاريا من مقدونيا.
لقد كانت مقدونيا تاريخيا المنطقة الاكثر تعقيدا وكانت مسرحا لتنافس حاد ودموي للاطراف الثلاثة المجاورة لها وهي صربيا وبلغاريا واليونان، من اجل التوسع والنفوذ والسيطرة في المنطقة، فأحلام صربيا الكبرى وبلغاريا الكبرى واليونان الكبرى والبانيا الكبرى لا تزال تدور في الخلد، وتبحث لها عن مسوغات لتحقيقها، لكن الظروف العالمية الحالية قلصت ذلك الصراع ليتحول الى صراع داخلي بين السلاف المقدون والالبان الذين دخلوا حلبة الصراع في مقدونيا لأول مرة، ولمعرفة جذور هذا الصراع الجديد وخلفياتها الضاربة في عمق التاريخ لتتضح أمامنا الصورة كاملة بأبعادها وسينايورهاتها المستقبلية نعود الى الجذور التاريخية لتلك المسألة.
الجذور التاريخية للمسألة المقدونية من الناحية الاستراتيجية تتمتع مقدونيا مناظرها الطبيعية الخلابة وجبالها الرائعة وبحيرتها البديعة ومعالمها الاسلامية التاريخية ومن اهم ما يميزها انها ملتقى الطرق القادمة من الجنوب والشمال والشرق والغرب مما يعطيها اهمية استراتيجية كبرى.. وفي القرون الوسطى سيطرت الامبراطوريات البيزنطية والبلغارية والصربية على المنطقة حتى دحرهم العثمانيون الذين حكموها
خمسة قرون متوالية لم تعرف فيها أي أزمات أو ظلم أو اعتداء، بعد أن انتشرت بين قومياتها معاني التعاون والإخاء والحب والاحترام، وفي ظل ذلك العهد ازدهرت تلك المنطقة بعد أن أخرج أهلها من ظلمات الغطرسة والظلم والعبودية التي مارستها في حقهم الامبراطوريات السابقة.
أما من ناحية الأزمة والصراع فيكمن في تركيبتها ومنشئها الجغرافي، والديمغرافي، فهي في نظر المؤرخين والمختصين، منطقة وليست وطناً لقومية معينة تجمعها مقومات وصفات معينة، والأدق من ذلك أنها منطقة لتشكيل متعدد من القوميات مختلفة عن بعضها البعض في اللغة والدين والأصول القومية والتاريخ وليسوا في حقيقة الأمر سوى امتداد لشعوب وأوطان مجاورة، وتتكون هذه المنطقة من ثلاثة اليونانية وتقع (Aegean Macedonia) مناطق كل منها يسمى مقودنيا: فالأولى هي مقدونيا إيجيان البلغارية وتقع جنوب غرب بلغاريا، ( Pirin Macedonia) شمال اليونان الثانية مقدونيا بيرين الصربية نسبة الى نهر فاردار وتقع جنوب يوغسلافيا (Vardar Macedonia) والثالثة مقدونيا فردار قبل استقلال السابقة.
لقد كانت مقدونيا في عهد العثمانيين تتكون من قوميات متعددة مثل اليونانيين والبلغار والألبان والغجر والأتراك والفلاش والصرب، وبالرغم من هذه الفسيفساء الإثنية التي يصعب تعايشها، فقد شهدت تلك المنطقة استقراراً طيلة خمسة قرون، وشهد على ذلك العديد من المؤرخين المنصفين، وبعد إنهاء الوجود العثماني انطلقت شرارة التناحر من قبل الدول المجاورة الكبرى وهي صربيا وبلغاريا واليونان لتقسيم تلك التركة، ولم تختلف اليوم حيثيات وأسباب تلك الأزمة منذ مئات السنين، لقد قامت كل من صربيا وبلغاريا واليونان منذ عام 1820 بحملات للسيطرة على مقدونيا بذريعةحماية أقلياتها هناك، وقامت مرات أخرى بتحريض تلك القوميات على التواجد العثماني، أو الحركة الثورة الداخلية كأول أداة تنشئها بلغاريا عبر السلاف (IMRO) وقد عرفت أول حركة المقدون البلغار، لتهيئة ضم تلك المنطقة لها، ولربما كان الحزب الحاكم في مقدونيا حاليا والذي يطلق على نفسه الحركة الثورية الداخلية امتدادا لها..، حتى كانت حرب البلقان الأولى سنة 1913 التي خاضها الصرب واليونانيون والبلغار ضد العثمانيين بدعم من الدول الأوروبية، وبعد انهزام العثمانيين، تنازعت تلك الدول فيما بينها في حق ما سمته بحق الحرب والإرث التاريخي، وهي مصطلحات يقصد منها تقسيم مقدونيا وألبانيا على تلك الدول، والتي انتهت الى معاهدة بوخارست التي سيطرت فيها ألبانيا ومقدونيا، وكان ترسيما مجحفا قائماً على منطق القوة، وتبادل المصالح بين الدول الكبرى ودول البلقان على حساب، وكان الألبان الوحيدون الذين دفعوا ثمن ذلك بحيث قسمت أراضيهم لتقدم لتلك