| الريـاضيـة
* دبي أ ف ب:
أرخت الجولة الثانية من الدور الثاني للتصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال 2002 في كرة القدم بظلالها الثقيلة على المنتخبات العربية، السعودية والعراق والامارات وقطر، ووحدها البحرين عرفت كيف تحفظ ماء الوجه، في حين كانت عمان تراقب بانتظار الجولة الثالثة.
وكان الفشل شبه معمم في هذه الجولة، وموجعا في بعض جوانبه بعد ان تفاوتت نسب الرضا في الجولة الاولى التي يمكن الاعتقاد بانه كان لها ما يبررها على اعتبار ان رهبة البداية قد يكون لها اثرها، فضلا عن ان النتائج لم تأخذ منحى خطيرا كما حصل في الجولة الثانية.
وزادت نتائج الجولة الثانية الخوف من تقلص الآمال العربية، مع ان الحديث ما يزال مبكرا عن التأهل، بعد ان كانت التجربة مؤسفة في القارة الافريقية التي سيمثل العرب فيها منتخب تونس فقط.
فمع بداية التصفيات، ندم القطريون على إهدار نقطتين أمام عمان في الدوحة وأعطوا موعدا للتعويض في الجولة الثانية التي صمموا فيها على اظهار الصورة الحقيقية لمنتخب اعتبروا انه ينافس من أجل بطاقة التأهل، لكن ما حصل في طشقند كان عكس ذلك تماما، فمني «العنابي» بخسارة عندما كان يجب ان ينتزع نقطة على الأقل.
وليست الخسارة وحدها هي الموجعة بالنسبة الى القطريين، بل ان العرض الذي قدموه ولم يرق الى المستوى المطلوب حتى في عز صحوتهم في الدقائق العشرين الاخيرة من المباراة بحثا عن التعادل، لا يرضي طموح الشارع الرياضي القطري ولا يقنع احدا من النقاد بان هذا المنتخب الذي لفت الانظار بنتائجه الجيدة في المباريات الودية، يمكنه ان ينافس للتأهل الى نهائيات أكبر محفل كروي في العالم بالمستوى الذي قدمه في مباراتيه الاوليين. والجميع يعلم حتى داخل معسكر «العنابي» ان نقطة واحدة من مباراتين، بغض النظر عن مكانهما، ليست كافية للمنافسة بقوة بين صفوة المنتخبات الآسيوية. وبالتالي فان هامش الخطأ بات ضئيلا جدا بالنسبة الى المدرب البوسني جمال حاجي ولاعبيه في المباريات المقبلة.
ولا توجد اعذار يمكن ان تقنع الجماهير القطرية المتعطشة الى رؤية منتخبها في كأس العالم للمرة الاولى، فالمدرب يعرف اللاعبين جيدا ومنذ فترة طويلة ويعرف قدراتهم وايضا امكانات المنتخبات الاخرى في المجموعة، والاعداد كان جيدا و«شماعة» اللياقة البدنية للاعبين ليست حكرا على منتخب قطر وحده، لذا فان أي نتيجة جديدة مخيبة ستضع الامال القطرية على المحك.
الاخضر في خطر
لم يكن احد من السعوديين يتصور ان منتخبهم، المرشح الاول لانتزاع بطاقة المجموعة الاولى وبلوغ النهائيات للمرة الثالثة على التوالي، سيحصد نقطة واحدة فقط من مباراتين، وان تشكيلته لن تكون محددة بشكل شبه نهائي ولن تكون جاهزة تماما في المباراتين الاوليين.
وسقطت الهالة عن «الاخضر» منذ المباراة الاولى التي بدا فيها عاديا جدا ولا يتفوق على غيره من المنتخبات سوى بتاريخه وانجازاته والاسماء اللامعة التي يضمها والتي لا توظف حتى الآن كما يجب لتعطي كل ما لديها.
ومهما غلبت الصبغة الخليجية على مباراة السعودية والبحرين، فانه لا مبرر لتقديم عرض سيئ، اذ يمكن لأي منتخب ان يتعادل او يخسر لكنه يقدم على الاقل الحد الادنى من مقومات المنتخب المتكامل القادر على المنافسة. وما حصل أمام البحرين كان مفاجئا.
ولا يهم ان خرج «الاخضر» بنقطة التعادل بعد هدف لعبيد الدوسري قبل النهاية بست دقائق ام خرج خاسرا، لانه قدم عرضا لا يليق بسمعته كافضل المنتخبات الآسيوية وكمرشح اول في المجموعة لبلوغ النهائيات.
وبعد تجاوزالمحطة الاولى وتداعياتها، ومحاولة تركيز المدرب اليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش على تشكيلة شبه ثابتة على الاقل في ناحيتها الهجومية، كان الموعد في طهران في قمة المجموعة. وربما يشفع ما رافق المباراة من قرارات جائرة للحكم الاسترالي سايمو ميكالي للمدرب سانتراش واللاعبين، لكنه لا يقنع عشاق «الاخضر» ولا يشفي غليلهم لانهم يريدون الفوز بأي ثمن وبأي تكتيك دفاعي او هجومي او ما شابه.
ويمكن القول بكل صراحة ان المنتخب السعودي نفذ المطلوب منه تماما في الشوط الاول امام ايران «القوية» من الناحية الدفاعية. لكن الحدالادنى من حسن تنفيذ المحاولات الهجومية النادرة لم يتوفر. وفي كرة القدم يجب البحث في تسجيل الاهداف ايضا كما في التكتل الدفاعي والذود عن المرمى لانه من دون اهداف لا يمكن الانضمام الى كبار منتخبات العالم في كوريا الجنوبية واليابان.
