| مقـالات
نحن نتفق جميعاً على أن الزمان والمكان لهما أهمية في عالم الإنسان ذلك الموجود الاجتماعي صاحب الإرادة والتفكير والانفعال وهو أيضاً القادر على استيعاب نشاطه وتطويره والارتقاء به نحو الأفضل فالأفضل، بل إنه الأقدر على تطوير جميع ملكاته وإنمائها كما أنه يسمو بعاطفته في مختلف الظروف التي يخضع لها بكل معاييره الإنسانية من خطأ وصواب في كل زمان وفي كل مكان.. الإنسان.. بذاته.. وبطبعه.. بحاجته ورغبته يحتاج إلى صديق.. يكون كالمساحة الخضراء في واقعه يمتد.. يمارس إنسانيته أمامه المتجردة من كل تكلف أو رسمية..!
إنه الإنسان الذي قالت عنه الأمثال.. الصديق وقت الضيق وكثيراً ما تساءلت عن نوع الضيق هنا.. مادي أم نفسي.. أم اجتماعي.. فحينما نقول إن الإنسان هو الموجود الاجتماعي فهو المقبل المدبر، بل إنه الإنسان الأقدر على الاحتواء وجذب الأحبة والحفاظ عليهم.. والصديق موطن محبة وألفة ومودة.. نجاهد.. حينما يكون الصديق قلباً محباً عطوفاً مرناً يتعامل بإنسانيته التي تقبل الخطأ والصواب من منطق اختلاف طبع البشر عن طبع الملائكة وبالتالي الصداقة هي تلك العلامة القوية التي لا تتهشم بصغائر الأمور، بل هي تلك العلاقة النابضة في قلب الزمان تمتد مع الوقت تعلو وتسمو وتزداد قوة بقوة المواقف وقت الضيق.
لقد أحسست بمشاعر مختلفة وأنا أقرأ في عبارات المشرفة التربوية (وضحى الرويس) حول الصداقة، بل إنني رغبت في عرض عباراتها عبر «ود و ورد».. فهي بطاقة محبة.. وعربون مودة لصداقة حقيقية توضح مشاعر إنسانية لكائن موجود عتابه من واقع إحساس بالمسؤولية نحو صديقه فتقول وضحى في رسالتها:
« صديقتي..
في مفاهيم البشر معان مترابطة وأخرى مترادفة تعكسها مرآة الواقع.. ولكل منا سيدتي منظار يقيس به زوايا وحدود وقته وكذلك المحيطين به.. نصادف أمزجة مختلفة كلاً على حدة وأخرى هي خليط تتلذذ بتجرعه لآخر الرشفات.. نسخر ثواني العمر ليرضوا.. ونلوذ عن آلامنا بهم.. نجابه الهفوات بذكر محاسنهم.. نراهم في ثياب الأفضل.. ونتوقع ردوداً تتحلى بالأجمل لنا!! ثم يا صديقتي.. يلطمنا واقع كبلته قيود تصيد الأخطاء.. واستشرى بمرارة جروح واهية صنعتها أفكار أثقلها التكرار، وحفاظاً على عشرة تراوحت بين فرح وآلام وحزن، تُقدم قرابين وفاء لماض نعلم أننا وإياه فوق قضبان سكة حديد احتواها الصدأ.!!! ولكن جميل يا سيدتي أن نتعلم شطب جروح صنعناها بأيدينا ولو بممحاة طفل لم يعانق المرحلة الإعدادية.. والأجمل أن لا نمارس التعامل مع هفوات أصدقائنا بجداول الرياضيات.
والأجمل من ذلك كله أن لا نعجز عن حجز مساحات واسعة من المغفرة في قلوبنا حين نستقبل قدامى الأصدقاء.. فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم.. أفلا نغفر ونحن بشر وخطاء؟!!
وأخيراً هناك نداء لاصدقائي جميعاً..
دعونا نلغي التعامل بمسطرية المشاعر مع زلات أو أخطاء الأصدقاء.. ولنتلمس الأعذار لهم بأحاسيس صادقة بعيداً عن المؤثرات الخارجية ولنبدأ بتصحيح دواخل أنفسنا قبل أن تلتوي عقارب الزمن على وقت يسبقه وداع لا عودة فيه».
|
|
|
|
|