يا أمة يهفو إليها بيان
ويطيب عند لقائها السلوانُ
وتغرد الأطيار في أمجادها
وتميل من تغريدها الأغصانُ
يهفو إلى تاريخ مجدك نابه
ويتيه فيه الشيب والشبان
يهفو إلى تاريخ مجدك كاتبٌ
فتصفق الأوراق والجدران
يهفو إلى تاريخ مجدك شاعر
فتغرد الأقلام والأوراق
يهفو إلى تاريخك الحر الأبي
صُحف وفي أفواهها آذان
يا أمة المجد في عرصاتها
والمجد تاريخ له عنوان
تتلفتين عن الأُلى كانوا هنا
عمرٌ عليه من الرؤى تيجان
تتلفتين عن الأُلى كانوا هنا
جيش يسير أمره عثمان
تتلفتين عن الأُلى كانوا هنا
كانوا ومن أعضائهم حسّان
تتلفتين عن الأُلى كانوا هنا
المجد مجد والهوى عربان
كانوا يحزون الرؤوس فوارساً
ماهمهم مال ولا قيان
كانوا يثيرون الجبال توهجاً
ماهمهم كسرى ولا إيوان
يا غارة الله العظيم أما ترى
شعباً يقطع لحمه الغربان
شعبٌ يجوع الجوع في أحشائه
ماعنده خبز ولا فرّان
شعب يموت الشيخ بين عيونه
ماعنده جيش ولا فرسان
الحزن محزون على أعتابه
والحزن وجه ما له عنوان
بالأمس كان دويلةً في دولة
واليوم لا نار ولانيران
بالأمس كان يعد جيشاً واحداً
واليوم لا دهم ولا دهمان
هو طفلنا الباقي على مُر الأسى
يرمي فينبت مدفع وحصان
هو طفلنا الباقي بوجه شامخ
ماهمه شارون أو شّرآن
يا صرح أمتنا المجيد أما ترى
صرح العروبة ما له بنيانُ
المجد للتاريخ يبني نفسه
وعليه من شرف البيانِ بيانُ
المجد للتاريخ غرّد ثغره
بهوى العروبة والهوى إيمانُ