| فنون مسرحية
في الصيف يأتي المسرح أيضاً وإن كان ليس بزخم الشتاء مشكلة صيف المسرح أو مسرح الصيف انه يأتي استهلاكيا وذلك مالا نتمناه له.. لأنه بذلك يكون مسرحا عادياً من كل فنياته.. وذلك أمر لا يبرره الصيف مشكلة ما يقدم الآن وما سيقدم غداً خلال برامج الصيف المعلنة هنا وهناك أنه لا مسرح لأن الاستهلاكية تدفعه إلى تقديم كل التنازلات التي تخرجه من ثوبه المسرحي إلى العري اللا مسرحي.. لا فكر.. لا منهج.. لا تقنية.. تهريج.. ابتذال.. تجريح كل ذلك يقدم على أنه المسرح المطلوب.. ولا أعلم من يطلب ذلك وممن طلبه؟ البعض سيجدها فرصة لكي يطرح سؤاله الآن.. ماهو المسرح الذي تريده؟
ماهو المسرح المطلوب بعيداً عن التهريج والتجريح والابتذال؟
إنه المسرح والمسرح فقط..
أياً كان شكله أو نوعه أو منهجه.. إنه المسرح الذي يحترم نفسه.. يحترم مؤلفه ومخرجه وممثليه ومشاهديه.. صغاراً كانوا أو كباراً..
هل تريد أن نقدم مسرحا تجريبيا في برامج للتنشيط والترفيه..؟
من قال ذلك.. قدم مسرحا يحترم الآخرين.. يحترم نفسه.. يحترم أدواته أياً كان شكله.
أنت تريد مسرحا عابساً إذن..؟
هل كان احترام الآخرين عبوساً.. ثم من قال إن الجدية والالتزام تعني العبوس.؟
هل تتوقع ان يفهمنا الناس.
ومن قال لك ان الناس جهلة!!
ولكننا نقدم مسرحاً للترفيه.. والتسلية
ومن قال إن الترفيه والتسلية تعني الابتذال والتهريج والتجريح
لكننا نريد ان نضحك الناس.. لكي يزداد عدد الحضور وبالتال تزداد النسبة لنا من التذاكر المباعة.
حسناً أحضر لهم قرداً سيكون أكثر مرحاً منك واكثر قدرة على الاضحاك
أنت تريد السخرية مني!!
من قال ذلك..؟
تشبهني بقرد!!
انت فعلت ذلك وليس أنا!!
لا أود ان أطيل معك الحوار ماهو المسرح الذي تتوقعه؟
المسرح!!
مرة أخرى !!
أعتقد أنها إجابة وافية.
وماهو هذا المسرح..
علم!!
لكن مانقدمه مسرحاً
دون علم!!
أنت تتهمنا بالجهل!!
أعتقد ذلك..
وهل تستطيع ان تثبت ذلك؟
ماهو المسرح؟!!
سؤال سهل كنت أتوقعك عميقاً إنه خشبة وستارة ونص وممثل ومخرج
فقط
لا إضاءة وموسيقى
فقط
نعم
والفكر..
وما دخل الفكر بالموضوع..
ألا يوجد لديك نص.. يحتاج إلى فكر ماذا ستقدم للناس ماهو المنهج الذي تريد به ايصال هذا النص.. كيف ستتعامل مع كافة النواحي الفنية لكي تقدمه.. في النهاية هل تشعر بقيمة نفسك.. قيمة ما قدمت.. هل تشعر بالفرق بينك وبين القرد.. أنت لست وسيلة ضحك.. لست سلعة نشتريها في وقت محدد لكي تضحكنا..
حسناً توقف عن الحديث حتى لاتفسد على أفكاري..
لك ذلك..!!
جاء الصيف.. وجاءت معه عروضه التي تدعي انتماءها للمسرح.. وهي لا تمت له بصلة أو علاقة.. جاءت العروض الاستهلاكية التي لاتتعامل مع المسرح كفكر أو كفن.. وأقصى طموحها ان يضحك الجالس على الكرسي حتى يستلقي على قفاه.. وإن لم يتمكن من فعل هذا الاستلقاء فليس أقل من أن يبتل كرسيه من فعل القهقهة والكحكحة ولا مانع من ان يمسح عن نفسه آثار بلل الأعين وقد تزداد حركة العين ودموعها فتحفر في الخد وادياً ينهمر وعند ذلك نحتاج إلى مشروع للصرف ومشروع للتنقية والتحلية حتى نستفيد من قطرة الدمع هذه جاء الصيف.. عاد الصيف ولا مانع من التسلية..!!؟ وعلى المتضرر اللجوء لجهة الاختصاص .
هوامش من مسرح الصيف
* أجرى حواراً مع الممثل «س» قال إنه فلتة وقدرة هائلة غير عادية «إنه يضحك» لقد أصبحت القدرة على الاضحاك من دلالات النبوغ والتفوق.
* المسرحية التجارية الاستهلاكية القادمة من خارج الحدود سيأتي نجمها قبل موعد العرض بخمس ساعات لكي يعمل البروفات ثم يتم تقديم العرض للجمهور هل هناك أكثر من ذلك استهلاكية..!!؟
* نفس المسرحية حددت تذاكرها ب 200 ريال و 150 ريال و 50 ريال والمتعهد يتوقع صافي ربح بعد خصم مصروفات العمل بعشرة آلاف ريال يومياً.
* عرض لمسرح الطفل يقال إنه عرض يقدم له المتعهد مبلغ أربعين ألف دولار عدا السكن المجاني والتذاكر والمواصلات العرض قادم من الخارج.. أما الفرقة السعودية الشابة التي تقدم عروضاً متخصصة بالطفل بالتفاوض معها تم على أساس 1500 ريال للعرض الواحد شاملة عدد الممثلين وكافة مستلزمات العرض.
* الممثل المعروف التقى بزميل في القاهرة وعرض عليه عرضا مغرياً جداً يقدم هو وبعض نجوم التهريج مسرحاً صيفياً في جدة ويكون الزميل مخرجاً ومتعهد من الباطن بينما يتولى الزميل عملية الاخراج من الباطن أيضاً ويصرف الممثل المعروف على العرض مقابل ان يستولى على الدخل.. «مسرح وسياحة».
* معظم عروض الصيف المسرحية ستكون موجهة للطفل وهنا المشكلة.. الله يعين الطفل على تحمل كل هذا التخريب!!
* ورشة الطائف المسرحية
|
|
|
|
|