| العالم اليوم
لم يدع الرئيس بوش أية فرصة للعرب، معتدلين أو عقلانيين أو راديكاليين لتبرير المواقف الأمريكية المعادية للعرب، فالسيد جورج بوش يتمادى في السقوط في أحضان الصهيونية متجاوزاً كل الرؤساء الأمريكيين السابقين من جونسون إلى كلينتون وهو لا يكتفي بمطالبة ياسر عرفات والفلسطينيين بالتحول إلى حراس أمن لجلاديهم، بل يطالب الدول العربية مجتمعة بالتخلي عن حقوقهم وإغفال عنصرية الصهيونية وتجاهل كل ما يفعله الاسرائيليون من تمييز وعزل عنصري في الأراضي المحتلة واتخاذ مواقف ضد الواقع في مؤتمر ديربان في جنوب افريقيا، وهكذا يتجاوز السيد بوش كل الرؤساء الأمريكيين المتواطئين مع إسرائيل ويتحول بملء ارادته إلى «بوق إعلامي» لإسرائيل فنرى انه في كل تصريحاته يردد ما يقوله ارييل شارون، وكان من الممكن أن يتجاوز المتلقي العربي تصريحات وأقوال بوش لو كانت تحمل نوعاً من الذوق أو المنطق أو حتى المجاملة الدبلوماسية، إلا أن هذه التصريحات تشكل تهديداً ووعيداً للفلسطينيين الذين يمثلون في هذه المرحلة ضمير الأمة العربية ولذا فإن من الواجب رفع الصوت العربي عاليا وإفهام بوش والأمريكيين جميعاً بأن الموقف الأمريكي الحالي معادٍ للعرب جميعا وليس للفلسطينيين فقط وأن الموقف الأمريكي المطلق معاد للسلام ومقاييس المنطق والأمن الدولي،
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|