| مقـالات
الكيل بمكيالين أصبح سمة أساسية من سمات العولمة وسمات النظام العالمي الجديد، وبالتالي فهو ليس بالنظام الجديد وإنما هو قديم القديم لأن الكيل بمكيالين هي سمة الظالمين على مر العصور والدهور.
المسجد في الإسلام هو بيت من بيوت الله تقام فيه الصلوات وتؤدى فيه الواجبات الدينية، ويتم فيه إرشاد العباد لما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة ولما فيه تحقيق السعادة للبشرية قاطبة.
والمسجد في الإسلام يختلف عن بيوت العبادة في الديانات الأخرى كونه ليس رمزاً وإنما هو جزء لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية واليومية للمسلمين.
أما القرآن الكريم فهو كتاب الله الذي جعل الله فيه النظام الذي يريده لعباده كمنهج رباني لكل عصر وزمان وفي كل أرض ومكان، وبالتالي هو الدستور الذي لا قبله ولا بعده دستور للمسلمين ولا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه.
لقد كان المسجد والقرآن الكريم هدماً لهجوم الطغاة والظالمين وأعداء الأمة على مر العصور والدهور، وازدادت الهجمة شراسة وبغياً في هذه العصور عندما عرف الآخرون أن الإسلام صار القوة المنقذة القادمة بلا شك ولا جدال، وبالتالي أرادوا أن ينفثوا غيظهم وغضبهم من كلمة الحق ودين الحق بتهديم ما استطاعوا وحرق ما أمكنهم، ولكن أن لهم أنّ يستطيعوا أن يكيدوا لدين أراده الله تعالى سعادة لبني البشر.
لقد صرنا نسمع يومياً عن هدم المساجد وحرق وتمزيق المصاحف ليس في فلسطين وليس في الشيشان وكوسوفا والبوسنة ومقدونيا وحسب، وإنما في بلاد تربطنا بها وشائج اقتصادية قوية، فهاهم الهندوس يهدمون بيوت الله ويمزقون كتاب الله، لقد انتهكت مجموعة من الهندوس المتطرفين حرمة عدد من المساجد في مناطق المسلمين بشمال الهند، ومنها مسجد بلدة باندير في ولاية راجستهان الذي اقتحمه الهندوس فجر يوم الاثنين 23/5/1422ه، وقاموا بتدمير منبره وإحراق أثاثه وإحراق نسخ القرآن الكريم الموجودة فيه.
والهندوس المتطرفون وفق البيان الذي وزعته مؤخراً رابطة العالم الإسلامي على وسائل الإعلام قاموا بهدم مساجد أخرى في المنطقة ومنها مسجد بلدة أسيند الذي استباحوه وهدموه يوم 27/7/2001م وأقاموا على أرضه معبداً هندوسياً!!.
والهندوس لهم سوابق عدة في الاعتداء على مساجد المسلمين، فقد قاموا بهدم المسجد البابري عام 1992م الذي تركته السلطات الهندية حينذاك بلا حماية.
القضية ليست حقوق إنسان وحسب، ونحن نعلم أن منظمات حقوق الإنسان تبتعد عن كل شأن يكون المسلمون فيه طرفاً مظلوماً، وإنما هي في الحقيقة ضعف الأمة وهوانها وهزلها، فبالطبع كان بيان الرابطة والمجلس الأعلى العالمي للمساجد هو ما عمل في هذا المجال فقد حتى الآن، وهي بيانات لا تغني ولا تسمن من جوع.!
لماذا لا تمارس الدول العربية والإسلامية ضغوطاً اقتصادية ومصالحية عديدة وممكنة على الحكومة الهندية، أم أن تلك الحكومات هي جزء من نظام العولمة الظالم لا تستطيع التصرف إلا بإيحاءاته؟
وأين منظمة المؤتمر الإسلامي التي لم تحرك ساكناً حتى الآن، وكأنها في إجازة صيفية لا تنتهي، ولا نعرف إن استطاعت أن تصنع لنفسها دوراً على خارطة الأرض أم أنها لن تستطيع ذلك على الإطلاق.
إننا نهيب بكل القادرين الغيورين على حرمات الله أن يتصدوا لهذا الطغيان الظالم، وأن يمارسوا الضغوط الحقيقية والفعلية وذلك بالحد من إتاحة الفرصة أمام العمالة الهندوسية حيثما أمكن ذلك، وحتى يمكن لأصحاب العمل والمصالح وحتى الناس في بيوتهم أن يستبدلوا عمالتهم الهندوسية بعمالة أخرى وهذا نوع من الضغط الكبير على حكومة الهند كي تعود لصوابها. الحل بأيدي الأمة، وقوتها قوة لأبنائها، وقوة أبنائها قوة لها، والله المستعان.
alomari1420 @YAHOO.com
|
|
|
|
|