| مقـالات
هذه العبارة (الطائف احلى) هي شعار مهرجان الطائف السياحي لهذا العام، ولا شك ان للطائف المأنوس حلاوة، وللاقامة فيه طلاوة، ولجباله متعة، ولاسواقه مذاقاً، ولفواكهه نكهة لا توجد في غيرها، ولكن حلاوة الطائف، بحاجة الى خدمات سياحية تجذب الناس اليه، وبخاصة ان قربه من مكة المكرمة قد اعطاه ميزة.
الطائف فيها عراقة التاريخ، واناسة الحاضر، ومن حسن حظها ان المدينة القديمة قد بقيت تحيط بجامع ابن عباس ليبقى لها شموخها التاريخي، وشقت في جبالها الطرق التي سهّلت صعبها، وامتعت السياح بشم عليل هوائها.
من اهم ما تفتقده الطائف الخدمات العامة في مصائفها فباستثناء الطرق فاكثر الخدمات ليست على مستوى الطائف السياحي، فالشفا وهو اهم مصائفها لا توجد فيه مثلا دورات مياه مهيأة للسياح وحتى تلك التي تجاور المساجد في وضع غير حضاري من جميع النواحي، فلماذا لا تنثر دورات المياه في المصائف ويعهد الى احدى الشركات بصيانتها ونظافتها يومياً، ولا مانع من اغلاقها بعد انتهاء الصيف؟
ثم لماذا لا تهيأ في الاودية كوادي الغزال ووادي بدر وغيرهما اماكن للجلوس على جوانبه على شكل جلسات وهي لا تستدعي اكثر من مسح الارض في مسطحات ، ثم تنشأ فيها خدمات عامة كدورات مياه وكبائن هاتف وغيرها وتوضع لوحات تدل على موضعها؟
اما ايجارات الشقق في الطائف نفسه وفي مصائفه فهي من الغلاء بمكان، ويبدو ان اللائحة التي صدرت عن وزارة التجارة لم تطبق، وفوق ذلك فان الاثاث دون المستوى المطلوب وبخاصة من ناحية النظافة.
وبقي ان اكتب عن سوق الخضار والفواكه في الطائف، فلا اظن ان سائحا في الطائف الا سيذهب اليه، وهل يقيم في الطائف سائح دون ان يتلذذ بعنب الطائف ورمانه وبرشوميه؟ ولكن للاسف ان وضع حلقة الخضار يثير الشفقة بدءاً من المداخل المتداخلة مع المخارج، وانتهاء بصنادق البائعين ومظهرها غير اللائق بمدينة كبيرة كالطائف، ولا ادري ما الذي يمنع من اقامة مبان لسوق الخضار والفواكه مثل ما هو هو موجود في كثير من مدن المملكة الكبيرة؟
ان من يزور سوق الطائف للخضار والفواكه يزهد في الشراء اذا رأى منظر السوق غير الحضاري، فضلاً عن الارتباك في مداخله ومخارجه ومواقفه وعدم وجود لوحات ارشادية، اما اذا سقط المطر فالمنظر منظر مزر.
اذا اردنا للسياحة الداخلية نجاحاً فعلينا ان نعيد النظر في الاسعار الخيالية، فالتكلفة داخل المملكة مثلها خارجها ان لم تزد، وعلينا ان نكمل اماكن السياحة بالخدمات المطلوبة ، فمثلا حدائق الردف في الطائف حدائق جميلة لكن ما فيها من غبار وعدم تنظيم احال جمالها الى قبح، فالدبابات تثير الغبار في وجوه الناس، والارض ترابية غير مزروعة، وان كانت الزراعة مكلفة فما الذي يحول دون تغطيتها بحصباء نظيفة خالية من الغبار تجلب من اودية الطائف.
الطائف جميلة ولكنها بحاجة الى حسن مجلوب يجمل حسنها غير المجلوب.
للتواصل: ص. ب/ 45209
الرياض 11512
الفاكس/ 4012691
ayedhb@hotmailcom
|
|
|
|
|