| مقـالات
في بعض المدارس الحكومية، وبالأخص الثانوية منها لا أقول كلها تمر فيها أيام الاختبارات المدرسية بأجواء غير عادية شبه متكهربة أول ما يكتوي بنارها الطالب الطموح المتطلع الى النجاح والمستقبل يكون أثناءها مشحونا بالخوف والرهبة، ليس لضعف مستواه التعليمي أو تواضع تحصيله أو عدم استعداده للاختبار رغم تعقيد المناهج وصعوبة المقررات ولكن بسبب ما يحيط به أحيانا من توتر نفسي وحساسية مفرطة داخل المدرسة من واقع المكان الذي يؤدي فيه امتحانه اختباره اليومي.. فترى هيئة المدرسة قد اجتمعت بقضها وقضيضها واحكمت الصالات بطوق خانق من المراقبين يكادون يحصون على الطالب المهموم انفاسه حيث ترمقه العيون والجوارح بمشاعر الحذر والترقب والترصد، فيشعر معظم الطلاب اضافة الى معاناة السهر والمذاكرة انهم ليسوا في صالات اختبار وانما في ثكنات امتحان معتمة خانقة يحس بها صغار السن ومرهفو المشاعر.. وعلى سبيل المثال تزور احدى المدارس الثانوية الحكومية في الدور الثاني لايصال او احضار او التأكد من حضور ابنك الى صالة الاختبار، والمكملون بهذه الفترة لكل مادة لا يتجاوزون عادة اصابع اليدين، وتسأل عن المدير فيقال لك انه بصالة الامتحان الوحيدة وتسأل عن الوكلاء فتجابه بالاجابة نفسها، اما المعلمون فهم بالتأكيد مزروعون بين كل طالب وآخر.. ونسأل هنا ما دام الامر على هذه الوتيرة لماذا لا يتم فحص الطالب بدقة كما هو حاصل في صالات الخروج بالمطارات ومن ثم تباعد بين المقاعد ونكثف الانارة ونراقب من بعد وليأخذ المخطىء جزاءه مضاعفا ولكن لنشعر الطالب المجد بأدميته وانسانيته على الاقل وذلك عندما نزرع الثقة بنفسه في وقت مبكر ونجعله يجيب بجو مريح ويتنفس طبيعيا بدلا من ان يخرج من المدرسة ممتقع اللون مزروعا بالتردد والحيرة من اجابته التي شوشر عليها هذا الجو المشحون بالتوتر والكآبة..
ثم نأتي بالتالي لنلوم طلبتنا على تردي مستواهم وبغضهم الشديد للمدرسة وندرة المحبة والتواصل مع معلميهم في الحاضر والمستقبل وظاهرة التعقيد ليست موجودة في المدارس الاهلية ولا في مدارس القرى والمدن الصغيرة بل هي خاصة بعض المدارس الحكومية التي تهيمن على ادارتها بعض العينات الفريدة في هيئتها والله الهادي.
|
|
|
|
|