|
| العالم اليوم
تأثرت صورة الكيان الصهيوني في الغرب بعدما قامت الأجهزة الإعلامية وبالذات محطات التلفاز بواجبها المعني ونقلت الأعمال الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ضد المواطنين في الأرض المحتلة، وحتى تظهر الحقيقة أكثر وتنكشف الصورة كاملة عن العدوان الإسرائيلي تحرك أعوانها في الغرب فنصحوا مسؤولي الكيان الإسرائيلي بالتحرك لتطويق هذا التطور السلبي بالنسبة للصهاينة، فعلاً لم تنتظر إسرائيل كثيراً فخصصت مئتين وخمسين مليون دولار لتنظيم حملات إعلامية وشراء ذمم الإعلاميين في الغرب، وتكليف مؤسسات متخصصة في العلاقات العامة لتحسين صورة الكيان الإسرائيلي ولم تمض أيام قليلة إلا وبدأ تأثير الدولارات الإسرائيلية وفعل مؤسسات العلاقات العامة الغربية المتخصصة التي تعمل لمن يدفع أكثر، فقد لاحظ المتابعون ولاحظنا بدورنا، أن هيئة الاذاعة البريطانية ال«B.B.C» أخذت تستعمل المصطلحات الإسرائيلية في تغطيتها لفعاليات الانتفاضة الفلسطينية، فتحول المدافعون عن حقوقهم من الفدائيين الفلسطينيين إلى إرهابيين، وبدأ مراسلو ال«B.B.C» يصفون عمليات الاغتيال التي تقوم بها القوات الإسرائيلية لقادة الانتفاضة الفلسطينية ب«عمليات القتل الوقائي» أو الدفاع الذاتي، كما أخذت نشرات الأخبار في الاذاعة البريطانية وتلفازها تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، وبعد هذه المؤسسة الإعلامية الدولية الكبرى التي عرف عنها حيادها الدقيق، لاحظ المتابعون تغيراً في تغطية تقارير المحطة التلفازية الأمريكية العالمية «C.N.N» التي أخذت هي الأخرى تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية في أخبارها وتقاريرها عن الأحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.
وهكذا تكون الملايين التي خصصتها إسرائيل قد أدت دورها، وأن مؤسسات العلاقات العامة التي كلفت بتحسين صورة اسرائيل قد أحسنت عملها، في حين لازلنا نحن العرب مهملين هذا الدور الهام رغم كل الدراسات والأبحاث والآراء التي تؤكد أن الإعلام الناجح يساهم في تحقيق أكثر من 90% من جهد النصر في المعارك السياسية.
وهكذا ولكي نعرف كيف تحقق إسرائيل «النصر» في معاركها مع العرب يكفي أن نعلم بأن وزراء إعلام كل الدول العربية خصصوا مليون دولار فقط لشن حملات إعلامية في الغرب.. مقابل مئتين وخمسين مليون دولار دفعتها إسرائيل لتحسين صورتها التي تأثرت قليلاً!!.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
