ربما يود البؤس ان يجثو على
نبعي فتجدب في الرفاة مناهلي
وأنا مع الحزن الكبير محاوراً
ومقاوماً ومقاتلاً لمناضلي
ألفيتني متجلداً لا أرعوي
مهما تجرعني غصاصة كاهلي
فلطالما سرت الهوينا زاهيا
بالنبع والزهر الجميل الماثل
حتى إذا جف الربيع وأجدبت
في الروض كل مباهجي وجداولي
من ربوتي قسراً خرجت إلى الأسى
من حقل روض ساحر متماثل
عشرون عاما كالبروق تسارعت
عني لتقطفني كزهر ذابل
عشرون عاما يالكنز ذاهب
صيرنني أسفي كنجم آفل
عشرون عاما آه لويجدي الأسى
أو استفيد لمبسمى وتفاؤلي
عشرون عاما آه لويدري العنا
أني صريع مطاعني ومقاتلي
جثم الشباب ضروبه وكلوفه
وأتى ببسمة كاره متثاقلي
ويح الصبا لما كبا بمواردي
ولى وأصبح لي كطيف زائل
هل ياترى أبقى لعيش باسم
وأعيد في نفسي صغار فسائلي
وأجدد الإيمان في الأيام اشعل في حشاي زناده ومشاعلي
يابؤس نفسي ويلها لا تنثني
عما يمزقها كطفل ذاهل
لا لم تذق هي بلسم الإيما
ن كالأحلام كالعطر الشذي الفاضل
أأضل في كنف الهوى وصراعه
حتى متى أهمي بذنب قاتل؟
أأضل في دوامة من غير ما
أصل أرف به أخفف كاهلي؟
قد صغت من شعري حشاشة واله
للصبر والتهيام نحو منازلي
لا تعذلوني اثر ما كتبت يدي
فالشوق قد يثني ملامة عاذل
قد تجدب الأحلام لكن ربما
تخضر من بعد الجفاف جداولي