الدول المنتصرة على العثمانيين بعد حرب البلقان الأولى سنة 1912 1913 التي خاضتها كل من اليونان وصربيا وبلغاريا وانتصارها على العثمانيين، تحول الصراع فورا بين هؤلاء الفرقاء في نزاع حميم حول تقسيم مقدونيا، لكن بلغاريا استطاعت وبدعم من الألمان السيطرة على هذه المنطقة، فتحول الفرقاء الباقون وهم صربيا واليونان بالإضافة الى تركيا العدو المنهزم الى حلفاء لدحر البلغار، فكانت حرب البلقان الثانية 1913، وتلتها معاهدة بوخارست التي تم فيها رسم الحدود للأراضي التي أجلي عنها العثمانيون فتم تقسيم مقدونيا على كل من اليونان وصربيا، وحرمت بلغاريا التي تحتفظ بأغلبية سكانية فيها إلا بقسط ضئيل، كما قطعت مساحات كبرى من ألبانيا وقدمت بسكانها الى صربيا واليونان كعربون تحالف مع الدول الكبرى الغربية، ثم تلاها سنة 1914 مؤتمر لندن الذي زكى ذلك الترسيم والتقسيم وأضفى عليه الشرعية الى يومنا هذا والملاحظ في هذا، التقسيم انه لم يراع فيه التنوع الإثني الموجود في تلك المناطق وإنما تم على أساس السيطرة وتبادل المصالح وروح الانتقام مما تسميهم تلك الدول مخلفات العثمانيين، ويقصدون بهم المسلمين من الألبان والبوشناق والسنجق.
عودة المسألة المقدونية في ثوبها الجديد استمرت المحاولات في تقويض هذه الوضعية من قبل بلغاريا التي هضمت حقوقها في أرض أغلبية سكانها من البلغار، وقد أدى بها ذلك الى التحالف مع الألمان خلال الحربين العالميتين حتى تمكنت من قبل هذا الوضع عبر السيطرة طيلة تلك الفترة على منطقة مقدونيا الصربية المسماة مقدونيا فردار، وفي الثلاثينيات قام اليونان بإجراءات خاصة في منطقة مقدونيا التابعة لها (إيجيان مقدونيا) حيث طردت السلاف المقدون واستبدلتهم بتوطين يونان مطرودين من آسيا الصغرى.
وأثناء الحرب الباردة استقر الوضع في مقدونيا تبعا لمتطلبات وظروف تلك المرحلة التي تكتل فيها الشرق والغرب في قطبين متجابهين، وكانت معظم دول البلقان ما عدا اليونان ضمن الكتلة الشيوعية.
لكن وفي خضم ذلك الهدوء الذي خيم على تلك المنطقة كان للرئيس اليوغسلافي السابق جوزيف بروز تيتو استراتيجية أخرى عمل على تطبيقها طيلة فترة حكمه، من أجل إخراج تكتل قومي ذاتي في مقدونيا يكون أساسه البلغار منفصلا عن بلغاريا قطعا للطريق أمام حلم ضمها في المستقبل، وبالفعل تشكلت هذه القومية الجديدة من السلاف المقدون التي تتكلم لغة بلغارية بالاضافة الى الصرب السلاف، وقد أصبحت تجمعهم قواسم مشتركة هي اللغة اليوغسلافية والمذهب الأرثوذكسي والأصل السلافي، وترك الألبان الذين يشكلون التجمع الثاني في مقدونيا كأقلية ومواطنين من درجة ثانية، وبالفعل فقد نجحت خطة تيتو في مقدونيا، حيث أصبح المقدون يشعرون بأنهم قومية منفصلة نوعا ما عن بلغاريا ولا يرغبون في الانضمام اليها مفضلين الاستقلال، بعد انهيار يوغسلافيا ظهرت المسألة المقدونية التي ظلت تحت الرماد عشرات السنين من جديد، وهي المسألة التي ظلت حية، ولم تقض عليها عاتيات الزمن، وعادت ا لدول المجاورة الى أحلامها التوسعية عبر مقدونيا، وقد تفاوتت ردود الأفعال عندما تشكلت تلك الدولة الفتية على انقاض ذلك الركام من الأزمات والأحقاد والإشكالات التي لم تحسم منذ زمن سحيق، وإذا كانت صربيا قد انشغلت بحربها في الجمهوريات التي تقطنها أعداد كبيرة من الصرب في كرواتيا والبوسنة والهرسك وغضت الطرف عن استقلال مقدونيا دون إرقة دماء، فإن بلغاريا حاولت ضم القومية البلغارية إليها لكنها واجهت خيار الاستقلال لدى المقدون وهو الخيار الذي دعمته بشدة الدول الغربية، أما اليونان فتصرفت وكأنها لا تزال في عام 1913م حيث شنت حملة من الاحتجاجات الدولية بمنع الاعتراف بمقدونيا وقامت بضرب حصار عليها عبر إغلاق ميناء سالونيكا المنفذ البحري الوحيد لمقدونيا، مشترطة تغيير «اسم مقدونيا» الذي تعتبره اسما لمنطقة يونانية في الشمال، حتى لا يؤدي ذلك الى مطالبة مقدونيا لتلك المنطقة في المستقبل.
