|
| الاقتصادية
تزايدت في الآونة الاخيرة الشكاوى من شركة الاتصالات فلا يكاد يمر يوم والا ونسمع او نقرأ عن معاناة الكثيرين منها، وتتركز الشكاوى بشكل اساسي في ارتفاع الأسعار وتدني مستوى الخدمة احيانا وكثرة الاخطاء التي أصبحت ملفتة للانتباه بشكل كبير لتكرارها وتنوعها وشمولها لعدد كبير من المستفيدين من خدمات الشركة، واحيانا لغير المستفيدين، فعلى سبيل المثال هناك من يطالب بسداد فاتورة هاتف لم يسمع عنه الا عند استلامه للفاتورة، وهناك من يطالب بسداد قيمة مكالمات لم يقم باجرائها، والبعض تصله الفاتورة بعشرات الآلاف من الريالات على الرغم من ان متوسط استهلاكه السابق لا يتعدى الخمسمائة ريال،
ولا يجد الكثيرون مكانا لبث شكواهم سوى صفحات الجرائد والتي تنشر بشكل شبه يومي المطالبات المستمرة للعديد من المدن الصغيرة والقرى لإيصال الخدمات الهاتفية الاساسية لها، وخلال النقاشات يطرح البعض رؤى وأفكارا متعددة للحد من الاخطاء المتكررة وللارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة وخفض الاسعار،
واتصور ان الحل المناسب يبدأ من التعرف على سبب المشكلة والذي يمكن تشخيصه في الدرجة الاولى في توافر الشركة على قوة احتكارية وانعدام المنافس مما مكنها من تحديد كمية الخدمات المقدمة ونوعيتها والاسعار التي تفرضها بدون ان تخشى المنافسة، ومن المعروف ان للاحتكار آثارا سلبية عديدة لا تقتصر على النشاط الاقتصادي الذي يمارس فيه الاحتكار بل تمتد الى غيره من الانشطة الاخرى، وبالتالي فان الحل ينطلق من كسر الاحتكار وفتح المجال امام الشركات المنافسة، واتصور ان اشاعة المنافسة في هذا النشاط يصب في مصلحة الطرفين الشركة والمستهلكين خاصة وانه ينبغي على الشركة التعود على جو المنافسة تدريجيا قبل ان تجد نفسها مضطرة للعيش فيه بشكل مفاجىء الأمر الذي يساعدها على التخلص تدريجيا من البيروقراطية والتباطؤ في الادارة واتخاذ القرارات كما يمكنها ايضا من العمل على رفع كفاءة وانتاجية العاملين لديها وخفض معدلات البطالة المقنعة،
إن المتوقع من شركة الاتصالات ان تتخلص من إرث الادارة الحكومية والتي لا تتفق في احيان كثيرة مع الحس التجاري والاقتصادي الذي ينبغي ان تدار به المؤسسات التجارية، ويتعذر هذا الاحساس لدى الشركة بوجود المنافسة التي توجد الحافز نحو السعي الى الافضل، ، وشركة بحجم شركة الاتصالات يجب ان لا يقتصر طموحها على السوق المحلية وعلى نوعية محدودة من المنتجات بل يفترض ان يكون طموحها عابرا للحدود وان يكون الابداع والابتكار والتجديد حاضراً دائما في الذهن خاصة وان نشاطها يشهد تطورا جامحا، وهذه الامور تستلزم قدرا كبيرا من القدرة على المنافسة وإثبات الذات،
* قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية جامعة الإمام محمد بن سعود
|
|
|
|
|
