| المجتمـع
* المدينة المنورة مروان قصاص:
شهدت الاحصائيات الموثقة التي تصدرها وزارة الداخلية بين حين وآخر عن حوادث السيارات ونتائجها من وفيات وإصابات وإعاقات تدنيا ملحوظا في الفترة الأخيرة خاصة بعد تكثيف حملات التوعية وتنظيم حملات التوعية الأمنية والمرورية التي نظمت مرحلتها الأولى في العام الماضي بتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومساعده للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وبإشراف مباشر من مدير الأمن العام الفريق/ أسعد بن عبدالكريم الفريح وحققت نتائج جيدة. وتجري الاستعدادات المكثفة هذه الأيام لبدء الحملة الثانية تحت شعار «حتى لا تروح الروح»، والتي ستبدأ في غرة شهر رجب القادم. ويعتبر الوعي مهما في التصدي للمآسي التي تسببها حوادث السير والمرور وتحظى عمليات التوعية بدعم كبير من حكومتنا الرشيدة وقد أبدى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في العديد من المناسبات شديد الألم والامتعاض بسبب هذه الحوادث والنتائج السلبية ودعا سموه إلى توخي الحذر للحد من هذه الحوادث ولعل ابرز مؤشر على تأثر سموه من هذه الحوادث وتفاعله معها قراره إعادة العمل بنظام المرور في كافة المناطق والمدن السعودية وهو ما سيكون له أكبر الأثر في التصدي لهذه المشكلة من خلال إعادة صياغة للأنظمة المرورية والجزاءات للضرب بيد من حديد على بعض المتهورين الذين يتسببون بحوادث يذهب ضحيتها أبرياء ويصاب آخرون بإعاقات جسدية. ولعل زيارة واحدة لبعض المستشفيات ودور العلاج الطبيعي تجعلك تتألم مما تراه من مصابين. وقد زارت الجزيرة بعض هذه المرافق وشدني كثيراً أن عدد المصابين في أقسام الحوادث بالمستشفيات وبعضهم إصاباتهم جد خطيرة كانوا من ضحايا حوادث السيارات سواء داخل المدينة أو على الطرق البرية، وقد أصبحت حوادث السيارات تشكل عبئا كبيراً على المجتمع وتسبب العديد من الإعاقات الشديدة إضافة إلى وقوع عدد من الوفيات لتصبح السيارات بقدرة الله ثم بأيدينا وتصرفات البعض منا نقمة على المجتمع وهي أساسا نعمة من الخالق عز وجل، وقد أكد مسؤول في إحدى المستشفيات أن قسم الحوادث يستقبل على مدار اليوم حالات متنوعة بسبب الحوادث إلا أن حوادث السيارات تشكل الجزء الأكبر وينتج عنها العديد من الإعاقات.
حول حوادث السيارات وأخطارها كانت لنا جولة مع عدد من المسؤولين للتعرف على أسبابها وسلبياتها وكيفية التصدي لها بقوة لأنها تشكل خطراً على المجتمع.
كيف نحد من الحوادث؟
كانت بداية الجولة من مكتب مدير شرطة منطقة المدينة المنورة اللواء يوسف البنيان الذي أبدى حزنه الشديد من الوفيات والإصابات الناتجة عن حوادث السير وقال: انني أشعر بالألم عندما يصلني خبر وقوع حادث سير ويتضاعف ألمي عندما يكون في الحادث وفيات أو إصابات شديدة وأتصور آلام أسر المصابين وهم يعيشون آلام مصاب عزيز لهم، ويقول البنيان: ان أكثر الحوادث تقع بسبب التهور وعدم الحذر وأحيانا بسبب المخالفات المرورية وثمن البنيان توجيهات سمو الأمير نايف وزير الداخلية الدائمة وخلال التقاء سموه بمديري الشرطة في المملكة سنوياً حول حوادث السيارات وتأثر سموه البالغ من نتائج هذه الحوادث وقال البنيان: لقد كانت النتيجة الملموسة لاهتمامات سموه إعادة نظام المرور للتصدي لهذه المشكلة وأعتقد أن هذا النظام سيكون كفيلا بمشيئة الله بالحد من كثرة الحوادث من خلال المتابعة الدائمة لمسبباتها ووضع الحلول المناسبة للتصدي لها وإعادة فرض النظام في الشوارع والطرق البرية وقال ان تنظيم حملات التوعية السنوية حيث نستعد حالياً لتنظيم الحملة الوطنية للتوعية الأمنية والمرورية في غرة شهر رجب القادم يساهم في تعزيز الوعي لدى المواطن والمقيم ودعا إلى ضرورة التعاون والوعي من الجميع للمشاركة في حملة وطنية لمحاربة هذه المشكلة وتجاوز سلبياتها وأخطارها العديدة.
وشدد اللواء البنيان في حديثه على بعض مسببات الحوادث ومنها قيادة صغار السن للسيارات والذين يشكلون قاسما مشتركاً في أكثر الحوادث ورغم جهود رجال الأمن للحد من هذه الظاهرة الخطيرة من خلال تنظيم حملات مرورية متواصلة للقبض على الصغار الذين يقودون سيارات وتشمل هذه الحملات الحارات الداخلية ألا أن هذه الجهود لا يكتب لها النجاح ما لم يدعمها وعي أولياء الأمور الذين يتساهلون في منح أولادهم السيارات وهم سعداء بأن صغارهم يقودون السيارات متناسين أنهم يقدمون أبناءهم للخطر على أنفسهم وغيرهم، وأكد أن التعليمات مشددة في حق الصغار الذين يقودون السيارات وفي حق أولياء أمورهم.