إن كل هذه الأوضاع والأحداث لم تكن هي الأدوات المباشرة للنزاع الجديد، لقد ظهر عامل جديد كان منسيا في أصل المسألة المقدونية، وهذا العامل وإن كان داخليا فإنه في حقيقته منتشر في معظم دول البلقان، إن حركة الألبان المتناثرين من جنوب الجبل الأسود الى غرب اليونان في ولاية الجنينة التي اقتطفت من الألبان مرورا بكوسوفا ومقدونيا، قد تكون انتفاضة مدمرة لتلك الدول التي همشت تواجده وغضت الطرف عنه .يقول المختصون إن استقلال مقدونيا سنة 1991 لا يمثل أكثر من حادثة مفاجئة ويعتبرونه اختراعاً مزيفاً للتاريخ، لأنها لا تمتلك أي تجانس أو تماثل اثني أو مقومات شعب مؤهل لتكوين دولة.
لكن قد يكون ذلك أسلم الحلول وأخفها على المجتمع الدولي من نزاع بين الدول المجاورة لا يمكن التحكم فيه، وهو الحل الذي دفع ثمنه الألبان ضحية مرة ظلم وتهميش واحتقار بعد ظلم اليوغسلاف الصرب.
ولم يجد الألبان الذين يمثلون أكثر من الثلث بداً من التخلص من كابوس الظلم إلا عبر الكفاح، اقتداء بكفاح البوشناق المسلمين والكوسوفيين، هي الحقوق التي لم يتمكنوا من المطالبة بها في ظل القهر اليوغسلافي الشديد، واضطروا للتكيف مع تلك الأوضاع بالرغم من إجحافها وظلمها لضعفهم وسطوة الدولة التي تتحكم فيهم، وبعد استقلال مقدونيا وجد الألبان أنفسهم بعد كل السنين وعاتيات الزمن في دولة ضعيفة تشكلت عبر تنوع عرقي غير متجانس ، ذات اقتصاد بال ومشاكل تاريخية كبرى، فطفت على السطح المسألة الألبانية داخل المسألة المقدونية نفسها، ومنذ ذلك الوقت تحولت أدوات الصراع والنزاع لتصلح داخلية مشحونة من الدول المجاورة، وهنا كانت المسألة الألبانية مسألة بلقانية شاملة ممتدة من كوسوفو الى مقدونيا مرورا بالجبل الأسود قاطع الألبان استفتاء 91 الذي جرى في مقدونيا وأدى الى استقلالها سنة 1992 وأعلنوا فورا وبدون أي مقدمات عن قيام دولتهم المستقلة التي حمل اسم «جمهورية إيليريا» نسبة الى شعب الإيليرية الذي ينحدر منه الألبان، واعتبرت هذه خطوة أولى نحو الانضمام الى ألبانيا، وفي خضم هذه التطورات بدأ الكره والتفرق يسري بين الجمعان، حتى تسرب ذلك الى حكومة سكوبيا التي يسيطر عليها السلاف ، فأغلقت الأبواب والفرص أمام الألبان عقوبة لهم على هذا الموقف، وضيقت عليهم السبل من أجل إما اضطرارهم الى الهجرة الى ألبانيا، أو إسكات صوتهم، وكانت حكومة الرئيس المقدوني السابق كيرو غيلغوروف تحمل نفس الهتافات العنصرية والشعارات القومية التي في نهايات القرن التاسع عشر، مثل مقدونيا للمقدونيين TMRO حملتها حركة الثورة الداخلية السلاف، وقد تطورت هذه الازمات الى مشادات حول مسائل الثقافة والرموز والشخصية المستقلة التي طالب بها الالبان كرفع العلم الالباني على المباني وهو ما اعتبرته سكوبيا مسا بسيادة مقدونيا ثم تطور الامر الى منع الالبان من الوصول الى الدراسات العليا بجامعات سكوبيا بحجة عدم اتقان، اللغة المقدونية «البلغارية» مما حدا بالالبان الى انشاء جامعة خاصة بهم في مدينة تيتوفا، لم تحظ الى الآن باعتراف من الحكومة المقدونية ثم قام الالبان بمظاهرات صاخبة للمطالبة بالمساواة في الوظائف المدنية، ثم تطورت الاحداث بعد تعنت الحكومة المقدونية في معالجة مظاهر الظلم هذه مستأنسة في ذلك على صمت الغرب وغض طرفه لانشغاله بمسائل البوسنة والهرسك ثم كوسوفا لكن الامر سرعان ما تطور الى مشادات مسلحة في يوليو من عام 1997م عندما رفع المقدون والالبان السلاح في وجه الشرطة المقدونية لأول مرة. فبعد ان شهدت مدينة غوستيفار مظاهرات عارمة تدعو الى الحق في رفع العلم الالباني، فجابهت الشرطة المقدونية هذه المظاهرات باطلاق النار على المتظاهرين حتى تحولت الى مذبحة راح ضحيتها الكثير، واحدثت شرخا كبيرا في العلاقة بين الجانبين وعمقت الجرح لدى الالبان الذين وجدوا انفسهم في وضعية اللا عودة ثم كانت احداث كوسوفا قد مهدت الطريق نحو البان مقدونيا، في انطلاق الكفاح المسلح الذي اعلنه جيش التحرير الوطني، ولم يكن هذا الجيش وليد الصدفة، بل كانت الفكرة حاضرة لدى الالبان منذ استقلال مقدونيا وقد ساهم جيش تحرير كوسوفا الذي كانت له قواعد خلفية مهمة في مقدونيا من (NALF) والحركة الوطنية من اجل تحرير كوسوفا (PMK) بينها الحركة الشعبية من اجل كوسوفا في بناء جيش التحرير الوطني.. ولا، (NF) والجبهة الوطنية (PNUA) والحزب الوطني لوحدة الالبان التي (Zeri e kssoves) يخفي الالبان عن نيتهم في تقسيم مقدونيا، فلقد كتبت صحيفة صوت كوسوفا تمنع حكومة سكوبيا دخول مقدونيا قائلة: على الالبان الاتحاد بأي وسيلة ولو بالكفاح المسلح.. وكتبت كذلك، عن احداث تيتوفا سنة 98 قائلة: ان تلك الاحداث لم تكن مأساة او لم تحل الايديولوجيات المتعاقبة على البلقان الاشكالات الاثنية واشكالات الارض وترسيم الحدود التي تمت عبر القوة وبسبب ذلك ظلت احلام التوسع والسيطرة وبسط النفوذ لانشاء صربيا الكبرى وبلغاريا الكبرى والبانيا الكبرى واليونان الكبرى قائمة ولم تمت، وكلما سنحت ظروف داخلية وخارجية وتداعت مسبباتها السياسية او الاقتصادية فإنها تعود مرة اخرى الى السطح بكل ما تحمله من مآس ودماء، لأنها مسائل تجذرت في تاريخ وقيم وديانات تلك الشعوب واصبح من الصعب حسمها عبر المؤتمرات الدولية والبعثات العسكرية.
إن مسائل التنافس الاثني والنمو القومي والتناحر على الارض، هي العوامل الحية التي ستؤدي الى انهيار مقدونيا في المستقبل على غرار يوغسلافيا وهي ملفات لا تريد الدول الكبرى فتحها لان مقدونيا محل اطماع ومطالب تاريخية للدول المجاورة لها، واذا كان الصرب والمقدون السلاف قد استطاعوا التعايش للقواسم المشتركة بينهم فإن الالبان لم يندمجوا مع هؤلاء على مر التاريخ، واصبحوا الآن مع البان كوسوفا يشكلون جبهة ملتهبة في وجه السلاف الاورثوذوكس لا يمكن لتواجد القوات الدولية او الاتفاقيات السلمية ان تسكتها او تطفئ نارها ما دام اصل المشكل لم يحسم وما دام لمجتمع الدولي يكيل بمكيالين في مسائل حساسة مثل هذه.
*نائب المدير الاقليمي للأتحاد العالمي للصحافة والاعلام لندن

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved