| منوعـات
* القاهرة (أف ب):
شهدت عمليات تهريب منشط الفياغرا الجنسي الى مصر ازدهارا ملحوظا في الاونة الاخيرة نظرا لاستمرار منع التصنيع واشتداد الطلب على «الدواء» الذي احدث انقلابا جذريا في الحياة الجنسية وحقق ثروات طائلة للبعض.
وتحول مطار القاهرة في الاشهر الستة الاخيرة مركزا لظاهرة تهريب اقراص الفياغرا. وخصوصا من سوريا. بحيث تمكنت اجهزة الجمارك من ضبط اكثر من 60 الف قرص خلال 25 محاولة تهريب.
وقال مسؤول في المطار رفض ذكر اسمه ان اكبر هذه المحاولات كانت تهريب16 الف قرص من العقار الجنسي اخفاها راكب سوري داخل قاع حقائبه وكان اغربها توضيب الفياغرا داخل حفاضات للاولاد وعلب حلويات شرقية.
واضاف ان انتشار ظاهرة تهريب الفياغرا من سوريا يعود الى انها تصنع هناك والى تدني كلفة انتاجها بحيث لا تتجاوز خمسة جنيهات بينما تباع في مصر للصيدليات او التجار الراغبين بذلك بسعر الجملة بين 20 و30 جنيه (5 و5،7 دولارات) للقرص الواحد.
وتابع يقول ان: الاقراص تلاقي رواجا منقطع النظير بسبب ارتفاع سعر الفياغرا الاصلية التي يتراوح ثمن القرص الواحد منها بين 40 و60 جنيها (10 و15دولارا) تبعا لمناطق السكن في القاهرة.
يشار الى ان وزارة الصحة تمنع بيع الفياغرا الا بموجب وصفة طبية. ومنذ ديسمبر 1999. كونها تندرج ضمن لائحة الادوية المحظورة الا ان المهربين الذين يتم ضبطهم يقومون بسداد ربع القيمة الشرائية كغرامة لصالح وزارة التجارة مما يجنبهم الخضوع للملاحقة القانونية. وبالتالي تحريك النيابة العامة ضدهم.
من جهته قال احمد عبد الباري عميد كلية الصيدلة في جامعة القاهرة سابقا ورئيس الجمعية الصيدلانية المصرية حاليا: ان الغش ممكن وعموما فان الادوية المهربة اذا لم تكن خاضعة للرقابة نعتبرها مغشوشة حتى لو كانت سليمة.
واضاف ان التغلب على ذلك ممكن عبر تسجيل الفياغرا في وزارة الصحة.
واجاب ردا على سؤال ان الخطأ يعود الى عدم تسجيل الادوية لان دخولها يتيح الفرصة أمام بعض الناس للغش والبيع باسعار مرتفعة.
ونصح عبد الباري بتسجيل المنشط الجنسي «تحاشيا للمتاجرة» وانتقد تهريب العديد من الادوية الى مصر وليس فقط المنشطات الجنسية ودعا الشعب المصري الى الثقة في الدواء الذي يصنع محليا والا فسيترجم ذلك انهيارا في هذه الصناعة اذا استمرت الامور على المنوال الحالي.
ورفض الخوض في اسباب عدم تسجيل الفياغرا حتى الآن في وزارة الصحة لانه اذا كان هناك تخوف من تأثيرتها فهي موجودة وتباع في الاسواق بواسطة التهريب.
وكانت صحيفة «الاهرام» نشرت قبل فترة تحقيقا عن الموضوع موضحة ان حجم الاموال التي انفقت على شراء المنشط الجنسي بلغت 7 مليارات جنيه (75،1 ملياردولار) سنويا مما حتم ردا من وزير الصحة اسماعيل سلام الذي اكد ان المبلغ لم يتجاوز 600 مليون جنيه (150 مليون دولار).
وبدوره اكد نقيب الصيادلة في محافظة الجيزة محمود غراب لفرانس برس وجوب الاعتراف بالعجز الجنسي لانه مرض كغيره مثل القصور في السمع والنظر. وبالتالي يجب ان نعترف اننا بحاجة الى العلاج (...) يجب ان لا ندفن رؤوسنا في الرمال.
وناشد غراب وزارة الصحة الموافقة على تصنيع الفياغرا محليا بدلا من التهريب وضياع الاموال المصرية لان بأمكاننا القيام بافضل من ذلك وبسعر اقل فضلا عما يتيحه ذلك من خلق فرص عمل في البلد وتأمين موارد مالية عن طريق تصديرها.
واوضح ردا على استفسار ان سعر الفياغرا الاميركية مرتبط بالدولار ويبلغ ثمن القرص الواحد. عيار 100 ملغ. 40 جنيها (اقل من 10 دولارات) بينما يبقى سعر الفياغرا السورية مستقرا اذ يباع الشريط. اربعة اقراص عيار كل منها50 ملغ.بالسعر ذاته.
ومن جهته. قال خبير في صناعة الادوية في مصر ان الجميع مستفيد من استمرار التهريب من الفياغرا وغيرها نظرا لارتفاع اسعار الدواء المستورد من الخارج مقارنة مع ذلك المصنع محليا وما يدره ذلك من ارباح طائلة.
واضاف الخبير رافضا ذكر اسمه ان هناك حملة دعائية معارضة للادوية التي تنتج في مصر تنشرها صحف قومية في اشارة الى تحقيقات صحافية في الاونة الاخيرة حول عدم فاعلية الدواء المصري.
وكانت بعض التحقيقات الصحافية اشارت الى ان الكميات التي تدخل في صناعة الادوية محليا تبلغ نصف مثيلاتها في الخارج.
ومن جهته. قال حمدي توفيق المدير التنفيذي في «الشركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية» ان القدرات المتاحة للشركات في مصر عديدة من اجل تصنيع الفياغرا المطلوبة بكثرة في السوق.
واضاف ان وزارة الصحة تلقت عروضا لتسجيل الفياغرا باقل من السعر المتداول حاليا في الاسواق من قبل شركات مصرية عديدة. لكن اي رد لم يصدر عنها بعد كما تعذر الحصول على تعليق حول الامر من الوزارة.
|
|
|
|
|