| عزيزتـي الجزيرة
ما اشد تسارع الزمن.. فما ان انتهى العام الدراسي حتى اعلن بداية الآخر وفي جعبة الكثير منا أمور لم تكتمل ومشاريع لم يكتب لها النجاح، وطموحات لا زالت تراوح مكانها.
مع بداية كل عام دراسي جديد يحمل كل منا آلاما وآمالا يود تحقيقها على ارض الواقع ولكن لا تلبث ان تبددها الايام ويتسارع عنها الزمن تاركها قابعة في مخيلة اصحابها..
ومع بداية كل عام دراسي جديد تجد كثيرا من الافكار والاطر التربوية التي تتحدث بلغة الحماس وبتفاؤل النجاح ولكن سرعان ما يذوب الجليد في رتابة الروتين الممل.
وانني عبر هذه المقالة سأوجه رسائل مختصرة الى كل المعنيين بالتعليم وجدتها محبوسة في الخاطر فاردت اطلاق عنانها عبر عزيزتي الجزيرة.
الرسالة الاولى: الى وزارة المعارف وادارات التعليم فهم اساس الانطلاقة الناجحة بما يقدمونه من خدمات ويوفرونه من وسائل النجاح الا انه مع الأسف نجد الكثير من مدارسنا وخاصة المستأجرة تفتقد الى الكثير من متطلبات التعليم الناجحة ابتداء بالمبنى حتى مقعد الطالب وقد طرق هذا الموضوع كثيرا حتى استهلك ولكن الى متى ونحن نطالب بنتائج طيبة لمخرجات التعليم بينما نحن لا نوفر الجو المناسب للتهيئة لمخرجات تتفق وطموحاتنا وان من اهم مسؤوليات الوزارة والادارات الاهتمام بتقنية العصر «الحاسوب» حيث تفتقده اغلب المدارس الا المدارس الثانوية التي تحوي اجهزة ضئيلة في عددها وكفاءتها حيث يحوي الغالب منها انظمة تشغيل قديمة لا تتواكب مع تقدم انظمة هذا الجهاز يوما بعد الآخر وقبل ذلك الاهتمام بجودة المبنى وهل هو مناسب لأن يكون بيت علم بتصميمه ونظافته وتأثيثه.
الرسالة الثانية: الى المشرف التربوي والمنوط به متابعة سير التعليم فنيا في المدارس وهو مطلوب منه الارتقاء بمستوى الاداء والابتعاد عن الروتين الممل في متابعة المعلمين، وفي هذا الوقت الذي نرى فيه يوما بعد الآخر اساليب تربوية جديدة الا اننا نلاحظ الكثير من المشرفين قد اعتمد على منهج تتبع الاخطاء والعثرات ومعالجتها جهارا امام الطلاب وهذا ليس اسلوبا تربويا ولا ينبغي ان يصدر ممن اسدلت اليه مهمة الاشراف التربوي ولذلك فالمطلوب من المشرف التربوي الابداع والتجديد في كل ما من شأنه التطوير والارتقاء اما النمطية المملة فهي لن تأتي بالجديد وان طال الزمن بها.
الرسالة الثالثة: الى مدير المدرسة، قائد السفينة وربانها وعماد النجاح او معول الهدم فعليه مسؤولية كبيرة بل كل المسؤولية حيث يترتب عليه القيادة الراقية والاسلوب الامثل في التعامل مع كل شرائح المدرسة من طالب صغير وآخر كبير او طالب مجتهد وآخر مهمل، او معلم نشيط وآخر كسول وهلم جرا.. ولن يستطيع ان يدير كل هذه الاجناس البشرية الا ذو حنكة وروح قيادية يجعل من التواضع شعارا ومن الاهتمام والحرص على النجاح طريقا يسير عليه وفق خطى ثابتة رسمها لنفسه وجعل الهدف هو الوصول الى قمة النجاح بشخصية مرحة وخلق ارضى به الجميع فارضى ربه العلي القدير حينما حرص على حمل الامانة بكل اخلاص وامانة.
الرسالة الرابعة: الى المعلم الفاضل الذي يباشر العملية التعليمية ميدانيا وهو ادرى بكل همومها وآلامها لأنه احد طرفيها المباشرين فهو ذو تأثير فعال على عقول الناشئة اما سلبا او ايجابا، ولن يستطيع المعلم التأثير الايجابي الا بمميزات يجب ان تتوافر لأنه قائد الاجيال فيحرص على تطبيق الفعال الحميدة وتجنب الخصال الذميمة لاننا اليوم بحاجة الى اخلاق عالية نود ان نراها في ناشئتنا جيل المستقبل وليست المعلومة بأهم من الأخلاق في وقت تطغى فيه المعلومة على حسن الخلق، ولعل معلمي الفاضل يركز على الجانب التربوي كلما سنحت له الفرص فالتربية الفعالة لجيل ننتظره اهم لدينا من معلومة ربما تنسى في لحظة عابرة.
والأمر الآخر الذي اتمنى ان نلمسه في معلمينا الفضلاء هو الثقافة وسعة الاطلاع حيث نرى الكثير قد تقوقع في زاوية ضيقة من زوايا تخصصه غير آبه بكل ماهو مفيد وجديد ليتحف طلابه ويوسع مداركهم في شتى مجالات الحياة فكم من معلم قد ابدع طلابه في مجال الحاسوب والانترنت، وهو لا يفقه من هذه التقنية الا اسمها، وكم من معلم تفوق عليه طلابه فيما يدور ويجول في ارجاء العالم من اخبار واختراعات واكتشافات وندوات وهو في معزل عن هذا كله.. وكأنه قد برمج على معلومة يصبها في اذان طلابه وقد جردها من محاور النقاش والابداع وهذا ما لا نريده في اي معلم مطلوب منه تربية الاجيال وتثقيفهم.آمالنا في تعليمنا لا تنتهي وطموحاتنا في التجديد والابداع تفوق الخيال ابتداء من وزارة المعارف التي نعلق عليها امالا عظاما في توفير الاجواء المناسبة لكل ابداع وتجديد،، مع تمنياتنا بعام دراسي حافل بالعطاء.
صالح بن محمد السليمي
مركز الاشراف التربوي بعقلة الصقور
|
|
|
|
|