| الاقتصادية
* * حضرت برنامجاً تدريبياً حول مهارات مدير المستقبل وقد يفيد العاملين في المنشآت الاقتصادية الاطلاع على بعض وجهات النظر ما بعد الحديثة حول إدارة المنشآت وإن لم يقتنعوا بهذه الأفكار أو لم يطبقوها.
واعتقد أن من المفيد تأملها والاستعداد للتعايش معها أن أثبت المستقبل صحتها..
ومن هذه الأفكار:
وقت المدير ثمين جداً وهو يفرط به إن فتح بابه لكل موظف ومراجع لسماع شكاوي الجميع ومحاولة حل مشاكل الجميع وتحقيق متطلبات الجميع التافه منها والمهم.
فهذا أسلوب إداري خطير أثبت فشله لأن المدير سيغرق في القيل والقال حتى يتفهم تفاصيل التفاصيل! بدلاً من ترك المواضيع الأقل أهمية للمساعدين والأمور الروتينية والمتكررة التي لا تحتاج اتخاذ قرار إلى السكرتير بينما يتفرغ هو لاتخاذ القرارات الكبيرة من خلال التركيز على الأمور المهمة التي يبدو أهمها اختيار المساعدين المؤهلين أصحاب الشخصية القوية والمستقلة والذين يمكن الاعتماد عليهم في فهم مجريات الأمور فهماً صحيحاً وتحليلها تحليلاً منطقياً في إطار أهداف المنشأة وبعد ذلك اتخاذ القرار الصحيح وتحمل مسؤوليته. ومن ثم تفويض الصلاحيات لمساعديه والاكتفاء بالإشراف العام عليهم دون أن يقحم نفسه في المناطق التي تخصهم فتحدث الفوضى والازدواجية وتكرار الجهود ومن ثم الدوران في حلقة مفرغة.
ففي ظل المتغيرات الاقتصادية المتسارعة واتفاقيات منظمة التجارة الدولية وفي عصر المنافسة الشرسة بين المنشآت التي قد تخسف فجأة بإحدى المنشآت الكبرى بسبب أخطاء قد تكون صغيرة أو بسبب انخفاض جودة الإنتاج أو ارتفاع جودة انتاج المنافسين وسرعته، فقد أصبح من الظلم للمنشأة ومستقبل موظفيها اتباع أسلوب الإدارة الأبوية المزاجية دون تقييم علمي مستمر للأعمال بحيث تتم مكافأة المجتهدين والقادرين على تطوير الأداء ومحاسبة المقصرين أو غير المبالين بتحقيق المنشأة لأهدافها.
فذلك الأسلوب يؤدي إلى الميوعة والانفلات علماً بأن كثيراً من الموظفين يرون إنسانية المدير أو طيبته أحد أشكال الضعف أو التخاذل مما يؤدي إلى التنافس فيما بينهم على اختلاق الأعذار والمبررات للتقاعس عن أداء المهام المطلوبة بالسرعة والجودة التي يفرضها ايقاع العصر.. لتقود سياسة فتح المدير أبواب المنشأة في النهاية إلى الفشل واغلاق أبوابها!!
Email:UFERAYAN@AYNA.COM
|
|
|
|
|