ربط حزام الأمان
ويقول المقدم سمير الأسدي قائد القوات الخاصة لأمن الطرق بمنطقة المدينة المنورة ان النتائج الجيدة والمثمرة لحملات التوعية تشعرنا بالتفاؤل بمستقبل جميل خاصة ونحن نلمس التفاعل الجيد من الجميع من أهداف هذه الحملات ويقول الأسدي ان دوريات أمن الطرق بالمدينة المنورة خلال انتشارها المتواصل على مدار الساعة على الطرق البرية تحرص على تكثيف نشاطها التوعوي والإرشادي للحد من مسببات الحوادث. وحول الحوادث ومسبباتها يقول الأسدي: ان العديد من الحوادث والتي نتج عنها عدد من الوفيات والإصابات الخطيرة لمواطنين ومقيمين والذين تم إسعافهم بالسرعة المطلوبة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والخدمات الاسعافية وجدنا أن السبب في أكثر هذه الحوادث هو السرعة ورعونة القيادة وعدم الانتباه إضافة إلى عدم الاهتمام بالصيانة اللازمة قبل السفر، وأكد المقدم الأسدي على ضرورة الالتزام بربط حزام الأمان الذي قد يكون بعد مشيئة الله سببا في الحد من بعض الإصابات مشيراً إلى أن بعض حوادث الانقلاب والاصطدام التي تمت مباشرتها خلال الفترة السابقة أثبتت خروج بعض ركاب السيارات من نوافذ المركبات وتعرضهم لإصابات خطيرة بسبب وقوعهم على أجسام صلبة أو وقوعهم تحت السيارة المقلوبة ودعا الأسدي قائدي المركبات وركابها إلى التقيد بحزام الأمان متمنياً السلامة للجميع، وأبدى تفاؤله الكبير بنجاح جهود وزارة الداخلية المكثفة للحد من تصاعد نسب الحوادث خاصة بعد إعادة العمل بنظام المرور والذي سوف يشهد تجديداً إيجابياً ليكون أكثر صرامة وفاعلية.
التوعية بالمساجد والمدارس
ويقول الدكتور عبدالمحسن بن محمد عراقي مدير عام مركز تلفزيون المدينة المنورة: أود أن أسجل كلمة حق تجسد تقدير المواطنين لكافة أجهزة وزارة الداخلية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لجهودهم المكثفة في العمل على الحد من مسببات حوادث السير وعملهم الدؤوب في مجال تكثيف الوعي باعتباره خطا رئيسياً هاما في التصدي للحوادث ونتائجها المؤلمة. ونسأل الله أن يحمينا من مسببات حوادث السيارات وأخطارها وعلينا ألا نرمي بأنفسنا في تهلكة الحوادث بالسرعة وعدم اتباع تعليمات المرور مؤكداً على أهمية توعية الأبناء بأخطار السيارات لأن الشباب يشكلون أكبر نسبة في وقوع حوادث السيارات. وأشار عراقي الى أن مسؤولية التوعية تبدأ من المنزل ثم المسجد ثم المدرسة مشيراً إلى أن هذه المواقع الثلاثة لها أهميتها الكبرى في التوعية في شتى المجالات وتمنى السلامة للجميع وقال:انني ارجو أن تواكب الحملة الثانية للتوعية الأمنية والمرورية جهودا مكثفة من وزارة المعارف ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لتكثيف التوعية بالمدارس والمساجد طوال العام وتكثيفها خلال فترة الحملة.
أصدقاء المرور والمحاكم المرورية
من جانبه قال الأستاذ عبدالله الميمني مدير ثانوية الأمير عبدالمجيد بالمدينة المنورة: انني أقدر جهود المسؤولين بوزارة الداخلية في مجال تكثيف الوعي من خلال حملات التوعية وطالب بتطبيق الشدة والحزم بقوة ضد المتهورين وصغار السن الذين يقودون سيارات أولياء أمورهم ومعاقبة الجميع بعقوبات مشددة بعيدا عن محاولات الواسطة التي تجعل البعض يتجاوز العقوبة وهو ما يدفعه إلى المزيد من التهور والعبث بأرواح الآخرين واقترح الميمني وبمناسبة تطبيق نظام المرور الجديد أن يتم النظر بفكرة سبق طرحها وأجد أنها فكرة صائبة وهي تطبيق نظام أصدقاء المرور الذين يساهمون في إبلاغ رجال المرور بسرية تامة عن بعض المخالفات التي قد لا تحصرها عيون رجال المرور بسبب اتساع المدن السعودية كما دعا الميمني إلى اعتماد المحاكم المرورية لمحاكمة المتهورين ومنتهكي أنظمة المرور وقال: ان هذه المقترحات البسيطة ستكون مؤثرة إذا أضيف إليها أفكار ومقترحات المسؤولين الذين هم أقرب مني للمشكلة والله الموفق.
|
|
|
|
|