وكان على حق سانتراتش بقوله «انه لم ير في حياته ركلة جزاء كالتي احتسبها الحكم الاسترالي».
وأصابت الصحف السعودية «بتحميلها الحكم مسؤولية الخسارة»، لكن بعضها تطرق ايضا الى اشراك بعض اللاعبين، ولن يكون الحكم على المنتخب السعودي بناء على ما قدمه في الشوط الثاني امام ايران عادلا بعد تخلفه بهدف من ركلة جزاء ظالمة وطرد لاعبه صالح الصقري بطريقة غير واضحة تماما، لكن قطار التصفيات يسير ولن يلحق به الا من نجح في حصد اكبر عدد ممكن من النقاط والا من حسم «المواقع» الكبيرة لمصلحته ليكون جديرا بالانضمام الى الكبار.
وحال السعودية مشابه لحال قطر، اذ ان الخطأ بات شبه ممنوع من الآن ولاحقا وان إهدار أي نقطة قد يكلف غاليا ويصعب كثيرا مهمة تحقيق اول انجاز عربي بخوض النهائيات للمرة الثالثة على التوالي.
الشهد والدموع
قيل الكثير عن بداية «الابيض» الاماراتي الصاعقة في التصفيات وعن عرضها الرائع امام أوزبكستان «41». وطافت مسيرات في شوارع ابو ظبي ودبي تحتفل بالفوز الكبير حاملة معها الامال بتكرار ذكريات مونديال ايطاليا عام 90 بالتأهل الى نهائيات كوريا الجنوبيةواليابان.
ويستحق المنتخب الاماراتي كل ما كتب عنه لان عرضه لا يتكرر بسهولة لدرجة ان مدربه عبدالله الصقر قال عنه «انه من أفضل العروض التي يقدمها منتخبنا منذ مدة طويلة».
ويحق للجماهير بعد ما شاهدته في استاد آل نهيان في ابوظبي ان تفرح وتأمل وتضرب موعدا في شنيانغ الصينية.
وانقلبت الافراح الى اتراح في الصين لان «المارد» كان يعد للاماراتيين استقبالا على طريقته. فأفسد عليهم اكمال فرحتهم باقتناص نقطة على الاقل وقطع عنهم الماء والهواء في الشوط الاول الذي كان كافيا له لحسم المباراة «3صفر».
ولعل هذه البداية تكون عبرة لجميع المنتخبات العربية لضرورة توخي الحذر دائما وعدم الوقوع في هذه المصيدة، وهي تتطلب من الصقر عملا اكثر جدية لاعادة الثقة الى دفاعه الذي بدا تائها والى ترميم نقاط الخلل التي ظهرت في المباراة واهمها عامل الرهبة.
كما انه يجب على الصقر تنبيه لاعبيه الى ان مستوى المنافسة تتطلب اقصى درجات التركيز مهما كانت النتيجة وذلك حتى الصافرة النهائية لان الهدف يأتي باي لحظة. وان ما قدمه لاعبوه في نحو نصف ساعة في الشوط الثاني يمكنهم ان يقدموه دائما.
السر الغامض
قد يبدو واضحا ان لياقة اللاعبين العراقيين لم تكن بالدرجة المطلوبة ولن تخول منتخبهم المنافسة بقوة كما كان الهدف قبل التصفيات لاحراز بطاقة المجموعة، ولكن ليس خفيا ان بين ما قدمه العراق امام تايلاند وما حصل امام البحرين يبقى سرا غامضا.
انذار اولي كان شديد اللهجة من العراق بفوز كاسح على تايلاند باربعة اهداف نظيفة، تبين ان مفعوله انتهى في المنامة حين خسر امام البحرين بهدفين للاشيء من دون ان يقدم ما يذكر على انه يلعب في الدور الحاسم المؤهل الى النهائيات.
ومع هذا الغموض، لا يسعنا التكهن بحقيقة مستوى المنتخب العراقي، لكن الواضح انه بما قدمه امام البحرين سيعاني كثيرا لفرض نفسه احد المنافسين على بطاقة المجموعة خصوصا ان الموقعتين الاصعب بانتظاره مع السعودية وايران على التوالي.
بداية ناجحة
طبداية مثالية للمنتخب البحريني في ثاني مشاركة له في الدور الثاني حفظ بها ماء وجه الكرة العربية في هذه التصفيات حتى الآن لانه الوحيد الذي قام بمهمته على أكمل وجه. تعادل مع السعودية في الرياض، وفوز على العراق في المنامة، ونتيجة ايجابية أخرى في مرحلة الذهاب خصوصا مع ايران قد تفرضه مرشحا بارزا لم يكن بالحسبان لاحراز بطاقة المجموعة.
تعامل البحرينيون مع المباراتين بواقعية وبعيدا عن الضغط والمطالبة بتحقيق الانجازات، ونجحوا في المحطتين الاوليين وبرهنوا ان ذلك ليس صدفة بل بتصميم اصحابه على مقارعة الاخرين.
وارتاح العمانيون في الجولة الثانية وراقبوا جيدا ما يحدث بعد بدايتهم المشجعة ايضا بانتزاعهم نقطة من القطريين في الدوحة. ويدركون بعد ان شاهدوا اداء الصينيين ان لا مجال للتراخي أبدا امامهم.
|
|
|
|
|