أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 27th August,2001 العدد:10560الطبعةالاولـي الأثنين 8 ,جمادى الآخرة 1422

الطبية

حارب السرطان بالفحص المبكر
ان السرطان لا يحترم العمر والجنس بل يصيب أي إنسان في أي وقت وهو بلاء قديم يصيب الإنسانية منذ العام 1500 قبل الميلاد، ولم يحصل تقدم ملحوظ باتجاه كشف أسرار هذا المرض إلا في السنوات الخمس والعشرين الماضية، إن السرطان مدفون في غموض الحياة نفسها، ففي أسرار الخلية البشرية يكمن المفتاح الذي يعتقد العلم أنه سيحل لغز السرطان واليوم الذي سيكتشف فيه هذا اللغز يقترب منا،
الهدف هنا ليس التخويف بل هو التثقيف، ولخير الإنسان أن يسعى للاطمئنان من أن يترك نفسه وهو لا يدري أن هناك مرضاً ما ينخر في جسده، وإذا كانت الوقاية خير من العلاج فإن الاكتشاف المبكر خير وسيلة للتخلص من هذا الداء العضال إذا لم يكن الابتعاد والوقاية ممكنين،
ربما كانت إحدى أهم مصائبنا لا المرض بحد ذاته، بل الخوف من المرض أو معالجته بالخوف أو بالهروب من مجابهته إن كان ذلك يجدي ففي البلدان الراقية لا يذهب الناس إلى الطبيب لأنهم مرضى، بل لأنهم أصحاء ولأنهم يريدون الحفاظ على صحتهم، فهم يؤمنون بالكشف الطبي الدوري على صحتهم لتلافي المرض في مراحله الأولى إذا وجد، حيث يكون العلاج، حينئذ ميسوراً وذلك قبل استفحاله وهذا ينطبق بالأكثر على مرض السرطان حيث كون نسبة الشفاء مرتفعة جداً إذا ما كشف عنه في مراحله الأولى كما يشدد الأطباء دائماً،
الفحص المبكر:
وجود بعض المؤشرات التي قد تنبئ بوجود السرطان ومنها:
* بحة في الصوت،
* خراج لم يظهر عليه أي تحسن،
* نزيف غير اعتيادي،
* تغيير في انتظام دورة الأمعاء أو المثانة،
* عسر في الهضم مزمن أو صعوبة في البلع،
* أي ورم صلب في الصدر أو الرقبة أو في أي مكان آخر في الجسم،
* أي تبديل في حجم خراج أو ثؤلول،
* أي فقدان غير متوقع في الوزن،
قد لا تشير أي من هذه العلامات إلى السرطان ومع ذلك فلابد من الحيطة والفحص الدوري لتلافي الخطر في مهده،
تقول الإحصائيات العالمية أنه بعد أن يشفى شخص واحد فقط السابق من أربعة يشقى الآن أحد من ثلاثة أي بإنقاذ حياة 000، 150 نسمة بدلاً من 000، 75 في بلد معتدل السكان والمساحة، ولكن السرطان الذي ينتشر من مكانه إلى أمكنة أخرى من الجسم يكون في الواقع خطراً على الحياة ومميتاً، مهما كانت نظرتك إلى الموضوع،
نعد إلى التشديد على أهمية الفحص المبكر والذي هو البديل الوحيد نحو صحة سليمة وفورة، ولهذا فبعض شعارات منظمة السرطان العالمية هو «حارب السرطان بالفحص المبكر»، واعلم دائماً أن الوقاية خير من العلاج،
* تجنب الأمور المسببة للسرطان:
يأتي السرطان في المرتبة الثانية بعد أمراض القلب كسبب شائع للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية ففي فترة من الفترات كان ضحايا السرطان من الأمريكيين يفوق في مجموعه عدد من قتل منهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الكورية والحرب الفيتنامية، كما أن عدد الذين يقتلون من جرائه في أمريكا وحدها يفوق عدد ضحايا حوادث السير بثمانية أضعاف،
لكي نفهم المعنى الكامل للفظة سرطان، علينا أولاً أن نفهم شيئا ما عن الأورام، فالتورم يأتي من خلايا خرجت على التوازن الطبيعي للجسم لتتكاثر بصورة منفصلة هذه الأورام يصعب السيطرة عليها لأنها ناتجة عن خلايا غير طبيعية خرجت عن نظام التوازن في جسم المصاب بها وأصبحت لا تؤدي وظيفتها الأساسية،
وهناك صنفان من الأورام:
1 المعتدل أو الحميد،
2 المدمر أو الخبيث،
وتتألف الأورام المعتدلة أو الحميدة من خلايا تظل معزولة عن مجموعات الخلايا المحيطة بها تنمو ضمن كبسولة محيطة بها، والورم الحميد يشبه مجموعة من الناس تعيش داخل أسوار مستديرة ومحاطة من جميع الجهات بمدينة كبيرة وتدل كلمة حميد أو معتدل على كون هذا النوع من التورم غير مؤذ، ولكنه مادام يحتل فسحة من الجسم، فإنه قد يسبب متاعب جانبية عن طريق الضغط على مجموعات الأنسجة المحيطة به، أو ربما يقوم بإفراز مواد فعالة من الهرمونات والتورم الذهني الذي يظهر تحت الجلد مباشرة على شكل فقاعة صغيرة هو من هذا النوع الثؤلول أيضا يعتبر ورماً حميداً،
أما الأورام الخبيثة فتتألف من خلايا تنمو بكثرة وباتساع وتغزو مجموعات الأنسجة المحيطة بها أو تنتشر عن طريق الدم «لا تبقى محصورة»، وهذا النوع من الأورام يسمى السرطان،
فإذ ينمو هذا الورم السرطاني فإنه ينشر تأثيره المدمر باتجاهات عديدة كأرجل الأخطبوط المتعددة المترامية، وعندما يغزو مجموعات الخلايا والأنسجة الأخرى، فإنه غالباً ما يقضي عليها ويدمرها إذ أنه يعرقل إمداد الدم إليها،
هذا التدمير للأنسجة المجاورة قد يؤدي إلى النزيف والتقرح، ولعل أسوأ مظاهر التورمات الخبيثة «السرطان»، هي تلك المجموعات الصغيرة من الخلايا السريعة التي تنفصل غالباً عن التورم الأصلي وتحمل إما بواسطة الدم أو بواسطة السائل الليمفاوي «سائل قلوي شفاف عديم اللون تقريبا يتألف من بلازما الدم وكريات دم بيضاء»، إلى أجزاء أخرى من الجسم، هذه المجموعات من الخلايا المدمرة تتجمع في النهاية وتتكاثر وتتحد لتكون ورما ثانياً رئيسيا كالورم الأصلي، ويصف العلماء عملية الهجرة هذه بعملية الإنبثاقية metastasis، وقد يهدد هذا التورم الانبثاقي «أي الذي انفصل عن التورم الأصلي»، حياة المريض حتى أكثر من التورم الأساسي،
يميل التورم الخبيث الجديد إلى النمو لفترة قصيرة على شكل التورم الأصلي ومن ثم تتكرر العملية إذ تبدأ مجموعات من خلاياه بالانفصال والابتعاد مع مجرى الدم لتكون ورما آخر منفصلاً ، ولذلك فإنه كلما عولج السرطان مبكراً كلما زادت إمكانيات نجاح المعالجة، وعندما يزول التورم الخبيث تماماً في مراحله الأولى قبل أن تبدأ عملية الانبثاق تكون احتمالات إنقاذ حياة المريض جيدة نسبياً،
أما إذا حدث الانبثاق وانفصلت بعض الخلايا عن الورم الأصلي تكون أوراما أخرى، فإنه حتى لو أزيل الورم الأصلي، فإن الأورام الأخرى التي ستنشأ في أجزاء أخرى من الجسم تجعل موت المصاب شبه أكيد،
بما ان أي خلية في الجسم تقريبا معرضة للإصابة بالسرطان فإن أي عضو من أعضاء الجسم معرض للإصابة بالسرطان، وكلمة سرطان تدل على وجود ورم خبيث وهي عامة ولا تدل على العضو المصاب، لذلك يتم تسمية الأورام تبعا للخلايا أو الأنسجة التي نشأت منها،
وبناء على ذلك فقد تم تحديد عدد كبير من الأورام المختلفة، فالأورام الناتجة من طبقة الخلايا الظهارية التي تغطي الجسم وتبطن الأعضاء المجوفة بداخلة epithelia يطلق عليها اسم كارسينوما carcinoma ميلانوما melanoma عبارة عن سرطان ناتج من خلايا الجلد التي تنتج الميلانين «الصبغ الأسود الموجود في الجلد والشعر»، وهذه الخلايا تسمى ميلانوسايتس melanocytesأما ما يسمى بالساركوما sarcomas من الممكن أن تنتج من خلايا العظم أو الغضاريف مثلا اوستيوساركوما osteosarcoma وكوندروساركوما chondrosarcoma،
مسببات السرطان:
كان الاعتقاد السائد في الماضي أن السرطان هو نتيجة خطأ وراثي أما الآن، وبعد الزيادة الكبيرة في المعرفة الطبية فإننا نفهم المزيد عما يحدث في الخلايا عندما تتحول إلى خلايا سرطانية فالواضح أن خطأ ما في آلية التحكم يجعل بعض الخلايا تخرج عن التقيد بقيود النمو الطبيعي في المناطق المتواجدة فيها من الجسم،
السؤال الآن هو هل هذه التغييرات في آلية التحكم يورثه الأهل للأولاد نتيجة خطأ وراثي؟ أم انه نتج عن شيء ما حدث أثناء حياة الفرد؟
فإذا كان الخطأ منقولا من الأهل إلى الأولاد فإننا في هذه الحالة نلوم الوراثة، أما إذا كان ناتجاً عن تعطل آلية التحكم خلال حياة الفرد، فإننا نلقي اللوم على العوامل البيئية،
وتشير التقديرات إلى أن 80% على الأقل من جميع حالات السرطان يلعب فيها العامل البيئي دوراً ما، إذ يحدث هذا العامل التغييرات التي تسبب تحول الخلايا الطبيعية إلى سرطانية، وهذا الفهم للتأثير الهائل للعوامل البيئية هو تطور مشجع لأنه يشير إلى أن الاهتمام يجب أن يتركز على تحديد العوامل التي تعرض للإصابة بالسرطان كي يتم تجنبها،
فبعض الأشخاص معرضون من الأساس أكثر من غيرهم لهذه العوامل البيئية المعاكسة، فقد دخن شخصان العدد ذاته من السجائر يومياً، ويتنشقان الدخان بنفس الكيفية، ولكن قد يصيب أحدهما السرطان بعد عشرين سنة في حين قد لا يتعرض الآخر للإصابة بهذا الداء أبداً،
أما العوامل التي تسهم في ظهور السرطان فهي معقدة، فبعض أنواع السرطان قد تنتج عن مجموعة عوامل بيئية تعمل معا مقوية ومساندة لبعضها البعض،
* الوصايا العشر الخاصة بالسرطان:
1 لا تهمل إجراء فحص طبي كل سنة، ومرتين في السنة بعد سن الخامسة والثلاثين،
2 لا يجوز إهمال أي كتلة وبالأخص عن منطقة الصدر للنساء،
3 لا تهمل أي نزف أو إفراز غير عادي من أي فتحة في الجسم،
4 لا تهمل سوء الهضم المستمر أو الصعوبة في ابتلاع الطعام،
5 لا تهمل التغييرات في عادات الأحشاء،
6 لا تهمل السعال المتواصل أو الخشونة في البلعوم،
7 لا تهمل فقدان الوزن غير واضح السبب أو فقر الدم،
8 لا تهمل التغييرات في لون أو حجم شامة أو ثؤلول،
9 لا تهمل أي تقرح لا يشفى في وقت قصير،
10 لا تهمل نصيحة الطبيب، بما في ذلك إجراء جراحة إذا أوصى بها،

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved