| المجتمـع
* كتب صالح العقيل:
تطور التعليم الجامعي في بلادنا الغالية أرض الخير والعطاء بشكل ملحوظ وأضحت الجامعات تتسابق مع بعضها في استحداث التخصصات الضرورية للحياة، ولكن للأسف الشديد كثيرا ما تكون هذه الخطوة بلا تنسيق مع وزارة الخدمة المدنية هذه الوزارة المعنية بتوظيف الخريجين والخريجات حسب احتياجات المجتمع، فيتقدم الطلاب والطالبات لتلك الأقسام الجامعية بهدف الدراسة لاسيما عندما تكون حديثة التأسيس معللين ذلك الطلاب والطالبات بأنها تخصصات جديدة سوف يكون لخريجها نصيب الأسد من التوظيف ثم تكون الكارثة أو الصدمة لهم.
اليوم وكعادتها «الجزيرة» في طرحها نتناول موضوع خريجات القسم الفرنسي من جامعة الملك سعود واللاتي تخرجن العام الماضي ولم يجدن حتى الآن وظائف وصرن عرضة لنسيان اللغة الفرنسية التي بذلت حكومتنا الرشيدة كل جهد غال ونفيس من أجل تعليم أبنائنا وبناتنا هذه اللغة من خلال تأمين كل الإمكانات الضرورية لتحقيق هذا الهدف وفيما يلي نستعرض نماذج من المعاناة!!..
في البداية تحدثت الخريجة ع.س.أ عن معاناتها في عملية البحث عن الوظيفة المناسبة لتخصصها حيث قالت: لقد تفاجأت كثيراً لسلبية التعامل مع ملف الأوراق الخاصة بي وذلك في مكتب الخدمة المدنية حيث كان الرد محبطا للغاية وأصابني بالدوار وكان مفاده انه لا توجد بالأصل وظائف بمسمى مترجمة فرنسي أو حتى وظائف ذات علاقة بهذا التخصص «اللغة الفرنسية» احسست بعدها انا وزميلاتي اننا خدعنا بدراسة هذه اللغة وإلا اين التنسيق المفترض بين وزارة الخدمة المدنية والجامعات التي استحدثت هذا التخصص؟؟ ولماذا فتح لنا مجال الدراسة؟؟ تساؤلات كثيرة دارت في رأسي ولم أجد لها إجابة مقنعة غير ان كل قطاع وظيفي او تعليمي يمارس دوره بذاتية واستقلالية عن المجتمع الكبير!!.
كما تحدثت الخريجة ب.أ.ع حول هذا الموضوع حيث قالت اننا درسنا خمس سنوات اللغة الفرنسية وتخرجنا مؤهلين لممارسة العمل وفق التخصص وبقدرة قادر نفاجأ عند مراجعة مكتب الخدمة المدنية بوظائف بعيدة كل البعد عن التخصص متناسين ان اللغة إذا لم تتم ممارستها عمليا سوف ننساها ونكون بعدها كأننا لم ندرسها بالأصل وهذا فيه خسارة كبيرة لوطننا الحبيب الذي أتاح لنا فرصة التعلم من أجل خدمته كما فيه خسارة لجهدنا طيلة خمس سنوات ماضية عاكفين خلالها على معاجم اللغة الفرنسية نحفظ مفرداتها ونفهم قواعدها ونسافر كل فرصة لأهلها من اجل الاحتكاك وضمان ثبات المعلومة!! عندما نقبل وظائف بعيدة عن التخصص ما فائدة التخصص أصلاً بالجامعة!!.
كما تحدثت الخريجة ف.م.د حول هذا الموضوع حيث قالت: لقد وصلت إلى درجة اليأس من ايجاد وظيفة حكومية وفق تخصصي فذهبت أطرق أبواب القطاع الخاص وأول شرط واجهته ان اجيد اللغة الإنجليزية والتعامل مع الحاسب الآلي والآن وبعد خمس سنوات من الدراسة الفرنسية هل أنسى كل ما تعلمته من هذه اللغة وآخذ دورة باللغة الإنجليزية والحاسب الآلي لكي احظى بالقبول!! انني اتساءل ألا يوجد أجانب فرنسيون بالرياض؟؟ نعم بطبيعة الحال يوجد.. ولكن ألا يحتاج القطاع الحكومي والخاص لمترجمين لهم سواء في المستشفيات أو البنوك أو السفارات أو غيرها!! انني بحق آسفة ان يكون هذا هو حالنا بعد دراسة لهذه اللغة دامت خمس سنوات نقطف الآن ثمارها شوكا وقهرا يتوقد في صدورنا!! انني مستعدة للعمل وفق تخصصي بأقل أجر ممكن ولكن كل ما أريده فقط هو ألا انسى دراستي للغة الفرنسية.
كما تحدثت الخريجية ر.ن.م حول هذا الموضوع حيث قالت: لقد تعبت كثيرا من شدة البحث عن وظيفة ومن سذاجتي كنت أفكر ان ابحث عن وظيفة قبل تخرجي زاعمة ان الجميع سوف يرحب بحكم حداثة التخصص متناسية ان المجال لايزال مبرمجاً على تخصصات بدأت مع انطلاق مسيرة التعليم بالمملكة!! الأمر الذي جعلني أقوم بترجمة الكتب الفرنسية للباحثين والمهتمين مقابل أجر بسيط جداً اهدف من ذلك عدم نسيان اللغة الفرنسية التي سهرت ليالي وتكبدت الصعاب من أجل اتقانها لصعوبتها!! والآن تراودني فكرة مواصلة الدراسة لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه بالأدب الفرنسي خارج المملكة على الأقل حتى لا أصاب بالاحباط مما اسمع من ردود الأفعال التي ترويها لي زميلاتي اللاتي يبحثن كل صباح عن وظيفة!!.
كما تحدثت الخريجة أ.س.ج حول هذا الموضوع حيث قالت: انني تخرجت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ورغم ذلك لم أجد ما يشفع لدى الجهات المعنية في توظيفي وفق تخصصي، وتضيف: حتى الاذاعة والتلفاز ذهبت إليهم ورفضوا أوراقي بلا مبرر واضح علما ان لديهم مذيعات أجنبيات في نفس التخصص الذي أبحث عن وظيفة فيه، وتتساءل الأخت: كيف تم استحداث هذا التخصص في الجامعة قبل ان يتم التنسيق مع وزارة الخدمة المدنية من أجل تأمين وظائف تستوعب الخريجات وفق هذا التخصص؟!.
|
|
|
|
|