| عزيزتـي الجزيرة
الخوف من ألد أعداء الإنسان.. والثابت أن أغلب المخاوف العصبية التي يشكو منها الكبار تنشأ لديهم في فترة الطفولة. فإن بذور الخوف التي بذرت في نفس الطفل البريء وعقله مازال غضا تبقى كامنة في العقل الباطن، وتنمو مع مرور الأيام والأعوام ثم تظهر فجأة في سن المراهقة او سنوات الشباب عندما يتعرض البالغ لأزمة نفسية او لحالة ضغط نفسي.
وقد أثبتت الدراسات والأبحاث التي استمرت عدة سنوات وشارك فيها العديد من العلماء والباحثين من مختلف الجامعات ومراكز الأبحاث ان هناك اعداداً لا يمكن حصرها اصيبت بمرض الخوف الذي اصبح ظاهرة شبه عامة ورمزا للعصر الذي نعيشه.
ويرى المختصون في التحليل النفسي ان الطفل لابد ان يخضع لتصرفات الآخرين ويتأثر بانفعالاتهم وتنطبع في عقله تجاربهم، وعندما تتقدم به السن يجد نفسه مرغما على ان يمارس حياته على الأسس العقلية والنفسية التي رسخت في عقله من البيئة التي عاش فيها بحكم مولده.
فالانطباعات التي تنعكس على عقل الطفل من البيئة في سنوات الطفولة الأولى هي التي تحدد مستقبله.. فإما ان ينشأ شجاعاً متزناً يميل الى فعل الخير، وإما ان ينشأ جزعاً خائفاً لا يقوى على القيام بأعباء الحياة لأن عقل الطفل اللين يتقبل بلا وعي انطباعات الجماعة، والخوف من أقوى المؤثرات التي ترسخ في عقل الطفل وتسلب طمأنينته وتهز شخصيته، فإذا أحس الطفل بخوف من شيء ما وجب علينا معرفة سبب الخوف الذي يعاني منه.
كما أن العادة لها تأثير حاسم في مخاوف الأطفال فإن الطفل الذي تتركه أمه بمفرده وقد عودته من قبل ان تلازمه دائماً فإنه لن يشعر بالأمن إلا اذا كانت بجانبه، والأطفال الذين يبالغ في تدليلهم يتشكل عقلهم وخلقهم بذلك.
ولعلاج مخاوف الطفولة يجب ألا نربي الطفل عن طريق التخويف وينبغي ان نشعره بالأمن والحماية، كما يجب ان نحمي الطفل من مخاوف الأبوين حتى لا تؤثر بطريقة لا شعورية في عقله السريع التقبل وألا يتحدث الأبوان عن مخاوفهما أمام أطفالهم. وأخيراً يجب أيضاً ألا نسخر من خوف الطفل وألا ندعه يخوض معركة الخوف وحده، بل يجب أن نغير عنده نظرة الخوف بنظرة الشجاعة.
سامية محمد العباسي - جدة
|
|
|
|
|