أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th August,2001 العدد:10562الطبعةالاولـي الاربعاء 10 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

وسميات
حتى أنيس.. يلخبط
راشد الحمدان
أنيس منصور.. من أشهر كتاب العصر.. يتكلم في كل شيء.. يتحدث عن كل شيء. يقرب آراء البعيدين.. ويستخرج زبدة اللقاءات بين العلماء والمخترعين، ويقرب ذلك للقراء.. له مجموعة متنوعة وعديدة من الكتب، لكن يبقى كتاب (حول العالم في مائتي يوم) أشهر كتبه.. كتب عن أهل الأرض وكتب عن أهل السماء. كتب عن الذين يعيشون في الادغال وفي الكهوف ورحل إلى أصقاع من الدنيا.. قد تكون وقد لا تكون معروفة ومشهورة، وقابل أنواعاً من الناس من أهل السياسة وأهل الرئاسة.. والعلماء والأدباء والجمال أيضاً، والفلاحين وتحدث عن مصر كثيراً.. دودة كتب، يقرأ كما قرأت عنه من الخامسة صباحاً حتى العاشرة، لا يمل القراءة ولا الكتابة، يكتب في كل الفنون، وإن كان يميل إلى الفلسفة وهي تخصصه، لكنه يكتب في كل شيء، وصل إلى مرحلة من الجنون في الكتابة واختراع الأفكار ويحصلها عادة المولعون بكثرة الاطلاع، والتخصص في الكتابة اليومية.. تعلم عدة لغات ساعدته كثيراً على أن يخاطب أجناساً من البشر، وتعلم أيضاً لغة الحيوانات. هكذا لأنه يكتب عن القرود والفيلة والأسود والنمور والحشرات، لأنه يكتب عنها حسب الآراء العلمية التي قرأها.
آخر كتاب قرأته له هو «نحن كذلك» وهو مجموعة من زاويته مواقف لكنها زاوية مثل بني آدم.. مرة شباب ومرة كهولة، ومرة شيخوخة. وهكذا الجهد الفكري لدى الإنسان.. لكن يظل هذا الأنيس متميزاً بالبحث والتنقيب.. في الأروقة السياسية والمؤتمرات العلمية واللقاءات الأدبية وهو صريح في نقده وهو متناقض في تفكيره، يرقى إلى درجة المفكرين العباقرة ويهبط إلى درجة بياعي الطعمية التي هي الغذاء الرئيسي للبسطاء من الناس، لكنه عندما يفعل ذلك يقدم لنا كثيراً من الأوصاف المأساوية لنوعية من الناس، هكذا.. حظهم.
قرأت كتابه هذا وهو لذيذ يجبرك على المتابعة حتى لو غالب عينيك النعاس حتى وصلت إلى زاويته عن الإمام الشافعي واستاذه كما يقول سقراط: قال عن سقراط إنه قال لأحد تلاميذه الذين لا يتكلمون عندما يسألهم قال لواحد من هؤلاء تكلم حتى أراك. وقد يكون محقاً لأنه أقرب منا لسقراط هذا،لكن الذي قرأناه أنه قالها لرجل كان يمشي بجانبه متبختراً رافعاً صدره مزهواً بجسمه فأحب سقراط تحجيمه ورده لطبيعته فقال: يا هذا.. تكلم حتى أراك. ثم روى قصة الإمام أبي حنيفة مع الرجل ذي الملابس الزاهية. وكان الإمام يشتكي من رجله فلما دخل عليه.. كف رجله احتراماً للرجل.. فلما سأل الرجل. وقال: يا إمام متى يفطر الصائم؟.. قال أبو حنيفة: عندما تغيب الشمس. قال الرجل: وإذا لم تغب الشمس؟ فنظر إليه وعرف أنه «مافي الخرج أحد» قال الآن يمد أبوحنيفة رجله ولا يبالي. وقد نسبها للشافعي.. أقول: كثير من الكتاب المشهورين يلخبطون.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved